تتجه أنظار صناع القرار في القطاع العسكري الفرنسي نحو المغرب، حيث من المنتظر أن يقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة رسمية إلى الرباط في نهاية أكتوبر الجاري، وتأتي هذه الزيارة في سياق تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، إلا أن الأنظار، حسب تقارير صحافية فرنسية، تتجه بشكل خاص نحو الصفقات العسكرية الضخمة التي هي محل مفاوضات حالياً.
وقالت صحيفة “لا تريبيون” ثاني أكبر يومية اقتصادية في فرنسا، في تقرير لها نشرته يومه (الثلاثاء)، أن صفقات شراء طائرات الهليكوبتر، تعتبر من أبرز الملفات المطروحة على طاولة المفاوضات حاليا.
فبعد نجاح شركة إمبراير البرازيلية في الفوز بعقد شراء طائرات نقل عسكرية، تسعى شركة Airbus Helicopters جاهدة للفوز بعقد ضخم لشراء طائرات الهليكوبتر من طراز Caracal، والذي قد يصل عددها إلى 18 طائرة. وتقدر قيمة هذه الصفقة بمئات الملايين من اليوروهات، مما يمثل دفعة قوية لصناعة الطيران الفرنسية.
أما في مجال الغواصات، فتواجه شركة Naval Group الفرنسية منافسة شديدة من الشركات الكورية الجنوبية Hanwha وHyundaï، وتتميز العروض الكورية بأسعارها التنافسية وتقنياتها المتطورة، بما في ذلك بطاريات الليثيوم أيون التي توفر أداءً أفضل. وعلى الرغم من ذلك، تتمتع Naval Group بخبرة طويلة في هذا المجال وعلاقات قوية مع المغرب.
وفي مجال المركبات البرية، تسعى الهند إلى تعزيز وجودها في السوق المغربية من خلال شركة Tata Advanced Systems Ltd. فقد أبرمت هذه الشركة اتفاقية مع المغرب لإنشاء مصنع لتصنيع المركبات المدرعة، مما يشكل تحدياً جديداً للشركات الفرنسية مثل KNDS France وArquus.
واستنادا إلى المصادر ذاتها، فقد تؤكد هذه الصفقات على الأهمية الاستراتيجية للعلاقات العسكرية بين المغرب وفرنسا، ولكنها تظهر أيضاً التغيرات التي يشهدها هذا القطاع، فالمغرب يسعى إلى تنويع شركائه وتحديث أسطوله العسكري، في حين تسعى الشركات الفرنسية إلى الحفاظ على موقعها في السوق المغربية في مواجهة المنافسة المتزايدة.
وأشارت القصاصة الفرنسية، إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب، تشكل فرصة لتعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، ولكنها تحمل في طياتها أيضاً تحديات كبيرة في ظل المنافسة الشديدة على الصفقات العسكرية الضخمة.
تعليقات الزوار ( 0 )