Share
  • Link copied

الصديقي: إعلان البوليساريو إنهاء التزامها بوقف إطلاق النار تشديدٌ في اللهجة فقط

أعلنت جبهة البوليساريو الانفصالية، يوم أمس السبت، بشكل رسميٍّ، نهاية التزامها باتفاق وقف إطلاق النار، الذي وقعته مع المغرب سنة 1991، برعاية الأمم المتحدة، وذلك عقب تدخل الجيش المغربي وضع حدٍّ لما قام به حوالي 60 شخصاً، من أتباع جماعة الرابوني، من عرقلةٍ لحركة مرور الأشخاص والبضائع، بمعبر الكركارات.

وأكدت الجبهةُ، أنها ستعود لاستئناف العمل القتالي دفاعاً عما أسمته بـ”الحقوق المشروعة”، وهو أيضا، ما أعلنه مجموعة من قياديي الجبهة ومثثليها، بالإضافة إلى شنِّ حسابات فيسبوكية وبعدد من مواقع التواصل الاجتماعي، لـ”بروباغاندا”، تُشير إلى أن التعبئة لما أسمته “الكفاح المسلح”، قد بدأ بالفعل، بل وصلت في أحيانٍ كثيرةٍ إلى محاولة الترويج للشائعات وإظهار أن هناك قصفاً لمواقع مغربية.

ويرى سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، بمدينة فاس، بأن إعلان الجبهة الانفصالية نهاية التزامها بوقف إطلاق النار، لا يُمثل بالضرورة إعلاناً للحرب، مؤكداً أن الأمر لا يعدو كونه “مجرد تصعيد في لهجة الخطاب، وليس تعبيراً عن نوايا حقيقية، وبالتالي لن تكون لن آثار في الواقع”.

وأوضح الصديقي بأن البوليساريو “لا تملك أدنى شروط الصمود أمام الجيش المغربي”، لأن أسلوب حرب العصابات الذي كانت تستعمله في الماضي، لم يعد ناجحاً في هذا الوقت، لأن “تطور الأنظمة العسكرية الدقيقة التي تشتغل بفاعلية في مختلف الظروف والأجواء، جعل تحركات الجماعات المسلحة، وخاصة في المناطق الصحراوية، أمراً في غاية الصعوبة”.

واعتبر المتحدث ذاته، بأن “الجزائر ليس في مصلحتها أن يقع أي صدام عسكري في المنطقة، أو أن تتورط في أي حرب، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، لاسيما وأنها تمرّ بوضعية صعبة بسبب الظروف السياسية والاجتماعية الداخلية، إضافة إلى الأزمة الليبية، التي تهدد الأمن الوطني الجزائري، لذلك، قد لا تسمح الجزائر للبوليساريو بشن هجمات على المغرب من داخل ترابها”.

ولم يستبعد الصديقي أن تكون هناك جهةٌ داخل الدولة الجزائرية، ترى بأنه من مصلحتها السياسية أن يحدث نزاع بجوارها الإقليمي، لتستغله لأغراض سياسية، وهو ما قد يدفعها لمحاولة إقناع “البوليساريو بالدخول في مغامرة عسكرية مع المغرب”، غير أن هذا الأمر يظلُّ بعيداً.

وأشار المتحدث نفسه، إلى أنه، من بين الأمور التي تجعل من احتمال نشوب حرب، هي أن المغرب، “غير مستعد حاليا للدخول في أي حرب، وكل ما سيقوم به حال بدء البوليساريو للقتال، هو الرد المتناسب على كل الهجمات التي قد يتعرض لها”.

ونبه الصديقي، إلى أن عدم التزام البوليساريو بوقف إطلاق النار، هو من مصلحة المغرب، أكثر من جماعة الرابوني، لاسيما إن ترتب عنه، التحلل من الاتفاق العسكري رقم 1، الذي استغلته الجبهة الانفصالية، لتغيير الوضع القائم الذي تلى الاتفاق على وقف إطلاق النار.

Share
  • Link copied
المقال التالي