Share
  • Link copied

الشعب الجزائري يعاني “الويلات” ووسائل إعلامه تواصل التركيز على المغرب

في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الجزائري، من ويلات الفقر، والتهميش، وتداعيات جائحة فيروس كورونا، التي تسببت في أزمة اقتصادية غير مسبوقة في البلاد، سيما بعد تراجع أسعارٍ النفط، وأزمة الغاز التي تسببت فيها الفضائح المتكررة لشركة “سوناطراك”، آخرها تورطها في بيع فيول مغشوش للدولة اللبنانية، تواصل وسائل إعلام الجارة الشرقية، تركيزها على المغرب.

لا تكاد تخلو وسائل الإعلام الجزائرية، المكتوبة والإلكترونية، من الأخبار المهاجمة للمغرب، وقد زاد عددها، وحدتها، بعد العملية التي قامت بها القوات المسلحة الملكية، مؤخرا، لطرد عصابات البوليساريو، التي كانت تقاطع الطريق بمنطقة الكركارات، وتأمين حركة مرور البضائع والأشخاص، بالمعبر الحدودي، الذي يربط بين المملكة وموريتانيا.

وتتغاضى وسائل الإعلام الجزائرية، بشكل شبه كامل، عما تعرفه البلاد من تفاقم للوضع الوبائي، وتكتم كبير على ما تعيشه المنظومة الصحية، التي عرفت انهارت في وقتٍ مبكرٍ من مواجهة الفيروس، عبر عجزها عن استيعاب الكم المتزايد للمصابين، وهو ما دفع السلطات بالجارة الشرقية للمغرب، إلى حجب عدد التحاليل، وتقليصها، بغيةَ تجنب ارتفاع المصابين.

وتقبع مختلف ولايات الجزائر، في وضعٍ وصفه النشطاء بـ”الكارثي”، سيما وأن البلاد، تعيش فراغاً سياسياً على شاكلة الفترة التي اختفى فيها بوتفليقة، فقد أعلنت الرئاسة الجزائرية، منذ حوالي شهر، عن إصابة الرئيس عبد المجيد تبون، بفيروس كورونا، حيث تم نقله صوب ألمانيا للخضوع للعلاج، دون أن يظهر له أي أثر، إلى حدود اليوم.

وبدل، تركيز الإعلام الجزائري، على الأزمة غير المسبوقة، التي تعرفها الأسواق في البلاد، بسبب ارتفاع الأسعارن وغياب العديد من المواد الأساسية، مثل القمح والحلب واللحوم البيضاء، التي باتت شبه منعدمة، بسبب الأزمة التي نجمت عن الفيروس التاجي، تواصل مهاجمة المملكة، والحديث عن “دك حصون المراركة (أي المغرب)”، من قبل البوليساريو.

وكانت وسائل الإعلام الجزائرية، قد انخرطت، بشكل أثار استغراب المتابعين والصحافيين على المستوى الدولي، في الحملة الدعائية للبوليساريو، التي روجت لحرب هوجاء، تخوضها جماعة الرابوني ضد الجيش المغربي، في وقت لم تعرف فيها المنطقة العازلة، أي اشتباكات، باستثناء حالتين، كان رد المملكة فيهما، صارماً وحازماً، ونتج عنهما تدمير آليات العدو.

وفي سياق “هستيريا” الإعلام الجزائرية، كتب عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إنه “لم يسبق مثيل في الجزائر لهذا الهجوم على المغرب في التقارير الإعلامية والمقالات والتحليلات التي نشرتها الجرائد والمواقع والقنوات الجزائرية”.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، في التدوينة ذاتها، بأن “المواضيع مثل الدستور الجزائري واستقالة بوتفليقة، وصعود تبون والزلازل في الجزائر، وإعفاء رب الدزاير الجنرال مدين، وحتى فوز المنتخب الجزائري بكأس إفريقيا، لم تنل هذا الحجم من التناول الإعلامي المنفرد بكونه هجوميا مستمرا طيلة الأيام الماضية”.

يشار إلى أن الجزائر، تمرّ بأزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية غير مسبوقة منذ العشرية السوداء، حيث تعرف الجارة الشرقية للمملكة، تضرراً كبيراً للقدرة الشرائية للمواطن البسيطة، وارتفاعاً مهولاً في الأسعار، وفقدان مجموعة من المواد الأساسية، من الأسواق، على رأسها لحوم الدواجن.

Share
  • Link copied
المقال التالي