شكل موضوع “السنة النبوية.. دلائلها العقلية وأصولها النقلية” محور ندوة وطنية نظمتها، يوم أمس (السبت) بالرباط، مؤسسة دار الحديث الحسنية، وذلك بمشاركة أكاديميين وأساتذة متخصصين وطلبة باحثين في المجال.
وتهدف هذه الندوة إلى تسليط الضوء على المنزلة العليا التي تتبوؤها السنة النبوية من الشريعة الإسلامية وعلومها، باعتبارها الأصل الثاني للتشريع، والبيان القولي والتفصيل العلمي لمقتضيات القرآن الكريم.
وفي هذا الصدد، قال مدير مؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط، عبد الحميد عشاق، إن تنظيم هذه الندوة العلمية يروم تحقيق مزيد من النظر والتدقيق والبحث في مختلف القضايا المثارة حول موضوع السيرة النبوية، سواء عند المتخصصين أو خارج مجال التخصص.
وأشار عشاق، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن دار الحديث الحسنية اعتمدت مسلكا للدراسات العليا في تخصص السنة النبوية من التوثيق المبكر إلى التصنيف المنهجي وإبراز جهود المغاربة في خدمة السنة المشرفة.
ونبه، في هذا الإطار، إلى أن “الكثير من القضايا والإشكاليات المرتبطة بهذا الموضوع أخرجت من مشرحة البحث المنهجي الدقيق إلى أدبيات عامية لا علاقة لها بالتأصيل العلمي والتحرير المنهجي”.
من جانبه، أكد أستاذ علوم الحديث بمؤسسة دار الحديث الحسنية، محمد الناصري، أن “السنة النبوية تجسد الفهم العملي للقرآن الكريم وتمثل النموذج الذي أراده الله عز وجل للبشرية”.
وأبرز أن السنة النبوية في الدرس الجامعي تعنى بجوانب المصداقية من حيث النقل الأكاديمي، وتهم جوانب الاستيعاب والفهم في إطار التنزيل، لافتا إلى أن هذا اللقاء يستحضر ثمار العمل الأكاديمي والجوانب التي تحتاج إلى مزيد من التطوير والبيان.
وأضاف الباحث الأكاديمي أن الندوة تتوخى أيضا وضع الطالب في صورة السنة النبوية ومستجدات البحث والنقاش المرتبطة بها، مشددا على أن النقاش الحالي بهذا الخصوص لم يعد منحصرا في مصداقية النقل، وإنما كذلك في المضمون من حيث استحضار أسس التنمية البشرية في السنة النبوية.
يشار إلى أن أشغال هذه الندوة الوطنية الطلابية، الأولى من نوعها، تميزت بمناقشة ثلاثة محاور رئيسية شملت السنة النبوية في مبحث العلوم العقلية، والتاريخ المبكر للسنة النبوية، والسنة النبوية بين مناهج المحدِّثين ودراسات المحدَثين.
تعليقات الزوار ( 0 )