مباشرةً بعد إعلان وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، برئاسة سعيد أمزازي، عن تنظيمها لمنظرات جهوية بخصوص نظام البكلوريوس، وإلغاء المناظرة الوطنية التي وعدت بها في السابق، خرجت مجموعة من الفروع النقابية للتعلن عن مقاطعتها الخطوة، بسبب ما اعتبرته “استفراداً” من الوزارة لتنزيل النظام الجديد، وإقصاء بقية مكونات القطاع.
وانضم الفرع الجهوي للنقابة لجامعة القاضي عياض، إلى فئة المقاطعين، حيث أعلن عن اعتزامه مقاطعة المناظرة الجهوية لقطب جامعة القاضي عياض، ابن زهر، السلطان مولاي سليمان، والتي سيتم تنظيمها يوم غد الخميس، مبدياً استغرابه الشديد لـ”الطابع الانفرادي فيما يتعلق بتنظيم التظاهرة، دون إشراك للنقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي ولا لرؤساء الشعب واللجان البيداغوجية”.
وسجّل المصدر أيضاً، تسلمه الدعوة قبل أقل من 48 ساعة على موعد المناظرة، إلى جانب “عدم برمجة مداخلات الكتاب الجهويين للنقابة ولا رؤساء الشعب والاكتفاء بدعوتهم كمتفرجين وليس كفاعلين وشركاء”، متسائلاً عن “مآل المناظرة الوطنية حول نظام الباكلوريوس، التي سبق للوزارة الوصية أن وعدت بتنظيمها لتلغيها فجأة دون مبرر مقنع”.
ونبه مكتب الفرع الجهوي، إلى “الاختلالات التي رافقت مسلسل إنزال سلك الباكالوريوس، بدءاً بوضع التصور مروراً بالهندسة البيداغوجية، فصياغة دفتر الضوابط البيداغوجية، وهو ما انفردت به الوزارة عبر كل مراحله، في استهتار تام بالدور البيداغوحي المنوط بالجامعات، وفق القوانين المنظمة لها، متجاهلة لدور الهياكل الجامعية وممعنة في إقصائها عنوة وضارب عرض الحائط للقوانين المنظمة للتعليم العالي”.
وأبرز المصدر أيضا، ما سماه بـ”غياب رؤية استراتيجية محكمة وواضحة الأهداف تستجيب لمتطلبات التكوين والبحث العلمي اللازمة لرفع التحديات الراهنة والمستقبلية”، مسجلةً في السياق نفسه، “انعدام التوازن وسيادة الطابع الارتجالي الذي يطبع دفتر الضوابط البيداغوجية ومختلف التكوينات المقترحة التي تعاني في فقر في الوحدات الرئيسية التي تضمن جودة التخصص ومصداقية التكوين على حساب الوحدات اللغوية والمهاراتية”.
وأشار إلى سعي الوزارة إلى “إرساء طابع هجين ليس بالأنجلوساكسوني ولا هو بالفرانكوفوني ولا بالمغربي المنسجم مع المتطلبات الحقيقية التي تستدعيها المرحلة وتحتاجها الجامعة للرقي إلى مستوى مثيلاتها في الدول المتقدمة”، بالإضافة لـ”التغاضي عن ما يستلزمه إرساء أي نظام محدث من إمكانيات بشرية ومادية وما يتطلبه من شحد للطاقات واستنهاض للهمم عبر وضع محفزات حقيقية للساهرين على بلورته وإنجاح تنفيذه”.
وكانت الفروع الجهوية للنقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي، بكل من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، ومولاي إسماعيل بمكناس، ومحمد الأول بوجدة، قد قررت مقاطعة المناظرة الجهوية التي نظمت أمس الثلاثاء، بخصوص نظام الباكالوريوس، كما وجهت الدعوة إلى عموم رؤساء الشعب والأساتذة الباحثين، للتحلي بروح اليقظة التامة والوعي المسؤول، وعدم الانخراط في هذا المشروع.
وبرّرت الفروع الجهوية المذكورة، قرارها بمقاطعة المناظرة، بسبب “استفراد” وزارة أمزازي، في “إعداد الهندسة البيداغوجية لسلك الباكالوريوس”، وهو ما يخالف، حسبها، الاستقلالية البيداغوجية التي يخولها قانون تنظيم التعليم العالي للجامعات، بالإضافة إلى إصدارها لـ”دفتر الضوابط البيداغوجية”، بطريقة أحادية.
وتتهم الفروع الجهوية المعنية، الوزارة بعدم الاكتراث لـ”الاقتراحات القيمة التي تم التوصل بها من قبل الشعب، وتجاهلهم التام للتحفظات والملاحظات التي أبداها السادة الأساتذة الباحثون حول الهندسة البيداغوجية المقترحة، ولاسيما تلك المتعلقة بخطورة تقليص عدد وحدات التخصص وإغراق المسالك بوحدات لغوية ومهاراتية”.
تعليقات الزوار ( 0 )