Share
  • Link copied

الرعاة الرحل يحولون أراضي مناطق سوس الخضراء إلى “أراضي قاحلة”

شهدت مناطق سوس خلال الأيام القليلة الماضية، مواجهات بين الرعاة الرحل، والساكنة المحلية، تطور الأمر الى مواجهات بين الساكنة المحلية، والرعاة الرحل الذين توجهوا بأعداد كبيرة من المواشي والابل الى الأراضي الزراعية، مما تسبب في احتقان كبير في المنطقة.

ووفق معطيات توصل بها منبر بناصا، فإن الساكنة المحلية لمنطقة رسموكة نواحي تزنيت، شهدت يوم أمس الأربعاء مواجهات مباشرة بين الساكنة المحلية و الرعاة الرحل، تطور الأمر الى الاعتداء على أحد الأشخاص مما تسبب له في جروح بليغة، و سلبه هاتفه المحمول.

ويضيف المصدر ذاته، أن المواجهات بين الرعاة الرحل و الساكنة المحلية، دفع الأخيرة الى تقديم شكاية لدى النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمدينة تزنيت، من أجل فتح تحقيق في الموضوع وتفعيل المقتضيات القانونية في القضية، لزجر كل المخالفين.

وحسب متابعين، فإن الرعاة الرحل لم يحترموا القوانين العرفية المنظمة للمجال الغابوي والمناطق الزراعية، بالمنطقة، حيث تم ‘’غزو’’ الأراضي الزراعية بأعداد كبيرة من الإبل و المواشي، مما حول مناطق خضراء الى أراضي قاحلة.

وسبق للناشط وعضو تنسيقية أكال للدفاع عن حق الساكنة في الأرض، جمال حور، أن صرح لمنبر بناصا بأن ‘’أراضي ساكنة سوس تتعرض للاغتصاب من قبل ما وصفهم بـ’’عصابات الرحل’’ الذين يهجمون على أراضي الساكنة، و يحولون الأراضي المزروعة والأشجار المثمرة الى أراضي قاحلة’’.

ويضيف ذات المتحدث في تصريحه لـمنبر بناصا، أن علاقة الرحل بالساكنة تاريخية، و لم تكن يوما عداوة الا في السنوات الأخيرة، بعدما خالف الرعاة القوانين العرفية التي تنظم الرعي بالمنطقة، حيث كان (الرعاة) في القديم يلتزمون بالقانون العرفي الذي يؤكد على ضرورة احترام المحاصيل الزراعية للساكنة، و الاكتفاء بالرعي مباشرة بعد انقضاء موسم الحصاد’’.

مشيرا في ذات السياق إلى أن ‘’عددا كبيرا يفوق الالف من الإبل تتوجه الى قرى سوس، ورعاتها ليسوا سوى مستخدمين لدى جهات نافذة توفر لهم الحماية، وهكذا يتم الاعتداء على الساكنة أمام أنظار السلطات العمومية و الأمنية، دون أن تقوم الأخيرة بأي ردة فعل و تكتفي بالمشاهدة’’.

وأكد ذات المتحدث على أن المواجهة التي تكون بين الرعاة الرحل و الساكنة المحلية المدافعة عن أرضها، غالبا ما تخلف ضحايا واعتقالات، في صفوف الساكنة المحلية، مما ينذر بكارثة ومستقبل غامض في ظل غياب أي مبادرة من شأنها وضع حل لهذه الممارسات التي تهدد الساكنة وشجرة الأركان الذي تم تصنيفها كتراث إنساني من قبل اليونيسكو’’.

Share
  • Link copied
المقال التالي