شارك المقال
  • تم النسخ

الرباط ترفض “تكتيك” التضليل السياسي والتمويه الدبلوماسي لحكومة مدريد

قال هشام معتضد، الأستاذ الباحث في العلوم السياسية العامة والدولية بكندا، إن بلاغ وزارة الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، يترجم مدى حزم الدبلوماسية المغربية على عدم قبول أي مساومة سياسية خارجية على حساب القضايا العادلة والحساسة والاستراتيجية للمملكة.

وأضاف معتضد في تصريح لجريدة “بناصا” أن أسلوب بلاغ الوزارة أبان عن عدم قبول المغرب أي تلاعب بقضايا الدولة المغربية وكرامة شعبها عن طريق تكتيك التضليل السياسي أو التمويه الدبلوماسي الذي تنتهجه الحكومة الاسبانية لتجاوز أزمتها مع الرباط.

وأوضح الأستاذ الباحث في العلوم السياسية الدولية، أن المنهجية التي اعتمدتها وزارة الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج في صياغة بلاغها وضع أصحاب القرار في مدريد أما خيارين أَوْحَدَيْنْ، لا ثالت لهما.

الخيار الأول، إما الاصطفاف إلى جانب المصالح العليا للمغرب والحفاظ على الشراكة الاستراتيجية بين البلدين من منطلق إحترام السيادة والشرعية بعيدا عن إزدواجية المواقف، أو تعليق جميع أنواع الشركات الاستراتيجية والأمنية في المنطقة وعلى المستوى الإقليمي والدولي.

أما البعد السوسيو-تاريخي والسياسي للبلاغ، يضيف معتضد، فقد أبان عن الالتزام الأخلاقي والسياسي والقانوني للمؤسسات السياسية والعمومية المغربية إتجاه إسبانيا، فيما أبان عن ضبابية القرار السياسي لدى صناع القرار في مدريد وعزفهم على وثر الانتهازية السياسية وعدم المسؤولية التاريخية والأخلاقية إتجاه المملكة.

ويرى المصدر ذاته، أن الحكومة الإسبانية، التي لطخت صورة مؤسساها السياسية والحقوقية بملفات من طراز استقبالات وحماية مجرمين حرب ومطلوبين للعدالة، ساهمت في الإساءة المباشرة إلى القضاء الأوروبي والمؤسسات الأوروبية من خلال تسهيل دخول إبراهيم غالي إلى فضاء شنغن بأوراق مزورة وتحت حماية المؤسسات الأمنية والعسكرية الإسبانية التي كان من واجبها وأولويتها حماية الشعب الإسباني والأراضي الأوروبية وليس إدخال مجرمين إلى مجالاتها الفضائية.

وأكدت وزارة الخارجية، أن مثول زعيم ميليشيات البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي، غدا الثلاثاء، أمام المحكمة الوطنية العليا الإسبانية هو تطور يأخذ المغرب علما به، لكنه لا يشكل جوهر الأزمة الخطيرة بين البلدين الجارين.

وشددت، على أن مثول غالي أمام القضاء يؤكد ما كان المغرب يقوله منذ البداية: إسبانيا أدخلت عن قصد إلى أراضيها وبطريقة احتيالية وبشكل خفي، شخصا متابعا من طرف القضاء الإسباني من أجل شكاوى تقدم بها ضحايا من جنسية إسبانية ومن أجل أفعال ارتكبت في جزء منها فوق الأراضي الأسبانية.

وفي بيان آخر شديد اللهجة رد المغرب، على تصريحات رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز في البرلمان بشأن الأزمة مع الرباط.

ولفت بيان للخارجية، إلى أن المغرب غير معتاد على الانخراط في جدل حول تصريحات كبار المسؤولين في دول أجنبية.

وفي كلمة له الإثنين أمام البرلمان الإسباني، ربط رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، أزمة بلاده والرباط بموضوع الهجرة، محاولا تحوير المشكلة إلى ملف الهجرة، وخاصة ما وقع مؤخرا من أحداث هجرة غير نظامية نحو مدينة سبتة المحتلة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي