Share
  • Link copied

الذكاء الاصطناعي أخطر على العالم من الأسلحة النووية وعلى أميركا والصين الحذر

دعا مقال بصحيفة “فايننشال تايمز” (Financial Times) البريطانية أميركا والصين إلى أخذ تحذيرات وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر مأخذ الجد بشأن مخاطر تحوّل التنافس “غير المقيّد” في مجال الذكاء الصناعي إلى حرب باردة جديدة.

وأوضح مقال للكاتب بالصحيفة إدوارد لوس أن كيسنجر، الدبلوماسي المخضرم في مجال الحد من الأسلحة بين أميركا والاتحاد السوفياتي السابق، وصف المنافسة “غير المقيّدة” بين واشنطن وبكين في مجالي الأسلحة النووية والذكاء الاصطناعي بأنها “لا سابق لها في التاريخ”.

هل تتفوّق الصين؟

وأشار المقال إلى اختبار الصين مؤخرا صاروخا تفوق سرعته سرعة الصوت، “مما قد يمكّنها من التهرب من أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركية”، وإلى تقدير وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) هذا الأسبوع أن الصين تخطط لمضاعفة ترسانتها النووية 4 مرات بحلول عام 2030، وإلى استقالة الرئيس السابق للذكاء الاصطناعي في البنتاغون نيكولاس تشايلان بسبب ما قال إنه عدم قدرته على الوقوف لمشاهدة الصين تتفوق على الولايات المتحدة، وتأكيده أن الأمر “قد انتهى بالفعل”.

غياب الحوار غير مقبول

وأعاد المقال إلى الأذهان أن كيسنجر سبق أن قال إن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين انتقلت من الشراكة إلى التعاون، إلى عدم اليقين، إلى المواجهة القريبة أو الفعلية، مضيفا أن “توقع اتخاذ قرارات حكيمة من جميع الأطراف في غياب الحوار عمل إيماني لا أقبله في المستقبل”.

وحول قوة الذكاء الاصطناعي ومخاطره، نسب الكاتب إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القول “إن من يقود الذكاء الاصطناعي سيسيطر على العالم”. كما نسب إلى كيسنجر، الذي شارك الرئيس التنفيذي السابق لشركة “غوغل” (Google) إريك شميدت في تأليف كتاب جديد بعنوان “عصر الذكاء الاصطناعي”، قوله “إننا لم نبدأ بعد في فهم تأثير الذكاء الاصطناعي على الحرب والاستقرار الجيوسياسي في المستقبل”.

وبحسب كيسنجر، يقول المقال، فإن الصورة قد تكون أسوأ من ذلك، إذ إننا لا نعرف ما يكفي عن الذكاء الاصطناعي في أي من الجانبين حتى لتحديد ما إذا كانت الصين متقدمة، أو ما يمكن أن تفعله إذا كانت كذلك. وشبه الوضع اليوم بالفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى، حيث كانت بريطانيا وألمانيا على دراية سيئة بأهداف بعضهما بعضا لدرجة أن حادثا لا علاقة له على ما يبدو بهما -اغتيال أرشيدوق في جنوبي شرقي أوروبا- أثار ما كان في ذلك الوقت الحرب الأكثر دموية في التاريخ.

لا رغبة في سد فجوة الجهل

وأضاف أن كيسنجر يقول “نحن بحاجة إلى التعرف على قدرات الذكاء الاصطناعي لدى الدول المتنافسة، لأن الجهل بها يؤدي إلى مستوى من عدم اليقين في العالم يصعب فيه الحفاظ على السلام الدائم، وربما يصبح ذلك مستحيلا”، مشيرا إلى أن أميركا والصين لا تظهر أي منهما حاليا أي رغبة في سد فجوة الجهل لديهما.

وأشار المقال إلى التباين بين غموض اليوم بشأن التأثير الإستراتيجي للذكاء الاصطناعي وبين العمل المكثف الذي تم إنجازه بشأن الأسلحة النووية خلال الحرب الباردة الأولى، قائلا إن عمل كيسنجر مع مجموعة كبيرة من العلماء غذى، آنذاك، معاهدات الحد من الأسلحة النووية -التي شاركت فيها موسكو وواشنطن- بتفاصيل كثيرة حول دقة وقوة ترساناتهما.

Share
  • Link copied
المقال التالي