أكد مانويل بوتلر هالتر، مستشار السياحة في السفارة الإسبانية بلندن، أن قطاع السياحة يشهد تحولات جذرية، مما يستدعي إعادة تقييم النماذج الحالية، مشددا على أن المغرب سيكون المنافس الأكبر لإسبانيا في السياحة خلال السنوات الخمس المقبلة.
وأشار بوتلر، الذي يتمتع بخبرة واسعة في القطاع السياحي، خلال مشاركته في يوم عمل لجمعية وكالات السياحة، إلى أن التغيرات المناخية، والتحولات الديموغرافية، وظاهرة “مناهضة السياحة”، بالإضافة إلى المنافسة الشرسة من وجهات أخرى، تفرض على الوجهات السياحية الإسبانية إعادة ابتكار استراتيجياتها.
ويرى بوتلر أن تغير الفصول أثر بشكل كبير على قطاع السياحة، ففصول الصيف أصبحت أكثر حرارة، مما يدفع السياح إلى البحث عن وجهات أقل حرارة.
موجة من “رهاب السياحة” تضرب إسبانيا
كما أن التغيرات الديموغرافية، مثل انخفاض عدد الأطفال في الأسر، يؤثر على مواعيد السفر، فالعائلات أصبحت أكثر مرونة في اختيار أوقات عطلاتهم.
ولا يغفل بوتلر ظاهرة “مناهضة السياحة”، التي بدأت تتنامى في بعض الوجهات، مؤكداً على ضرورة أخذ هذا التوجه بعين الاعتبار. ورغم هذه التحديات، يتوقع بوتلر استمرار نمو القطاع السياحي بنسبة 50% بحلول عام 2050.
أما فيما يخص السياحة البريطانية في إسبانيا، أوضح بوتلر أن السوق نما بنسبة 2%، حيث يبلغ عدد السياح البريطانيين 18 مليون سائح، كما أن متوسط الإنفاق قد زاد، متجاوزاً حتى السياحة الألمانية، وهو ما اعتبره إنجازاً مهماً. إلا أنه أشار إلى انخفاض عدد أيام الإقامة، مما يؤثر على مستوى الاستهلاك.

وفي ما يتعلق بمنطقة فالنسيا، أكد بوتلر أن السوق البريطاني هو الأهم بالنسبة للمنطقة، وأن الإنفاق قد زاد، لكن عدد أيام الإقامة قد انخفض، على غرار النمط السائد في عموم إسبانيا. وأرجع ذلك إلى توجه السياح البريطانيين نحو جزر الكناري، بسبب توفر الرحلات الجوية طوال العام.
وأشار إلى أن العائلات من شمال إنجلترا، ذات القدرة الشرائية الأقل، هي الأكثر إقبالاً على فالنسيا، موصياً بجذب العائلات من جنوب إنجلترا ولندن، ذات المستوى المعيشي الأعلى.
المغرب المنافس الأبرز لإسبانيا في جذب السياح البريطانيين
وفي مفاجأة غير متوقعة، أكد بوتلر أن المغرب سيكون المنافس الأبرز لإسبانيا في جذب السياح البريطانيين خلال الخمس سنوات القادمة، وعزا ذلك إلى عدة عوامل، من بينها “التكلفة المناسبة، والطقس المشمس طوال العام، وتزايد الإجراءات الأمنية”.
وأكد بوتلر على أن إسبانيا رائدة في القطاع السياحي، لكن هذه الريادة تتطلب مواصلة العمل والاجتهاد، خاصة في ظل الظروف المتغيرة والتحديات المتزايدة. ودعا إلى وضع استراتيجية طويلة الأمد للحفاظ على مكانة إسبانيا في المشهد السياحي العالمي.
تعليقات الزوار ( 0 )