بدأت مدينة الدار البيضاء، أول أمس الاثنين وأمس الثلاثاء، في استرجاع حركية السير التي كانت تشهدها، قبيل جائحة فيروس كورونا المستجد، من خلال التنقلات اليومية للمواطنات والمواطنين (العمال والموظفين) سواء عبر وسيلة نقل خاصة بهم أو عبر وسائل النقل العمومي.
ازدحام الشوارع، سمة تميز المدينة باعتبارها العاصمة الاقتصادية للمغرب من جهة أولى، ومن جهة ثانية كونها المدينة التي ترتكز فيها أكبر نسبة من ساكنة المغرب.
حركة سير نشيطة، بالعديد من الشوارع، حيث أصبحت السيارات التي تجوب الشوارع أكثر عددا، مشكلة صفوفا طويلة، خاصة تلك المتجهة إلى وسط المدينة.
تزامنا مع افتتاح الشركات والمقاولات أبوابها، مستأنفة أنشطتها الاقتصادية التي أقرت الجهات الوصية بالبلاد عودتها مباشرة بعد عيد الفطر الماضي، مع ضرورة الالتزام بالتدابير الوقائية من فيروس كورونا .
منطقة سيدي مومن التابعة لعمالة سيدي البرنوصي، واحدة من بين المناطق البيضاوية، التي شهدت عودة حركية السير النشيطة، مقارنة بالأسبوع الماضي، وهو ما أكده سائق سيارة أجرة للجريدة.
بين التفهم وقلة التحفظ
من بين السلوكات الاجتماعية البناءة، التي تصبو إلى مواجهة جائحة كورونا التي يشهدها المغرب والعالم بأكمله، تلك التي يبرزها بعض المواطنين، كالتباعد الاجتماعي من خلال “مسافة الأمان” التي تفصل الفرد عن الآخرين وقاية له ولغيره.
شابان، يبدوان في عقدهم الثالث من العمر، يمشيان بخطوات مضبوطة، تفصلهما مسافة تقرب من متر ونصف، الأمر الذي بدى واضحا على أنه ليس اعتباطيا، ولكنه، ينم عن تفهمهما أن ذلك لصالحما، ولصالح غيرهما.
“الوقاية من المرض أساس التغلب على الفيروس”، منطق ينشده “عبد الله” رجل كهل، مؤكدا في تصريح للجريدة، أنه على دراية تامة بالحالة الوبائية الخاصة بفيروس كورونا بالمغرب، وأن للوقاية دور مهم جدا، مبرزا أن البعد المادي حتم عليه الخروج من منزله بعد مدة طويلة، لاستئناف عمله.
وعكس ذلك، وعلى الرغم من تمديد حالة الطوارئ الصحية، لازالت الأسواق تشهد تكدسا وازدحاما بين الناس، خاصة بالأحياء الشعبية.
وبين الالتزام والتهاون سلوكات اجتماعية متباينة، ففي الوقت الذي تبدو فيه فئة أولى حريصة على التقيد باحترام الاحياطات الوقائية اللازمة، هناك فئة ثانية تبدو وكأنها نسيت بأن جائحة فيروس كورونا لازالت مستمرة لحد الأن، ولم تنته بعد.
تعليقات الزوار ( 0 )