Share
  • Link copied

الحرية للشعب السوري ولا عزاء للحاقدين!

فر طاغوت الشام وخادم إيران في الشرق الأوسط الى وجهة غير معلومة وهو صاغر تاركا خلفه سجل أسود من الممارسات الإجرامية في حق الشعب السوري الذي حكمته عائلة الأسد بمنطق بسماركي لعقود من الزمن غصبا عنه!

فر الطاغوت ابن الطاغوت محملا بملايير الدولارات وأطنان من الذهب التي سرقت من البنك المركزي السوري فتنفس الشعب السوري في الداخل والخارج الصعداء وهب الى الساحات للتعبير عن فرحه بسقوط من كان يصف نفسه برب سوريا!

لا يهم من هو محمد الجولاني الآن ولا يهم أي أجندة يخدم الرئيس طيب رجب أردوغان بل المهم في الظرف الراهن هو أن الشعب السوري تحرر من نظام شمولي واستبدادي وسلطوي وطائفي ارتكب مجازر فضيعة في حق الشعب السوري لعقود من الزمن آخرها المجازر التي اقترفها مند 2011 وأودت بأرواح الملايين وتسببت في تشتيت السوريين وتهجير الملايين منهم الى خارج ارض الوطن!

الخطاب القومجي الذي ظل يبيض جرائم بشار الأسد الى غاية يوم أمس السبت في عدد من القنوات الإعلامية وفي مواقع التواصل الاجتماعي بحجة أن النظام السوري كان حاضنة للمقاومة الفلسطينية واللبنانية وهو الذي قاوم التنظيمات الإرهابية وما الى ذلك من الكليشيهات أصبح اليوم من الماضي بعد أن احتضن الشعب السوري الفصائل المسلحة في حلب وحماة وحمص ودمشق وباركوا الثورة المجيدة التي أسقطت حكم الطاغوت ودفعته الى الفرار خارج أرض الوطن وهو دليل!

النظام الأسدي جعل من المقاومة والممانعة لعقود من الزمن قنطرة لحصار الشعب السوري وحكمه بالحديد والنار دون اي رأفة بأطفال وشباب ونساء وشيوخ سورية التي حولها هذا النظام المجرم الى سجن كبير!

كيف لمن لا يحب شعبه أن يحب الشعب الفلسطيني؟ كيف لمن حكم بلاده بالعنف وحول الشعب السوري الى عبيد أن يكون مدافعا عن حق الشعب الفلسطيني في التحرر من الاستعمار وفي تقرير مصيره؟

بشار الأسد ووالده كانوا طائفيين وحكموا سورية كرها وعاتوا في سوريا فسادا واستبدادا ولا يمكن بأي حال من الأحوال تبخيس ثورة الشعب السوري الأبي بحجة أن رئيس غرفة العمليات العسكرية إرهابي سابق كان مطلوب أمريكيا وبحجة أن أردوغان له اطماع في سوريا أو بمبرر أن إسقاط نظام بشار الأسد سيضعف المقاومة في لبنان وفلسطين!

هذه السردية غير مقبولة وغير منطقية لأن الشعب السوري هو مناط السلطة وهو الذي عاش المعاناة وهو الذي عانى من قسوة النظام ومن ألم الاغتراب وبالتالي هو الذي من حقه اختيار الطريقة التي سيقرر بها مصيره السياسي!

النظام الأسدي لم يسبق له إطلاق رصاصة واحدة ضد اسرائيل التي تحتل الجولان وفي عز الحرب على غزة ولبنان ظل النظام في سوريا يناور وكانت آخر مناوراته هي حضوره لاشغال القمة العربية المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض لكي يبيض جرائمه في حق الشعب السوري ويبحث عن شرعية سياسية جديدة في إطار صفقة سياسية على حساب آهات وآلام السوريين في الداخل والخارج!

الشعب الفلسطيني قادر على الدفاع عن نفسه والشعب السوري قادر على مفاجأة الجميع لأنه شعب غير جاهل ويعي جيدا ماذا يفعل وماذا يريد وله نخبة عقلانية قادرة على قيادة سوريا الجديدة بشكل ناجح ومن دون تكرار السيناريوا الليبي لأن الوضع مختلف والثقافة مختلفة وتركيا لن تقبل بأي تقسيم من شأنه خلق دويلة كردية على حدودها لأنها هي راعية الثورة السورية وسيكون لها دور في سوريا الجديدة بكل تأكيد!

الحديث عن مشروع الشرق الأوسط الجديد وعن تقسيم سوريا وعن تهديد أمن دول الحوار حديث سابق لأوانه والثورة السورية يمكن أن تفاجئ الجميع من خلال مخرجاتها لأن الشعب السوري واع تمام الوعي بأهمية الوحدة الوطنية في الظروف الراهنة.

سقوط نظام بشار الأسد فيه ربح كبير للشعب السوري ولكل شعوب المنطقة وأهم ربح سيكون هو عودة الروح الى العلاقات السورية اللبنانية التي لعب النظام الأسدي دورا كبيرا مند اتفاق الطائف الى غاية انسحابه من لبنان بعد اغتيال رفيق الحريري دورا كبيرا في توتيرها من خلال انحيازه للمكون الشيعي واستعماله في تفكيك الداخل اللبناني. كما يمكن لهذا السقوط أن يكون فأل خير على الفلسطينيين وخصوصا في قطاع غزة التي تعرضت للابادة من طرف كيان إجرامي لا يؤمن بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والأمم المتحدة والمجتمع الدولي!

سقوط نظام بشار الأسد الذي تسبب في أدية القريب والبعيد من المشرق الى المغرب هو تحول استراتيجي كبير في المنطقة إذا عرف السوريون كيف يديرون المرحلة الانتقالية دون أي توجيهات خارجية او تأثير صهيوني في الشؤون الداخلية لبلدهم!

معذرة للقوميين العرب إن كان المقال قاس عليهم، فحرية الشعب السوري لدينا أهم و أولى من الليرة السورية، ومن سوق الحميدية، ومن محور الممانعة والمقاومة، الذي استعمله النظام الإجرامي الأسدي لعقود من الزمن في قتل وتهجير وتعذيب السوريين، من أجل الحفاظ على بقاء حكمه لأطول مدة ممكنة!

Share
  • Link copied
المقال التالي