تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بتندر مع التدوينة التي نشرها مكي الحنودي، رئيس جماعة لوطا الواقعة بإقليم الحسيمة، والتي أعلن فيها أنه سيسمح بالتجوال الليلي وارتياد المقاهي خلال شهر رمضان المقبل، مخالفاً بذلك القرار الحكومي الصادر أمس، والمتعلق بحظر التنقل الليلي خلال الشهر الهجري المقبل، لمواجهة جائحة كورونا.
وكان الحنودي، الرئيس المثير للجدل، قد نشر مساء أمس الأربعاء، تدوينة على حسابه بـ”فيسبوك”، قال فيها: “سكان جماعة لوطا الأعزاء والعزيزات بصفتي رئيسا لجماعة لوطا وضابطا للشرطة الإدارية حسب القوانين والأنظمة الجاري بها العمل -وهذا هو الأصل- أرخص لكم بالتجول بتراب جماعة لوطا وارتياد المقاهي..”.
وأوضح الحنودي، الذي سبق له أن قرر تخصيص فائض ميزانية جماعته، في فبراير الماضي، لإرساله إلى جمهورية الصين الشعبية، كدعم رمزي في إطار مواجهتها لفيروس كورونا المستجد، أن هذا التجوال وارتياد المقاهي، سيكون متاحاً “من الفطور إلى الساعة 11 ليلا خلال شهر رمضان ، مع الالتزام ببعض الإجراءات الإحترازية الضرورية”، مختتماً: “وبيننا وبين الحكومة المحكمة الإدارية المختصة”.
ومباشرةً بعد تدوينة الحنودي، تحولت حالة السخط العارم الذي تسبب فيها قرار حكومة العثماني، بشأن حظر التنقل الليلي خلال شهر رمضان المقبل، مع الإبقاء على الإجراءات المتعلقة بإغلاق المقاهي والمطاعم في الليل، إلى موجة من السخرية والتندر على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دعا نشطاء إلى الهجرة الجماعية لـ”لوطا”، بغيةَ صيام الشهر هناك هرباً من الحجر والحظر.
وشارك مصطفى نضمار، مقطع فيديو مقتبساً من فيلم “الرسالة”، يُظهر وصول الحجاج قبل الإسلام إلى مكة، وهم يرددون عبارة “نحن غرابا عك”، قائلاً في تعليقه عليه: “جماعة لوطا.. وصول الدفعة الأولى من المغاربة الهاربين من المدن المفروض عليها حظر التقنل الليلي”.
وكتب يحيى عتيق القاطن على مقربة من الجماعة: “ندوزوا نهار هنا فتارجيست حدنا العصر، نكملوا صيام عند عزي الحنودي بجماعة لوطا الله يذكروا بالخير..”، فيما شارك آخرون تدوينة رئيس الجماعة المذكور وأرفقوها بـ”لوطا يا دولة”.
من جانبه شارك الصحافي أحمد المدياني، صورة تظهر وفودا من المشاركين في المسيرة الخضارء، مكتوب عليها بعض الكلمات المقتبسة من أغنية “صوت الحسن ينادي”: “حاملين كتاب الله، وطريقنا مستقيم، إخوانا فلوطا يسالونا الرحم.. يا قاصدين لوطا، أبوابها مفتوحة”، معلّقاً فوقها: “المغاربة في اجتماع جماعة لوطا.. لقضاء رمضان”.
بدوره علّق الصحافي محمد سعيد سوسي على تدوينة مكي، بالقول: “أيها المغاربة.. في جماعة لوطا رئيس لا يحجر عنده أحد..”، مردفاً: “عزي المكي الاتحادي الأصيل يفعلها ويتمرد على حكومة العثماني..”، متابعاً، أنه سيقضي رمضان في الجماعة المذكورة، في انتظار أن يخرج مسؤولو تطوان بمواقف مشابهة حتى وإن لم تنفذ.
واسترسل سوسي: “هاد السيد المكي الحنودي، حالة استثنائية فالسياسيين ورؤساء الجماعات، المهم عندوا رأي وشجاع ومغربي حر واستطاع يحول جماعة صغيرة في الجسيمة إلى جماعة معروفة في العالم”، على حد تعبيره.
ونشر محمد الرابون تدوينة قال فيها: “اذهبوا إلى جماعة لوطا فإن فيها رئيسا لا يحجر عنده أحد”، مرفقاً إياها بصورة تظهر دردشة ساخرة بين رئيس الجماعة وأحد رواد “فيسبوك”، حيث يسأل فيها الأخير الأول، عن الكراء في البلدة من أجل قضاء شهر رمضان المقبل داخل مجالها الترابي، ليتسنى له التجوال ليلاً وارتياد المقاهي.
من جهته، شارك الصحافي ياسير بنشريف، تدوينة مكي الحنودي التي أعلن فيها أنه سيسمح بالتجوال ليلاً وارتياد المقاهي في رمضان، معاكساً قرار الحكومة الذي منعت عبره هذا الأمر، معلّقاً فوقها بالقول: “غادي نطلب اللجوء السياسي في جماعة لوطا”.
يشار إلى أن قانون الطوارئ الصحية، الذي صادق عليه مجلس النواب قبل سنة، تنص صراحةً على أنه بالرغم من “جميع الأحكان التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل، تقوم الحكومة، خلال فترة إعلان حالة الطوارئ، باتخاذ جميع التدابير اللازمة التي تقتضيها هذه الحالة”.
تعليقات الزوار ( 0 )