شارك المقال
  • تم النسخ

“الجمهورية المنبوذة”.. هل ولى زمن “الصداقة” و”المصلحة” بين فرنسا وبلدان المغرب العربي الكبير؟

قالت مجلة “Le Point” الفرنسية إن زمن الصداقة والود بين بلدان المغرب العربي الكبير وفرنسا، قد ولى، بعد توالي الرسائل والإشارات إلى أن “الجمهورية الخامسة” غير مرغوب فيها في المنطقة، بحيث لم يعد للمغرب سفير في فرنسا، كما أن الجزائر حظرت التدريس باللغة الفرنسية، مما يعني أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إذا خطر بباله أن يزور رسميا إحدى عواصم المغرب العربي، فإنه قد يتلقى الرفض.

وكشفت المجلة في تقريها لها يوم أمس (الأحد) تحت وسم “فرنسا غير مرغوب فيها بالمنطقة المغاربية” أن العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية بلغت أدنى مستوياتها، بعد أن رفضت الرباط بأدب عرض باريس مثل العديد من البلدان خدماتها ورجال إنقاذها عندما ضرب الزلزال عددا من مناطق المملكة.

وأوضحت المجلة، أن الأزمة المغربية الفرنسية، اندلعت بعد استبعاد فرنسا من قائمة الدول التي مدت يد المساعدة للملكة المغربية بعد كارثة “زلزال الحوز”، بينما فضلت دولا أخرى نظير قطر والإمارات وإسبانيا والمملكة المتحدة في دبلوماسية المساعدات، وهي الصديق القريب القديم (فرنسا) الذي تربطه علاقات متينة بالرباط.

وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن إيمانويل ماكرون خرج في أكثر من مناسبة للحديث عن زلزال المغرب، وأكد غير مرة أن بلاده ستقدم المساعدة بمجرد أن يطلبها المغرب، كما خرج للمطالبة بعدم تحميل الأزمة ما لا تحتمل، إلا أن جميع الدلائل، رغم دعوات التهدئة، تشير إلى أن العلاقة بين القصر المغربي وماكرون وصلت إلى طريق مسدود.

وبالنسبة للجزائر، فقد تلقت فرنسا ضربة جديدة بسبب قرار اتحذته الجزائر، هذا الأسبوع، وذلك من خلال منع استخدام وتدريس اللغة الفرنسية في المدارس الخاصة، بهدف الحصول على البكالوريا الفرنسية، وذلك بعد تأجيل الزيارة الرسمية للرئيس عبد المجيد تبون إلى باريس عدة مرات، مما يشير إلى سوء علاقة فرنسا مع القوتين المغاربيتين.

ووفقا للمجلة ذاتها، فقد تجاهل الرئيس الفرنسي الانقلاب الذي قاده الرئيس قيس سعيد في عام 2021 عندما نسف القوس الديمقراطي لعام 2011، وبالفعل أغلقت فرنسا عينيها وواصلت التنويه بتونس كحل لأزمة الهجرة غير النظامية، ولكن القصر الرئاسي بقرطاج يواصل ترديد كلمة “السيادة” وعينه على موسكو ودول البريكس.

وذكرت “لو بوان”، أن ليبيا لم تعد محل زيارة للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بعد أن تفككت، ولا يبدو أن محاكمة الأموال الليبية المرتبطة بالرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ستحسن الصورة، وبالتالي فالطريق مسدود في كل اتجاه.

وأشارت المجلة نفسها، إلى أن منطقة الساحل انتقلت إلى انقلابيين يتملقهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مما اضطر باريس إلى المغادرة وترك الجهاديين يزدهرون بسهولة، أما في الشمال فلم تعد منطقة المغرب العربي في أيدي انقلابيين عديمي الخبرة ترشدهم روسيا عن بعد، ولكن الرياح السائدة ليست مواتية لفرنسا على كل حال.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي