Share
  • Link copied

الجـ.زائر تنفي قـ.تال جنودها في صفوف “قوات الأسـ.د” وتتهم المغرب بخلق “هذه الإشاعة”.. و”المرادية” يأمر صحفه بحذف أخبار مصـ.رع أتباعه في سوريا لـ”تزوير التاريخ”

نفت الجزائر، بشكل رسمي، قتال جنودها في صفوف قوات بشار الأسد، متهمةً المغرب، بخلق “هذه الإشاعة”، بسبب ما أسمته بـ”تألمه من زيارة وزير الخارجية أحمد عطاف إلى دمشق”.

جاء ذلك في أول رد فعل رسمي، على التقارير التي تحدثت عن توجيه الجزائر لطلب إلى القيادة السورية الجديدة، من أجل إطلاق سراح العشرات من ضباطها وجنودها ممن كانوا يقاتلون في صفوف قوات بشار الأسد، وآخرها ذلك الذي نشره موقع إذاعة “مونت كارلو” الفرنسية.

ولم ترد الجزائر، على إذاعة “مونت كارلو” الفرنسية، المملوكة للدولة، التي أكدت، عبر مراسلها في دمشق، أن الرئيس السوري أحمد الشرع رفض طلباً من أحمد عطاف، لإطلاق سراح ضباط وجنود كانوا يقاتلون في صفوف قوات بشار الأسد، أو على “تلفزيون سوريا” الذي نقل الخبر على موقعه، بل اختارت الرد على المغرب.

وقالت وكالة الأنباء الجزائرية، في ردها، إن المملكة المغربية، التي لم تنشر أي وسيلة إعلامية رسمية خبر رفض دمشق لطلب “قصر المرادية” بشأن الضباط والجنود المعتقلين في سوريا، “تألمت كثيرا من الزيارة التي أداها وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، مؤخرا إلى سوريا”.

رد وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، على تقارير رفض دمشق لطلب إطلاق سراح جنود جزائريين كانوا يقاتلون في صفوف قوات بشار الأسد.

وأضافت أن هذا الألم، ظهر عبر صراخ من أسمتهم بـ”مجندي المملكة” في جميع وسائط التواصل الاجتماعي وعبر مختلف مواقعهم الإلكترونية الإخبارية، متابعةً أنه “ذهب بهم الأمر إلى حد اختلاق الأكاذيب والافتراءات ونشرها على أوسع نطاق ممكن”، في إشارة إلى أن ما تم تداوله، غير صحيح.

وواصلت وكالة الأنباء الجزائرية، القول، إن الحقيقة، هي أن “المملكة المغربية، انتهى بها المطاف إلى حد تصديق أكاذيبها وتوهماتها واختلاقاتها. فقد روجت منذ بضع أسابيع خلت عن وجود جنود من الجيش الجزائري ومن جبهة البوليساريو يقاتلون إلى جانب نظام بشار الأسد”.

وأردفت: “واليوم، تخرج علينا بافتراء متصل بسابقه مفاده أن وزير الدولة أحمد عطاف قد تقدم بطلب الإفراج عن هؤلاء الجنود، حين لقائه بالرئيس السوري، أحمد الشرع، وأن هذا الأخير قد رفض ذلك”، مؤكدةً أن هذا الأمر، “محض افتراءات من نسج خيال بؤساء لا هَمَّ لهم سوى الجزائر”.

ووصفت اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الجزائري، بالرئيس السوري، بأنه “كان استثنائيا بكل المقاييس، وكان بعيداً كل البعد عن مثل هذه الافتراءات التافهة التي يتم الترويج لها من قبل المغرب”، متابعةً أن المباحثات بين الطرفين، تركزت في المقام الأول والأخير، حول “تأكيد تضامن الجزائري ووقوفها إلى جانب سوريا في هذه المرحلة الدقيقة”.

رغم محاولات هواة التزوير.. التاريخ لا يُمحى

ولم تنتبه السلطات الجزائرية، وهي ترسل هذا المقال الذي لا يمت للإعلام والصحافة بأي صلة، ولا يرقى حتى إلى مستوى “التنابز”، إلى وكالة الأنباء الرسمية، بأن صحيفة مقربة من النظام الحاكم، وهي “الشروق”، تحتفظ في موقعها، بخبر يتعلق بمقتل أول جزائري يحارب في صفوف بشار الأسد.

عدم انتباهها للأمر، لم يطل، إذ قامت إدارة جريدة “الشروق”، بعد ساعات قليلة من نشر “النص التنابزي” على صفحات وكالة الأنباء الجزائرية بمواقع التواصل الاجتماعي، وموقعها الرسمي، بحذف الخبر، وهو ما يرجح فرضية توصلها بأمر من السلطات لمسح أي أثر لقتال جنود الجزائر في صفوف قوات بشار الأسد.

حذف جريدة “الشروق” الجزائرية، لخبر عن مقتل أول جزائري يحارب في صفوف قوات بشار الأسد.

وعلى الرغم من أن تواجد مقاتلين وضباط من الجزائر، في صفوف ما كان يسمى بـ”رجال المقاومة”، أو “الحرس القومي العربي”، ليس خافيا، إلا أن السلطات في الجارة الشرقية، حاولت حذف الأخبار المنشورة في المواقع الرسمية أو شبه الرسمية لديها. وحتى هذا المسعى لم تفلح فيه.

وقامت “بناصا” بالدخول إلى صفحة الخبر، التي لم تعد موجودة، بعد أن قامت صحيفة “الشروق” بحذفه، لتلجأ إلى موقع “web.archive”، الذي فضح الجريدة الجزائرية، إذ أكد أن الخبر كان موجوداً منذ الـ 19 من ماي من سنة 2016، وإلى غاية منتصف نهار اليوم 12 فبراير 2025، قبل أن يختفي لاحقاً.

خبر مقتل أول جزائري يحارب في صفوف قوات بشار الأسد، منشور على موقع “الشروق” قبل حذفه.

وفي محاولتها لحذف أي أثر لتورط الجزائر في قتل الشعب السوري، نسيت إدارة جريدة الشروق، حذف العدد الورقي الذي تضمن الخبر، إذ قامت “بناصا”، بالعودة إلى أرشيف الصحيفة الجزائرية المقربة من النظام، الخاص بيوم الجمعة 20 ماي 2016، لتتأكد من أن الخبر موجود في منتصف الجانب الأيسر من الصفحة الـ 5.

خبر مقتل أول جزائري يحارب في صفوف قوات بشار الأسد، منشور في العدد الورقي لجريدة “الشروق” الخاص بيوم 20 ماي 2016.

ولم تكن “الشروق” الوحيدة التي تناقلت خبر مقتل هذا “القيادي” في قوات “الحرس القومي العربي”، التي كانت تدافع عن بشار الأسد، وتواجه الثوار، إذ إن العديد من المواقع الإلكتروني والصحف العربية، نشرت عن الأمر وقتها، من ضمنها موقع “سكاي نيوز عربية”، و“عربي 21”، و“العين الإخباري”.

وحتى في ظل أن الخبر لم يكن خافيا على أحد، ناهيك عن الشعب السوري نفسه، فقد حاولت الجزائر، التي ظلت مدافعة وداعمة لنظام بشار الأسد، إلى غاية آخر أيامه، من خلال وكالة أنبائها الرسمية، نكران الأمر، وتوجيه اتهامات للمغرب بخلق هذا الخبر، والترويج له.

Share
  • Link copied
المقال التالي