Share
  • Link copied

الجزولي: الجهة الشرقية تفرض نفسها كنموذج لقوة جهوية

أكد الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية محسن الجزولي، اليوم السبت بوجدة، أن جهة الشرق تفرض نفسها كنموذج لقوة جهوية.

وأوضح الجزولي، في كلمة خلال جلسة “شرقيات المستثمر”، المقامة في إطار فعاليات “شرقيات” المنظمة بمناسبة الاحتفاء بالذكرى الـ20 لإطلاق المبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق، أن الجهة تتوفر على بنية تحتية ترقى إلى أفضل المعايير الدولية.

وفي هذا الإطار، أبرز الوزير أن الجهة تتوفر على ثالث شبكة طرق بالمغرب، تؤمن ربطا لوجستيكيا نموذجيا، مضيفا أن مطاراتها الثلاثة، وفي مقدمتها مطار وجدة أنجاد، تجعلها منفتحة على العالم وتتيح لها الحفاظ على روابط قوية مع جاليتها من المغاربة المقيمين بالخارج.

وفي ما يتعلق بميناء الناظور غرب المتوسط، قال الوزير إن هذه المنشأة ستعزز الإمكانات الجيو-ستراتيجية للمنطقة التي ستصبح، بفضل توفرها على شريط ساحلي يناهز 200 كلم، بالتأكيد مركزا متوسطيا، مشيرا إلى أن أغلب ساكنة المنطقة هم من الشباب ذوي المؤهلات العالية.

وتابع أن جامعات الجهة تساهم في تكوين أكثر من 80 ألف طالب، تنافس كفاءاتهم طلبة المراكز الجامعية الرئيسية بالبلاد.

وفي حديثه عن السياحة، سلط الجزولي الضوء على منتجع السعيدية السياحي وبحيرة “مارتشيكا”، التي تقدم عرضا فندقيا متطورا لإبراز الرأسمال اللامادي والتاريخي للجهة”.

كما استحضر المستقبل الواعد للطاقة الخضراء بالجهة، وذلك بفضل موارد الطاقة المتجددة الكبيرة، والتي تستأثر باهتمام المستثمرين.

من جهة أخرى، أكد الجزولي أنه بفضل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، فإن المملكة تدشن اليوم مرحلة جديدة من مراحل تنميتها، تتميز بإرساء الدولة الاجتماعية، مضيفا أن هذه المرحلة الجديدة تقوم على إنجاز مشاريع اجتماعية جريئة، وفي مقدمتها ورش تعميم الحماية الاجتماعية.

وقال إنه تحقيقا لهذه الغاية، فإن الاستثمار المنتج سيشكل رافعة أساسية للإنعاش وركيزة لتمويل الدول الاجتماعية.

وفي ما يتعلق بالميثاق الجديد للاستثمار، أوضح الجزولي، أنه يستهدف كافة المستثمرين المغاربة والأجانب، وجميع الاستثمارات الصغيرة منها والكبيرة، مبرزا أنه يجسد إصلاح سياسة الدولة في تنمية وتعزيز الاستثمار.

وشدد على أن تقليص الفوارق بين الأقاليم والعمالات يعد أحد الأهداف الرئيسية لهذا الميثاق الجديد، مشيرا إلى أن هذا الطموح ينضاف إلى طموحات أخرى، ولاسيما، خلق فرص شغل قارة، وتوجيه الاستثمار نحو القطاعات ذات الأولوية ومهن المستقبل، وكذا تعزيز جاذبية المملكة بهدف جعلها مركزا قاريا ودوليا للاستثمارات الأجنبية المباشرة.

من جهته، أكد وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، أن جهة الشرق تتوفر على كل الإمكانات لتكون محركا للنمو الوطني، ولها فرص كبيرة للتنمية في المستقبل ستتطلب دفعة قوية لإطلاق دينامية صناعية جديدة بالمنطقة.

وأبرز مزور أنه سيتم إطلاق 110 مشاريع صناعية بالجهة، بغلاف مالي إجمالي قدره 18 مليار درهم، لخلق 40 ألف فرصة شغل مباشرة وغير مباشرة.

وسجل أن هذه المشاريع في حاجة إلى مناطق صناعية، مشيرا في هذا الإطار إلى أن الجهة ستكون بها 8 مناطق صناعية وذلك من أجل تحريك الدينامية الصناعية بها.

وأفاد مزور بأنه سيتم اليوم افتتاح مصنع “أبتيف”، وهو الأول من نوعه بالجهة والمختص في مجال صناعة السيارات، والذي يشغل حتى الآن 600 شخص.

من جهة أخرى، أكد أن الميثاق الجديد للاستثمار سيسرع بشكل كبير تنمية هذه الجهة، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه سيمكن من إعطاء امتيازات مشتركة، مجالية وقطاعية، بأداة رئيسية من شأنها تعزيز نمو مستدام وشامل للمواطنين والجهات، وموجه نحو مهن وقطاعات المستقبل.

من جانبه، دعا رئيس فريق الاتحاد العام لمقاولات المغرب بمجلس المستشارين، يوسف العلوي، إلى التعبئة الكاملة لكل الفاعلين، سواء الحكومة أو القطاع الخاص والبنوك، كما حث تمثيلية الاتحاد بجهة الشرق على رفع الوعي بين المشغلين بالجهة.

ولمواصلة تحسين القدرة التنافسية للمقاولات، أكد العلوي أنه من المهم، وبتنسيق مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة الشرق، مواصلة تعزيز مجموعة من العناصر الرئيسة للإنتاج.

وفي هذا السياق، أشار إلى الولوج إلى أراضي ذات جودة، مع توسيع قاعدة تلك الملائمة والمجهزة التي وفرتها الدولة، والأخذ بعين الاعتبار نماذج تجارية للتأجير طويل المدى والأكثر استدامة بيئيا.

وأضاف أن الرأس المال البشري يشكل كذلك عاملا حاسما في عملية صنع القرار لدى المستثمر، لافتا إلى أن تعزيز مناطق التشغيل أمر ضروري من خلال إنشاء معاهد تكوين رائدة، بما يتماشى مع الأولويات القطاعية الإقليمية.

يشار إلى أن فعاليات “شرقيات”، التي يحضرها العديد من الفاعلين وصناع القرار من عوالم السياسة والاقتصاد، محليا ووطنيا ودوليا، تتوخى تسليط الضوء على التحول المتواصل الذي تشهده هذه الجهة بفضل استراتيجية تنموية غير مسبوقة من حيث حجمها وبعدها التكاملي.

Share
  • Link copied
المقال التالي