شارك المقال
  • تم النسخ

الجزائر والبوليساريو يتوعدان المغرب بـ”الحرب”.. وابريكة: جهل من الجنرالات

دفع تحرك السلطات الجزائرية لمطالبة الفلاحين المغاربة الذين كانوا يستغلون مجموعة من الضيعات المتواجدة بمنطقة العرجة، منذ عقود طويلة، إلى حمل معداتهم وأغراضهم، وترك مزارعهم والمغادرة، العديد من مواطني الجارة الشرقية إلى اعتبار ما وقع، انتصارا لدولتهم على المملكة، التي تعتبرها “عدواً كلاسيكياً”، حسب ما قال رئيس أركانها سعيد شنقريحة في تصريح سابق له.

وتداول مجموعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الجزائريين، تدوينات هدّدوا فيها بخوض حرب مدمّرة ضد المغرب، وهو الكلام الذي شاركه أتباع جبهة البوليساريو الانفصالية أيضا، حيث اعتبروا بسط الجزائر لسيطرتها على العرجة، انتصاراً على المملكة، علماً أن المنطقة المذكورة، تابعة في الأصل لتراب الجارة الشرقية منذ 1972.

وفي هذا السياق، قال الفاضل ابريكة، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “تصفحت مختلف المواقع والفضاء الأخضر.. فرأيت أن جل الصفحات المنشورة دعاية موجهة لصالح النظام الجزائري.. تتناغم مع المنابر المسخرة من قيادة البوليساريو بالرابون، وكلها وعيد وتهديد للمغرب بحرب مدمرة وسحقٍ وإركاعٍ واجتياحٍ”.

وأضاف الناشط الحقوقي، بأن هذه التدوينات حملت “كل العبارات الممجدة للجيش الجزائري، والذامة للجيش المغربي”، معتبراً بأن “كل هذه المظاهر تعكس مستوى النرفزة والانحطاط الأخلاقي ومحدودية التنظير وجهل جنرالات الجزائر الذين يقعون تحت عوامل ضاغطة تبدأ بالأزمة الاقتصادية مروراً بالحراك الشعبيّ المنتفض على طول الساحة الجزائرية”

وانتهاءً، يواصل ابريكة، بـ”الهزائم الدبلوماسية لجبهة الرابوني، والانتصارات التي حقق المغرب دولياً بالاعترافات الإفريقية والخليجية والأمريكية بالسيادة على الصحراء”، مسترسلا: “لاشك أن الجنرالات يبحثون عن مخرج ويحملون عقدة حرب الرمال ويبحثون عن الثأر، إلا أنهم يجهلون أن إعلان الحرب سهل، ولكن نتائجها لا يمكن التكهن بها”.

وأوضح ابريكة: “هنا أريد أن أقول إن أول ضحية لهذه الحرب، إن اندلعت، ستكون البوليساريو وأنصارها في الساقية الحمراء وواد الذهب، لأن منطق الحرب يبرر كلّ شيء، وهذا الحمام الدموي الموعود مسؤوليته على قيادة الرابوني، والجنرالات القتلة الدمويين، الذين يحكمون قبضتهم على الشعب الجزائري منذ استقلاله”.

ومضى الناشط الحقوقي يقول، إنه لتوضيح هذه الأمور لابد من الإجابة عن مجموعة من الأسئلة، وهي: “لماذا جاء بوتفليقة وكيف ومن أتى به بعد العشرية الدموية؟ لماذا التخلص منه واستبداله بتبون؟ لماذا تم سجن شقيق بوتفليقة وكل رموز نظامه؟ لماذا يفرج عنهم بين عشية وضحاها؟ لماذا رجع بطل العشرية السوداء والدموية وزير الدفاع السابق خالد نزار والتي وقع فيها ما وقع؟؟؟”.

وواصل الشخص ذاته: “لماذا تم إطلاق سراح الجنرال توفيق مدين الذي أدخل السحن؟ لماذا أعدم الجنرالين مدير أكاديمية شرشل السابق ومدير المحكمة العسكرية التي أدانت خالد نزار؟”، مسترسلاً: “توجد معطيات تراقبها القوة العظمى وختمية الحرب بين الجزائر والمغرب قائمة، إلا أنها ستكون بداية تغيير جيو إستراتيجي بالمنطقة”.

وشدد على أن هذه الحرب، إن وقعت، “ستكون بداية رجوع الجزائر مئات السنين إلى الوراء، ونهاية دويلة غالي البوليساريو التي انتهت منذ مدة طويلة”، منهياً تدوينته بالتساءل: “كيف سيواجه من لم يستطع توفير حذاء أو بزة عسكرية قوة بحجم هذه القوات وأسطول بحري يستطيع السيطرة على دول الخليج والكوريتين فما بالكم بشبه امخسور جنوب تندوف”، حسبه.

وأرفق ابريكة تدوينته، بمجموعة من الصور التي تعود إلى المناورة العسكرية التي نفذتها القوات الأمريكية مع قوات البحرية الملكية، تحت شعار “مصافحة البرق”، والتي لم تشعر واشنطن بها إسبانيا، التي تفاجأت سلطاتها بجزر الكناري بأسراب الطائرات وهي تحلق قريبة منها، الأمر الذي اعتبره مراقبون إشارة واضحة إلى التعاون الكبير الحاصل بين الرباط وواشنطن.

يشار إلى أن هذا يأتي، في ظل استمرار الاحتقان الاجتماعي والاقتصادي والسياسي داخل الجزائر، وسط مواصلة مسيرات الحراك الشعبي المطالب بتغيير النظام العسكري، وتسليم السلطة للشعب لبناء دولة مدنية بعيداً عن مؤسسة الجيش التي تمسك بمقاليد الحكم منذ استقلال البلاد عن الاستعمار الفرنسي سنة 1962، في الخروج.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي