Share
  • Link copied

الجزائر: من التحرير إلى التخريب.. كيف أصبحت القضية الصحراوية أداة للبقاء وصرف الأنظار عن الأزمات الداخلية؟

قالت صحيفة “ساحل أنتليجنس” (Sahel-Intelligence)، إن الجزائر تتعلق بشكل وثيق بالقضية الصحراوية، حيث تدعم جبهة البوليساريو منذ عقود، متسائلة حول الدوافع الحقيقية وراء هذا الدعم المستمر؟ هل هو مجرد تضامن مع الشعب الصحراوي أم هناك أبعاد أخرى أكثر تعقيدًا؟.

وأوضحت الصحيفة المتخصصة في الوضع الأمني في منطقة الساحل، يوم أمس (السبت) أن دعم الجزائر للبوليساريو هو في الأساس أداة سياسية تستخدمها النخب الحاكمة في الجزائر للحفاظ على سلطتها.

وشددت القصاصة ذاتها، على أن في هذا البلد الذي يعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية عميقة، مثل البطالة والفساد، يتم استخدام القضية الصحراوية كأداة لتحويل الانتباه عن هذه المشاكل الداخلية.

وتستغل الجزائر القضية الصحراوية للتأكيد على دورها القيادي في المنطقة العربية، وتبرير وجود جهاز عسكري قوي. فمن خلال دعمها الوهمي لجبهة البوليساريو الإرهابية، تحاول الجزائر تعزيز شرعيتها الداخلية والخارجية.

واستنادا إلى الصحيفة، فإن الجزائر تعاني من عدة تحديات داخلية، منها: الحراك الشعبي والانقسامات الاجتماعية والأزمة الاقتصادية بسبب تراجع في عائدات النفط والغاز، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية.

وتستخدم الجزائر القضية الصحراوية لتأجيج المشاعر الوطنية لدى الشعب الجزائري، وتقديم نفسها كمدافع عن القضايا التي تعتبرها “عادلة”، وهذا الأمر يساعدها على تقوية تماسك النظام الحاكم، ودرء أي تهديدات محتملة.

وعلى الرغم من كل هذه الجهود، فإن دعم الجزائر للبوليساريو يعتبر رهاناً خاسراً. فمعظم الدول، بما في ذلك القوى الكبرى، أصبحت تعتبر القضية الصحراوية قضية مغلقة. علاوة على ذلك، فإن استمرار هذا الدعم يمثل عبئاً اقتصادياً كبيراً على الجزائر.

ومع تزايد الضغوط الدولية، وتغير الخارطة السياسية في المنطقة، من المتوقع أن تشهد القضية الصحراوية تطورات جديدة. وقد تضطر الجزائر في النهاية إلى إعادة النظر في سياساتها تجاه هذه القضية، والتركيز على حل المشاكل الداخلية التي تواجهها.

يمكن القول إن دعم الجزائر للبوليساريو هو قرار سياسي بحت، وليس قراراً نابعاً من قناعة أيديولوجية. وقد أثبت التاريخ أن هذا الدعم لم يحقق أي فائدة للجزائر، بل زاد من تعقيد المشاكل الداخلية التي تواجهها.

Share
  • Link copied
المقال التالي