Share
  • Link copied

التَّعْلِيمُ الْحُضُورِيُّ بِالْمَدَارِسِ الْخَاصَّةِ يُهَدِّدُ بِمُفَاقَمَةِ الْوَضْعِ الْوَبَائِيِّ بِالْمَغْرِبِ

قرر قطاع التربية الوطنية، بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، التي يرأسها سعيد أموزازي، المزاوجة بين صيغتي التعليم عن بعد والحضوري، خلال الموسم الدراسي الجديد، على خلفية التطورات الوبائية التي عرفها المغرب في الأسابيع الماضية.

واعتبر مجموعة من الأساتذة والأكاديميين، بأن قرار وزارة التعليم اعتماد التعليم الحضوري، جاء لحل المشكل الذي عانت منه مدارس التعليم الخصوصي، خلال الموسم المنقضي، عقب رفض مجموعة من الأسر، سداد تكاليف دراسة أبنائهم، على خلفية تحول التدريس لعن بعد، والتي لم تجد نفعا وفقهم، بالإضافة إلى الضرر المادي الذي لحق الآباء والأمهات جراء الحجر الصحي.

ومن جانبه، أكد نور الدين عكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب، في تصريح صحفي، بأن قرار الوزارة، همّ المدارس الخاصة، وقد سبق لها أن خيرت أولياء الأمور بين صيغتي التعليم المعلن عنهما، حتى قبل صدور بلاغ الوزارة.

ويرى مراقبون بأن الخطوة، راعت الوضع المادي للمؤسسات الخاصة دون استحضار المعيقات المطروحة، التي يمكن أن تتسبب في مفاقمة الوضع الوبائي بالمملكة، نظرا لصعوبة تطبيق الإجراءات الصحية المعمول بها من طرف الوزارة، داخل المؤسسات التعليمية الخاصة بالمغرب.

ومن بين المشكلات التي تواجه المؤسسات، صعوبة احترام التباعد الاجتماعي دخل أغلبها، نظرا لضيق مساحتها الداخلية وقلة التهوية، ما يمثل بيئة خصبة لانتشار الفيروس وبقائه في الهواء لفترة يمكن أن ينتقل خلالها إلى التلاميذ، وحتى في حال حرص الوزارة، كما أعلن أمزازي، على مراعاة سعة 50 في المائة، فإن إجراءات السلامة الصحية يصعب تطبيقها.

ومن الأمور التي لاقت انتقادات واسعة، اعتماد الوزارة في قرارها، على التوقعات التي قد تصيب وقد تخطئ، الشيء الذي من شأنه أن يربك السير العادي للموسم الدراسي في أكثر من مؤسسة، لأن تأكيد أمزازي على الحرص على عدم تجاوز المؤسسات التعليمية العمومية والخاصة لنصف سعتها، ناجم عن توقع أن الأسر التي ستختار التعليم الحضوري، لن تتجاوز الـ 50 في المائة.

وفي حال قررت غالبية الأسر اعتماد التعليم الحضوري لأبنائها في المؤسسات الخاصة، فإن الأخيرة ستجد نفسها في موقف صعب يتطلب إعداد برنامج يراعي تواجد 50 في المائة من الطاقة الاستيعابية في نفس الوقت فقط، وحتى في حال أتمت ذلك، سيجد الخواص مشكلا آخر، يتمثل في قلة حافلات النقل المدرسي، التي يصعب أيضا، توفر شروط الوقاية داخلها.

وفي هذا السياق، يضيف عكوري، رئيس الفدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب، في نفس التصريح السابق، بأن النقل المدرسي لا يمكن أن يعرف تخفيفا إلا إذا عملت المدارس على إضافة أسطول جديد من الحافلات، وهذا وفقه، “غير ممكن”.

واسترسل المتحدث نفسه بأن ترك الأمور للآباء في حسم طريقة دراسة أبنائهم، يمكن أن يسفر عن إرباك الدخول المدرسي، لأنه في حال فضلت الأغلبية التعليم الحضوري، ستجد المؤسسات نفسها أمام الاكتظاظ، ما يغيّب شروط السلامة، ويهدد بتحول المدارس لبؤر وبائية.

Share
  • Link copied
المقال التالي