بدأت المحادثات والإجتماعات والتجمعات والتنبؤات بخصوص الدخول المدرسي المقبل و كأن الجائحة أرادت أن تعيد للأذهان مشاريع كبرى كانت ستغير وجه التعليم بشكل جذري لو تحققت على الوجه الصحيح ولو كان المشرفون عليها آنذاك يملكون (ولو قليلاً) من فنون التسيير الذكي للإستثمارات العمومية الإستراتيجية…
لو كان البرنامج الاستعجالي المثير للجدل ذا جدوى (أكثر من 40 مليار درهم من الإنفاق) لكان التعليم اليوم أكثر قوة للتصدي لجائحة كوفيد.
لو كان برنامج_نافذة الذي أطلق سنة 2008 لتشجيع استعمال تكنولوجيا المعلومات و الإتصال في مهنة التعليم والذي صرفت فيه الدولة ما يقارب 430 مليون درهم ذا جدوى… لكانت مدرسة وجامعة المغرب بخير الآن…
برنامح ذكي كان يهدف إلى تشجيع استعمال التكنولوجيات الجديدة للمعلوميات والاتصالات في النظام التعليمي الوطني، وجاء في تلك الفترة ليدعم الجهود التي كانت تبذلها الحكومة آنذاك من أجل تقليص #الهوة_الرقمية على الصعيد الوطني…
أتاح برنامج ” نافذة ” في ذلك الوقت لرجال التعليم إمكانية التوفر على وسائل تكنولوجية متطورة (#حاسوب وخدمة الأنترنيت ومحتوى بيداغوجي رقمي…) ليسمح لهم بولوج عالم المعلومات وطرق التلقين المبتكرة، التي كان من المفروض ان يضعونها في خدمة تلاميذهم وطلبة الجامعات…
صُرفت أموال طائلة في مشروع نافذة حيث بذلت مجهودات مالية كبيرة على صعيد أسعار الحواسيب وصبيب الأنترنت (دعم للدولة بقيمة 2000 درهم لكل منخرط لاقتناء الحاسوب و دعم بقيمة 60 درهما عن كل خط أنترنيت محمول لمدة 3 سنوات لكل أستاذ…)…!!
التزم في ذلك الوقت الفاعلون الثلاثة في مجال الاتصالات، والشركاء المتخصصون في مجال تسويق التجهيزات المعلوماتية (#إنتل و #ميكروسوفت) بتطبيق تخفيضات مهمة مقارنة مع الأسعار المطبقة في السوق…
كما قدمت الدولة تسهيلات للأساتذة في الأداء لاقتناء باقة “حاسوب محمول وأنترنيت متنقل”، عبر أداء أقساط شهرية انطلاقا من 150 درهما في الشهر لمدة 36 شهرا!!…
استفاد آنذاك حوالي 150 ألف أستاذ من الاشتراك المدعم في الأنترنت و من 50 ألف حاسوب نقال مدعم!!…
هذا كله لتمكين رجل التعليم من استخدام التكنلوجيا في أي مكان وفي أي مجال: القسم، المنزل، قاعة المعلمين، التكوين المستمر، الاجتماعات والندوات…(وضع الجائحة اليوم)..
وبالنسبة للتكوين والمضمون، وضعت الدولة في ذلك الوقت تشكيلة من البرامج المعلوماتية الخاصة بالتعلم عن بعد بلغت قيمتها ملايين الدراهم، كانت ستسمح بإيواء وتوفير المحتوى البيداغوجي مجانا، مع إمكانية الولوج لمكتبة سمعية بصرية ومنتديات عامة وموضوعاتية….الخ…
وكأننا في سلسلة من الخيال العلمي أو في حلم صباحي جميل…
وكأننا في مغرب غير المغرب.
أين هي هذه الإستثمارات كلها؟ أين الجدوى؟؟!!… كان حُلما جميلاً استفقنا منه على كابوس مرير: انعدام المسؤولية والإستخفاف بمشاريع الدولة!…
كانت أفكارا هائلة خرجت من أدمغة ذكية ومولتها أجهزة الدولة بكل قوة.. لكن نَزَّلتها بغباء كبير قطاعات تنفيذية ضعيفة و بدون خبرة تماما.
اليوم…الأمل فقط أن لا تُعاد الكرة و أن لا يُرتكب الخطأ مرتين فتكون بذلك القشة التي قصمت ظهر البعير!…
جيد