شارك المقال
  • تم النسخ

التصوف في المغرب.. بين التعبد الروحانيّ والربح الماديّ

يقول أبو الحسن الشاذلي وهو متصوف مغربي زاهد :” التصوف هو تدريب النفس على العبودية، وردها لأحكام الربوبية” والصوفي تعني وهو منهج أو طريق يسلكه العبد للوصول إلى الله، أي الوصول إلى معرفته والعلم به، وذلك عن طريق الاجتهاد في العبادات واجتناب المنهيات، وتربية النفس وتطهير القلب من الأخلاق السيئة، وتحليته بالأخلاق الحسنة.

تنتشر الزوايا والأضرحة في جميع أنحاء المغرب كما أنه لا يخفى على أي مغربي ماذا تمثله هذه الزوايا في التاريخ والتراث المغربيين. وبعيدا عن كونها مآثر تاريخية فهي معالم دينية بالنسبة للمتصوفين إذ كانت تحتضن مجالسهم وفيها كان يلتمون المريدون حول شيوخهم.

في نفس السياق يقول أحمد أمين مسؤول عن الزاوية القادرية بتاخصايت نواحي مدينة بني ملال :” تأسست الصوفي في المغرب منذ قرون بعد دخول الفتوحات الاسلامية بداية زاوية التصوف لمولاي عبد القادر الجيلالي ومن تم دخلت الصوفية للمغرب حيث كانوا مشايخ قدامى في المغرب مثل الشيخ إبراهيم. ويمكن القول بأنهم هم أجداد التصوف رغم اختلاف الطرق التي جلبوا بها التصوف إلى المغرب والحديث هنا عن القرن الخامس هجري”.

وزاد قائلا:” وبالحديث عن خلفية التصوف فهو قمة الاخلاق إذ يقول الامام الشاذلي يقول في تعريف له الصوفي : هو من لبس الصوف على الصفاء ، وأطعم الهوى ذوق الجفاء ، وكانت الدنيا منه على القفا ، وسلك منهاج المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يعني التصوف هو الاهتمام بوحدانية الله تعالى بالربوبية بالوحدانية وبعديد الاشياء التي تبعده على مسائل الدنيا والصوفي يكون خالصا للعبادة في افعاله وأقواله للواحد الاحد والتصوف هو مقام من مقامات درجة الاحسان أي اعبد الله وكأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك”.

وفيما يتعلق بعلاقة الزوايا والأضرحة بالتصوف يضيف المتحدث ذاته:” بقيت الأضرحة بعد المشايخ الكبار وبما أن المغاربة أناس عقلاء فقد عانقوا التصوف وبحثوا عن وحدانية الله تعالى وقمة الأخلاق في الاسلام وبالتالي فإن الزوايا مراكز نوارنية للتربية الروحية وعند الحديث عن التربية الروحية لا يبقى شيء اسمه الدنيا”.

وفي سؤال عن مدى التزام المريدين بمبادئ التصوف الأصيلة والحقيقية يقول أحمد أمين:” التصوف لم يبقى كما كان وفي نفس السياق يقول ابو مدين الغوث واعلم بان طريق القوم دارسة وحال من يدعيها كيف ترى” ودارسة تعني أنها ذهبت والأصل هو أن يكون هناك شيخ عارف بالله يلقن الأذكار بالطريقة الصحيحة لمريديه”.

وأكد: “أصبحنا نلحظ حاليا بأن الزوايا فقط تعتمد على الخرافة والربح المادي والهبات الملكية يعني أننا ابتعدنا عن أصل التصوف لأن التصوف بريء من الناس الذين يتمثلون به ويعتمدونه من أجل الربح والحال أن الكثير من الناس الذين التحقوا بالزوايا لم يلتحقوا بنية التعبد وإنما بهدف الربح المادي وتحقيق أهداف أخرى.

واختتم المتحدث كلامه بأبيات أبو مدين الغوث:

مـا لـذة الـعيش إلا صحبة الفقرا ** ** هم السلاطين و السادات والأمرا
فاصحبهموا وتأدب في مجالسهم ** ** وخــل حـظـك مـهما قـدموك ورا
واعـلم بـأن طـريق الـقوم دارسـة ** ** وحال من يدعيها اليوم كيف ترى

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي