شهد إقليم سيدي بنور، خلال الموسم الفلاحي الحالي 2020/2021، تساقطات مطرية مهمة، ساهمت في تحسن الحالة الإنباتية لمختلف الأصناف الزراعية، الخريفية والربيعية منها، وهو ما يعد بموسم فلاحي جيد ينعش أمال الفلاحين ويعزز تفاؤلهم.
وسجل الإقليم مقاييس أمطار جيدة، فاقت المسجلة خلال الموسم الماضي، بعدما اتسمت بتوزيع جيد ومنتظم حيث وصل مجموعها إلى 254 ملم مقارنة مع 145 ملم خلال السنة الماضي أي بزيادة تقدر ب 75 في المئة.
وقال المختار آيت الفارية، رئيس مقاطعة التنمية المحلية بسيدي بنور، في تصريح صحفي، إن التساقطات المطرية المسجلة، كافية لتحسين الحالة النباتية للمزروعات ونمو الغطاء النباتي وتوسيع مجال الرعي وتعزيز نسبة المياه الجوفية.
وأشار إلى أن اللجنة التقنية الفلاحية، وبهدف ضمان نجاح الموسم الفلاحي الحالي، حرصت على تنفيذ برنامج واعد يفي بالإشكالات المطروحة ويحقق انتظارات فلاحي المنطقة .
وهكذا، بلغت نسبة المساحة المزروعة بالإقليم خلال الموسم الحالي 203.486 هكتارا منها 168.565 هكتارا من الحبوب الخريفية و16.336 هكتارا من الزراعات الكلئية و4.428 هكتارا من القطاني و10.700 هكتارا من الشمندر السكري و4.809 هكتارا من الخضروات و22 هكتارا من الزراعات الزيتية و6.185 هكتارا من الزراعات الربيعية.
وهم برنامج الحبوب الخريفية 168.565 هكتارا، منها 70.222 هكتارا من القمح اللين، أي ما يمثل 42 في المئة من المساحة الاجمالية و58.123 من القمح الصلب، بنسبة 34 في المئة و40.220 هكتارا من الشعير، أي 24 في المئة من مجموع الحبوب الخريفية.
وتم تكثيف برنامج البذور المختارة، يؤكد المسؤول ذاته، وذلك بتغطية 14.226 هكتارا مقارنة مع برنامج 12.000 هكتار بالجهة ذاتها، منها 25 في المئة بإقليم سيدي بنور.
وعملت المديرية الجهوية للفلاحة، على تسويق البذور المختارة، إذ تم توزيع حوالي 340.000 قنطار عبر 90 نقطة بيع خلال بداية الموسم الفلاحي الحالي بتراب الجهة، أي بزيادة 29 في المئة مقارنة مع الموسم الماضي، منها 108.000 قنطارا بمركز الزمامرة الواقعة بتراب إقليم سيدي بنور. واستهلك القمح الطري 74 في المئة منها والقمح الصلب 22 في المئة والشعير 4 في المئة. وتم تخصيص كمية من المياه لسقي 32.417 هكتارا من المساحة المخصصة للحبوب الخريفية، أي ما يمثل 19 في المئة.
وأشار آيت الفارية في معرض حديثه، إلى أن المساحة المزروعة بالإقليم، تمثل حوالي 20 في المئة من مجموع المساحة المزروعة بجهة الدار البيضاء سطات وهو ما يؤكد المؤهلات الواعدة التي تزخر بها منطقة سيدي بنور من اجل تعزيز دور القطاع الفلاحي في دينامية النسيج الاقتصادي الجهوي.
وحرصت المديرية الاقليمية للفلاحة بدورها على تنفيذ برنامج التأمين المتعدد المخاطر، الخاص بالحبوب والقطاني والزراعات الزيتية.
وفي هذا الصدد، تم تأمين 848.93 هكتارا بالإقليم من مجموع 148.425,05 هكتارا، أي ما يمثل 0,57 في المئة من المساحة المؤمنة بجهة الدار البيضاء سطات. وانطلقت أشغال اللجن لتقييم المردودية في منطقة (س) منذ 13 أبريل الماضي للوقوف على نسبة الأضرار وإن كانت ضئيلة مقارنة مع السنوات الماضية.
ومكنت عملية التحسيس والخرجات المكثفة من طرف مصالح المديرية من حث الفلاحين على القيام بعملية التسميد والعناية بالمزروعات وإعطاء أهمية لمحاربة الأمراض والأعشاب الضارة، من أجل تحقيق نتائج إيجابية والحفاظ على جودة الحالة النباتية لمختلف الأصناف الزراعية.
وعلى صعيد متصل، انطلقت السبت الماضي، عملية قلع الشمندر السكري وهو الصنف الزراعي الذي يشتهر به الإقليم.
وتأتي هذه العملية في ظروف استثنائية، بعد اتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات الصارمة، تنفيذا للبرنامج المحدد، لإنجاح الموسم الفلاحي الحالي، وذلك بالتقيد والاكتفاء بزرع 10.700 هكتار فقط.
وقال عبد القادر قنديل رئيس جمعية منتجي الشمندر، في تصريح مماثل، إنه تم تسجيل أرقام مشجعة إذ وصلت نسبة “المادة السكرية” إلى 17.1 في المئة، في حين لم تتجاوز نسبة “الأوساخ” 10 في المئة، علما أن اللجنة الفلاحية التقنية، فرضت إلغاء الجزاء على نسبة الأوساخ رفقا بالمنتجين.
وتتوقع اللجنة التقنية، أن تصل الإنتاجية إلى 850 ألف طن، نظرا لأن الأمطار الأخيرة ساهمت في إنضاج نبتة الشمندر السكري.
وزراعة الشمندر السكري، من الزراعات الأكثر انتشارا بمنطقة دكالة وتعتبر رافعة للتنمية المحلية بجهة الدار البيضاء سطات، بالنظر إلى وجود معمل السكر “كوسومار” بسيدي بنور، الذي يعد أكبر وحدة إنتاجية متخصصة في انتاج مادة السكر على الصعيد الوطني.
وتعتبر سلسلة الشمندر السكري من أهم القطاعات المنتجة على صعيد الجهة، إذ تساهم ب40 في المئة من الإنتاج الوطني من هذا الصنف الفلاحي.
تعليقات الزوار ( 0 )