Share
  • Link copied

التحرك المغربي بالكركرات.. أكاديميون يكشفون النتائج المحققة والتداعيات المتوقعة

تتواصل ردودُ الأفعال الوطنية، على تدخل الجيش المغربي، لتأمين حركة مرور الأشخاص والبضائع بمعبر الكركارات الحدودي، وطرد عصابة البوليساريو الانفصالية، التي قامت تخريب وقطع الطريق، لأزيد من 20 يوماً، سيما في الجانب المتعلق بمدى مشروعية هذا التحرك، والتداعيات التي قد يُسفر عنها لاحقا.

واعتبر مراقبون بأن ما عرفت الكركرات في الفترة الأخيرة، شكلت منعرجاً فاصلاً في تاريخ النزاع المفتعل بالصحراء المغربية، باعتبارها، كشفت عن الدعم الدولي الواسع الذي يحظى به المغرب من جهة، وكرسة العزلة التي تعاني الجزائر، ومعها البوليساريو، إلى جانب افتتضاح أمر وسائل الإعلام الجزائرية، التي باتت المروج الرسمي للدعاية التي يطلقها الانفصاليون.

أحداث الكركارات فتحت صفحةً جديدة في تاريخ الصحراء المغربية

وفي هذا السياق قال أحمد الصلاي، رئيس جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة الداخلة وادي الذهب، إن أحداث الكركرات فتحت صفحة جديدية في تاريخ الصحراء المغربية، وأظهرت بالملموس أن المشكل القائم هو بين الجزائر والمغرب، وهذا ما أشار إليه مندوب المغرب بالأمم المتحدة، عمر هلال.

وأضاف الصلاي، يومه (الأحد) في ندوة تفاعلية عن بعد حول موضوع: “التحرك المغربي الشرعي في الكركارات: مسارات جيو-سياسية وجيو-استراتيجية جديدة”، والتي سيرها الباحث إدريس بنيعقوب، أنه على الجزائر أن تسعى للتواصل مع المغرب لإيجاد حل سلمي عبر التفاوض المبني على الواقعية.

ونوه المتحدث ذاته، بالقرارت التي اتخذتها المملكة المغربية بضبط النفس أمام الاستفزازات المتكررة لجبهة البوليساريو، ومحاولاتها العقيمة بتحريض الوضع ومس حرية التنقل، مشيدا بالدور السياسي والدبلوماسي الكبير الذي قامت بها وزارة الخارجية، والذي نتج عنه فتح عدد من القنصليات بكل من مدينتي العيون والداخلة.

وسجل الصلاي، أن عدداً من الدول والمنظمات غير حكومية، انتهزت الفرصة بعد ذلك لدعوة الجزائر بالاعتراف بأن الأقاليم الجنوبية جزء لا يتجزأ من السيادة المغربية، مردفا في الوقت نفسه: “كفاعل بهذه الجهات أشكر القوات المدنية والعسكرية على الدور الذي لعباه في فتح حدود الكركرات”.

وأشار رئيس جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة الداخلة وادي الذهب، إلى أن المحتجزين في مخيمات تندوف هم إخواننا، مطالبا إياهم بأن يرجعوا إلى أرضهم في إطار مبادرة “الوطن غفور رحيم”.

الواقع في منطقة الكركارات مغاير لـ”بروباغندا” الانفصاليين

من جانبه، قال نور الدين لشهب، موفد جريدة “بناصا” إلى منطقة الكركرات الحدودية في إطار تغطية يومية مباشرة تقوم بها الجريدة، إن ما شهدناه بالمنطقة الحدودية يختلف تماما على ما نقرأه في منصات التواصل الاجتماعي من بروباغندا وأقوال مغرضة للجبهة الانفصالية، حيث عبر عدد من السائقين المهنيين وبجنسيات مختلفة، نظير أوروبا وإفريقيا والمغرب عن جملة من المآسي التي شهدوها جراء عرقلة البوليساريو للمعبر.

وتابع لشهب، أنه بسبب انقطاع الطريق بعد المرورو على معبر الكركرات، حيث تتواجد المنطقة العازلة على بعد 11 كلم تقريبا من المغرب وموريتانيا، ويقبع “قطاع الطرق”، فضل العديد من السائقين المكوث بالأراضي المغربية من أجل قضاء حاجياتهم فيما يخص المأكل والمشرب.

وأبرز لشهب، أن أغلب السائقين كانوا يتعرضون لمضايقات، أبرزها السرقة، لاسيما في المنطقة المسماة بـ”قندهار” حيث تروج المخدرات بكل أنواعها، وبيع السيارات المهربة، والأسلحة، أي أن هذه المنطقة هي حاضنة الإرهاب، وتنشط فيها الحركات التطرفية.

هناك مستويات للدفاع.. وعامة المغاربة لا يختلفون عن جنود الجيش..

بدوره أوضح، الأستاذ سعيد الخمسي، رئيس مؤسسة الجهات، أن النقاش المجتمعي اليومي ينبني على ثلاث مستويات، الأول دفاعي، حيث إننا غير محايدين في ما يخص القضية الوحدة الترابية، لأننا أصحاب حق ولنا القدرة الدفاعية، والمستوى الثاني، أننا كمدنيين لا نختلف على الجنود المغاربة في الحدود، أما المستوى الثالث، عندما نصبح أدوات للمقارنة ليس إلا.

نحن نحارب بكل الأدوات، بالأداة الأخلاقية، والإعلامية والفنية، على عكس ما تقوم به البروباغندا الجزائرية، وأن توظيف الإعلام تغير جذريا وأصبحت الآلة الإعلامية شعبية، وقد وظفها المغاربة بذكاء.

كان لزاماً على المغرب التحرك لممارسة سيادته في منطقة الكركارات

عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية، أشار أيضا، إلى أن دور الأمم المتحدة من خلال بعثة المينورسو ومن مبعوثها الشخصي، دور إداري مالي له مهام مقررة من طرف مجلس الأمن، وهذه المهام هي الحرص على وقف إطلاق النار، وأن كل التدابير التي تقام على الأرض كانت تصب في اتجاه هذا الهدف.

واسترسل، أن هناك طرحين أساسين، إما أن البعثة لا تتوفر على الإمكانيات اللازمة للقيام بمهامها، وبالتالي كان على المغرب أن يتحرك ليمارس سيادته في هذه المنطقة، أو أن ظروف جائحة “كورونا” أدت إلى نوع من العجز لقيام بعثة المينورسو بدورها.

وأضاف البلعمشي، أن كيفيات صنع القرار داخل التدابير والمساطر المتبعة إداريا فيما يتعلق باتخاذ هذا النوع من القرارات تميز بنوع من البطء، وذلك أمام كثرة النزاعات التي تدبرها الأمم المتحدة، وكذلك أمام غياب المبعوث الشخصي.

الوصول لحل توافقي مع البوليساريو أصبح مستحيلاً

في السياق ذاته، قال محمد الغالي، أستاذ العلوم السياسية، إن مسألة التوافق في إيجاد حل تقتضي وجود نظام قيمي براغماتي، وأن قيادة جبهة البوليساريو لا تتوفر عليه، وذلك نظرا لاعتبارات متعددة، وهنا الفجوة والمشكل.

وأوضح، أن الوصول مع هذه القيادة إلى حل متوافق عليه في إطار الشرعية الدولية، أصبح مستحيلا ومعقدا، والدليل على ذلك أن هيئة الأمم المتحدة تكيفت مع التحولات الجيواستراتيجية التي يعرفها العالم، خاصة على إيجاد تصور مدمج وصلب ومستدام لإدارة وتدبير هذا الصراع.

الإعلام الجزائري بات شبيها بإعلام كوريا الشمالية

من جانب آخر، يرى عبد الرحيم المنار اسليمي، الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، ورئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، أن الإعلام الجزائري يذكرنا الآن بإعلام كوريا الشمالية، حين كانت توجه كل مواضيعها نحو كوريا الجنوبية، وهذا الأمر ينطبق على الجزائر حينما تغض الطرف على مشاكلها الداخلية وتقوم بمهاجمة المغرب في كل مواضيعها.

وتابع اسليمي، أن الجيش الجزائري وجدها فرصة سانحة لسمح ذاكرة الجزائريين، ولم يعد هناك حديث على الدستور أو عن الرئيس أو الجائحة.

واسترسل المتحدث ذاته، أن البوليساريو ومن يساندها تفاجؤوا بالتحرك العسكري المغربي القانوني، ولم تعد تعرف ما تقدم وما تؤخر، علاوة على أن الجزائر لم تكن تتصور التحرك المغربي ولم تكن تدرس الأمر، بحيث كانت دائما تنكر بأنها الطرف المعني.

حري بالذكر، أن الندوة التفاعلية عن بعد حول موضوع: “التحرك المغربي الشرعي في الكركرات: مسارات جيو-سياسية و جيو-استراتيجية جديدة” شارك في تنظيما كل من موقع “بناصا” و “Télé Plus” والداخلة بليس” ثم الجمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة الداخلة وادي الذهب.

Share
  • Link copied
المقال التالي