شارك المقال
  • تم النسخ

“البيدوفيليا” أو “اشتِهاء الأطفال” .. ميول جنسي شاذ أم اضطراب نفسي؟

“يستحق الإعدام، أنزلوا به أقصى العقوبات وأشدها قسوة، مختل عقلي ومريض نفسي ..”، هذه الأوصاف جميعا يُنعت بها “البيدوفيليون” أو “الغلمانيون”، على مواقع التواصل الاجتماعي وبالنقاشات والتقارير الإعلامية، كلما طفت إلى السطح جريمة اغتصاب وقتل طفل أو طفلة، كما هو عليه الحال بالنسبة للطفل عدنان.

الجمعية الأمريكية للطب النفسي، صنَّفت “البيدوفيليا” بكونها اضطرابا عقليا منذ 1968، وهو نفس الموقف الذي تبنته منظمة الصحة العالمية معتبرة إياه اضطرابا نفسيا وجنسيا.

وتحدث أغلب الاعتداءات الجنسية على الأطفال من الذكور، ويكون الضحية أقل من 14 سنة في الغالب.
وأكدت اختبارات على الدماغ، أجراها باحثون بقسم الطب الجنسي في جامعة كييل الألمانية، وجود علاقة بين الدماغ و”البيدوفيليا”، مؤكدين أنهم في حاجة إلى اختبارات إضافية لمعرفة المزيد عن هذه الظاهرة، وذلك من شأنه أن يساعد في علاج مرضى “البيدوفيليا” وإنقاذ الكثير من الأطفال من اعتداءاتهم.

“البيدوفيليون” .. 3 أصناف

بالنسبة لبشرى المرابطي، يتوزع “البيدوفيليون” إلى 3 أنواع، يُصنَّف أولهم في خانة اضطرابات الشخصية ممن يعانون من ازدواجية اضطراب السَّايكوباتية وأحيانا اضطراب الجنس، ويتصفون بالتمرد على القواعد الاجتماعية ويفتقدون لتأنيب الضمير وبأي إحساس للتعاطف مع الآخر، كما يتصفون بالاندفاع واللامبالاة وعدم تقدير عواقب الاعتداء الجنسي على الطفل.

وتضيف الباحثة في علم النفس الاجتماعي، قائلة: ” بما أن السادية تعد من أعراض السَّيكوباتية كاضطراب نفسي فإن آلام الطفل وصُراخه ومعاناته واستعطافه تمنح مغتصبه شحنة نفسية يبحث عنها وبالتالي فإنه يستمر في أفعاله”.

أما بخصوص الصنف الثاني من “البيدوفيليين”، فهم بحسب المرابطي، أشخاص تعرضوا للاغتصاب في مرحلة الطفولة، فإذا لم يستفيدوا من العلاج تصبح حادثة الاغتصاب عبارة عن خبرة نفسية لا واعية تدفع الشخص للانتقام من الشخص الذي اعتدى عليه في شكل اغتصاب طفل آخر وهنا لا يكون الهدف هو إيذاء الطفل، لكن المعتدي يعاني من تداخل خبرات الماضي بمعاناة الحاضر، تصاحبه ليل نهار.

وتوضح المتحدثة لـ “بناصا”، أن النوع الثالث، هم من يكتشفون المتعة الجنسية أو الشبق الجنسي مع الأطفال، من خلال الإدمان على منصات ومواقع خاصة بالممارسة الجنسية مع الأطفال، والتواصل مع أشخاص “بيدوفيليين” يتباهون بما يقومون به، أو متابعة أشخاص ذوي هذا السلوك الشاذ، وتلقي تشجيعات من هذه الأوساط، موضحة أن نجاح محاولاته الأولى سيعزز رغبته في الاستمرار في هذا السلوك وسيسعى دائما للحصول على وهم اللذة كما تخيلها وشاهدها.

التناقضات سيدة الموقف

بالنسبة للطبيبة والمدربة النفسية سناء مريمي، فقبل مناقشة هذا الموضوع، وَجب تسليط الضوء على المفهوم الجديد الذي ظهر أواخر القرن التاسع عشر وبداية العشرين، هو الفرق بين الطفل والراشد، “قبلا كان الأمر مقتصرا على مرحلتين واضحتين الطفولة والبلوغ، لذلك كان أسلافنا يتزوجون في أعمار صغيرة تبتدأ من سن 14 أو 15، حالما يُظهر الجسد استعداده للممارسة الجنسية، على عكس اليوم، ظهرت مراحل جديدة كالمراهقة والشباب المتأخر”.

تقول المدربة لـ “بناصا”، “من هذا المنطلق يُطرح سؤال مُلِح اليوم، في أي سن يحقّ للشخص ممارسة علاقة جنسية؟ وفي أي ظروف؟ يجب أن نجد أجوبة مقنعة لكل هذه الأسئلة وبعدها يمكن أن نصف شخصا بكونه “بيدوفيل” أم لا”.

وأشارت المتحدثة، إلى أن التسميات والتصنيفات الجديدة، والتي أفرزت مظاهر جديدة في التكوين النفسي والجسدي والقانوني، خلَقت لبسا وخلطا، “نذكر هنا قضية زواج القاصرات والذي تضغط علينا الدول الأوروبية لوقفه، لكن في أوروبا العلاقات الجنسية تبدأ منذ سن 12 عشرة”.

وتساءلت المدربة النفسية، إن كانت ممارسة الجنس بين شخص راشد وقاصر، جريمة أم لا، متابعة “هذا سؤال مجتمعي كبير، وفي ظل محاربة “البيدوفيليا”، تأتي فرنسا والتي قنَّنت أخيرا إمكانية ممارسة الجنس في إطار رضائي في سن الـ 13، إذ لا يعتبر الأمر جريمة يعاقب عليها القانون بذات البلد”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي