شارك المقال
  • تم النسخ

البقالي: خالد الجامعي.. خلق الإشكالية التقليدية في علاقة السياسي بالإعلامي

يرى عبد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن الحديث عن الراحل خالد الجامعي يطرح مشكلة مناقشة الإشكالية التقليدية، التي لا نملك أجوبة مقنعة بخصوصها، والتي تهم علاقة السياسي بالإعلامي.

وأضاف البقالي، خلال ندوة تفاعلية عن بعد، يومه (الأحد) نظمتها جريدة “بناصا” تحت عنوان “خالد الجامعي.. وجدلية السياسة والإعلام بالمغرب” أن سماع عبارات من قبيل صحافي متحزب، صحافي مستقل، أو صحافي غير مستقل، هي مفاهيم يصعب فيها تحديد متى تنتهي الحزبية أو تبدأ الاستقلالية أو متى تنتهي الاستقلالية وتبدأ الحزبية، حيث أنه لا توجد “استقلالية” بالمفهوم المطلق.

وأوضح البقالي، أن هناك استقلالية في ظل أوضاع معينة، وفي إطار معين، وبالتالي لا يمكن الحكم على صحافي يشتغل في جريدة حزبية ما بأنه صحافي غير مستقل، أو أنه غير مهني، أو غير موضوعي، كما أنه لا يوجد صحافي في الكون لا يمتلك خلفية سياسية في معالجته للقضايا.

وشدّد المصدر ذاته، على أن الصحافي مطالب بالموضوعية والاستقلالية في نقل الخبر، لكنه غير ملزم بالحيادية في التعليق على الخبر، حيث أن التحليل بدون خلفية سياسية هو تحليل “جاف” ولا فائدة كبرى منه، لذلك فإن خالد الجامعي طرح هاته الإشكالية في علنيتها ووضوحها.

وأضاف، أن خالد الجامعي الذي كان يشتغل، قيد حياته، في جريدة “لوبينيون” الحزبية وخضع لخط تحريري معين، لكن الكل يجمع على أن الراحل كانت له مبادىء ومواقف واضحة واستقلالية في الرأي، وله جرأة بمنسوب كبير، وبالتالي فإن خالد الجامع نموذج لصحافي مهني رغم أنه يشتغل في جريدة حزبية.

وعند انتخابه في اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، دخل إلى العمل التنظيمي، حيث مثل توجها جديدا، يمكن اعتباره مثاليا، إذ أن خالد الجامعي لم يمارس التنظيم، فوجد نفسه في إحدى اللحظات مطالبا بتدبير الشؤون التظيمية المعقدة، ليصبح منسقا للحزب، وبالتالي اقتحم تفاصيل الحياة الحزبية، بيد أن قضايا أخرى فصلته عن الحزب.

ولفت البقالي، إلى أن خالد الجامعي، كان يتميز بـ “الفرادة” حيث كان يرغب في ممارسة استقلاليته بالمطلق، وحينما كان يكتب مقالات يرد فيها على أطراف سياسية في المجتمع، كان يوقع بجريدة “الصحيفة” باسم عضو اللجنة التنسيقية لحزب الاستقلال.

وأشار إلى أن “الحديث عن خالد الجامعي يطرح إشكالية التداخل بين السياسي والإعلامي، إذ اتسم الراحل باستقلالية فكرية تقودها قناعاته الخاصة”، مضيفاً أن مقالة “شكون نتا” أعطت الرجل “شحنة سياسية اقتحم من خلالها المعترك السياسي، الذي انتخب فيما بعد كعضو في اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، بالرغم من قلة زاده التنظيمي حيث وجد نفسه أمام مسؤولية تنظيمية صعبة داخل أسوار الحزب”.

وفسر المتحدث ابتعاد الجامعي عن العمل الحزبي بـ”رغبته في ممارسة مهنته باستقلالية تامة، نظرا لما يفرضه الانتماء الحزبي من تقيد بالخط التحريري المقرر، باعتبار أن جل كتاباته كانت تحمل توقيعه بصفته عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، وتخضع دائما لملاحظات الأمين العام لحزب الاستقلال آنذاك “محمد بوستة”.

ونفى البقالي أن يكون الجامعي قد انزاح يوما عن ممارسة عمله الصحفي، مؤكدا أنه “ظل يمارس الكتابة ويشارك في الندوات إلى آخر رمق في حياته، كما أن توقفه عن الكتابة في جريدة Opinion يعود إلى بلوغه سن التقاعد”.

وشدد المتحدث نفسه على أن “المسار المهني والشخصي لخالد الجامعي فريد من نوعه، وذو شخصية مركبة من الناحية الإيجابية، دون لن ننسى خطابه السياسي الجديد الذي يتسم بالشعبية بتوظيفه للدارجة ذات الحمولة القوية”.

يشار إلى أن الندوة، التي سيرها الإعلامي نور الدين لشهب، وتم بثها على صفحات الجريدة في مواقع التواصل الاجتماعي، وقناة الـ“يوتوب“، شارك فيها كلّ الكاتب الصحافي بلال التليدي، والإعلامي والكاتب الصحافي طلحة جبريل، والأستاذ الجامعي والناشط الحقوقي خالد البكاري، بالإضافة إلى الناشط السياسي والصحافي، ورئيس اللجنة المغربية للسلم والتضامن، طالع سعود الأطلسي.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي