شارك المقال
  • تم النسخ

البطالة والفقر يخرجان “معطلي” الجنوب الشرقيّ بالمغرب إلى الاحتجاج

يواصل المعطلون في مجموعة من المناطق بالمغرب، احتجاجاتهم أمام قيادات وباشويات البلدان والقرى والمدن التي ينتمون إليها، من أجل المطالبة بالتشغيل في الوظيفة العمومية، ومنددين في الوقت نفسه، باستمرار الجهات الوصية في ممارسة ما وصفوه بـ”سياسة الآذان الصماء”، ضد المطالب التي يرفعونها منذ سنوات.

واختار مجموعة من فروع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، الدخول في اعتصامات مفتوحة وإضرابٍ عن الطعام، من بينها فرع تالسينت، البلدة المتواجدة في إقليم فجيج جنوب شرق المملكة، الذين ما زالوا مستمرين، منذ أزيد من أسبوع، في “معركة الأمعاء الفارغة”، للمطالبة بما يعتبرونه “الحق في الشغل”.

ويخرج معطلو فرع تالسينت، في مسيرات احتجاجية من أجل إيصال صوت “المعركة” التي يخوضونها والاعتصام الذي يتضمن المبيت الليلي أيضا، والذي تجاوز اليوم العاشر، محملين مسؤولية “ما ستؤول إليه الأوضاع الصحية للمضربين عن الطعام المفتوح في قادم الأيام”، إلى الجهات المسؤولة التي تتغاضى عن المطالب المرفوعة.

وبسبب تدهور الحالة الصحية لعدد من المضربين عن الطعام، أطلقت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع بني تجيت، نداءً “من أجل إنقاذ حياة المعطلين المضربين عن الطعام أمام قيادة تالسينت”، داعية الجهات المعنية إلى ضرورة التدخل المستعجل لإنقاذ حياة الأشخاص الذين يخوضون إضراباً عن الطعام منذ أزيد من 10 أيامٍ.

وجاء في نداء الهيئة الحقوقية المذكورة: “انطلاقاً من المواثيق الدولية التي تعتبر الحق في الحياة حقاً مقدساً، أهمها: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الصادر في الـ 10 من دجنبر 1948، المادة 3: لكل فرد حق في الحياة والحرية والأمان على شخصه”، مردفةً: “واعتبارا للقوانين الوطنية ذات الصلة. وانسجاما مع الموقف الثابت للجمعية المغربية لحقوق الإنسان القاضي بكونية حقوق الإنسان”.

وتابعت الهيئة، أنه انطلاقاً مما سبق: “نوجه نداء مستعجلا للجهات المعنية بضرورة إنقاذ حياة المضربين عن الطعام، الذي بلغ يومه العاشر، تحت شعار: الشغل حق وأولوية”، مناشدةً “كل ذوي القناعات المبدئية، من مناضلين وإطارات تقدمية، المساهمة كل من موقعه لدعم معتصم الرفاق المضربين عن الطعام، والذين تتدهور حالتهم الصحية يوماً بعد يوم”.

في سياق الفقر والبطالة اللذان تعيشهما منطقة الجنوب الشرقي، لاقت تدوينة تعود لأحد المنحدرين من المنطقة، نشرها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، بعد رسوبه في مباراة المحررين القضائيين، تفاعل الآلاف من المغاربة، الذين اعتبروا أن ما جاء فيها “مؤثر”، ويعبر عن واقع العديد من الشباب.

وجاء في التدوينة التي كتبها بولعيد قرجيج، التي عنونها بـ”جلسة في عيون أمي”: “منذ بداية شهر يناير لهذه السنة، أخذت العزم على عاتقي وشمرت على سواعدي، وسهرت الليالي، وأمي بعيونها خلفي تراقبني، ولا تعرف ما سر اجتهادي واعتكافي بين الكتب، ذات ليلة قمرية استيقظت من نومها وجدتني على حالي، ثم سألتني ألم تتناول بعد وجبة عشائك؟ وقد مرّ ثلث الليل!!”.

وأضاف: “يا ابني يا ابني الجميل صارحني ما عهدت عليك هذا الجهد من قبل، انظر إلى وجهك قد أذبل!! ماذا عساي أقول لك أمي إني أكافح لعلي أحظى بوظيفة، مقبل على اجتياز المباراة ولا مجال لضياع الوقت، كما تعلمين عمري يمر ها أنذا في العقد الثالث، واقتربت من سن الأربعين، يا أمي كفكف دموعك، لم يبق إلا القليل”.

وتابع: “في كل يوم أسمع أنين دعائها، حتى جاء موعد الامتحان، على أمل النجاح، لا أخفيكم اصدقائي أجبت على 57 سؤالا من أصل 60 سؤالا، عدت إلى الدار متفائلا، قلت لأمي يا اماااه من جد وجد، ثم ابتسمنا معا…”، مسترسلاً في سرده: “ولكن لا تأتي الرياح دوما بما تشتهي السفن، نعم من جد وجد ولكن ليس كل من زرع قد يحصد، لأن هناك من يفسد المحصول”.

واستطرد: “الصدمة.. رسبت ولست من الناجحين، أخفيت الأمر عن أمي، وآمالها كل ليلة متى أسعدها بخبر النجاح، قبل لحظات سألتني خرجت باكرا دون تناول الفطور وتأخرت عن موعد الغداء، تعال ابني لأعد لك المائدة، قلت لها بحسرة، أمي لا أستحق تلك اللقمة، لقد أصبحت عالة عليكم؟ وما الذنب الذي اقترفته حتى أعيش كل هذا العذاب والألم، ضجرت أمي وأخذت تواسيني، عند الله تجتمع الخصوم….”، مختتماً: “الكثير سيعطينا دروسا في الأمل والتفاءل بالمستقبل، ولكن الحقيقة هناك أمل ولكن ليس من نصيبنا”.

يشار إلى أن المغرب شهد ارتفاع معدل البطالة بين سنة 2019 و2020، بـ 2.7 نقطة، منتقلاً من 9.2 إلى 11.9 في المائة، حيث بلغ عدد العاطلين عن العمل مليون و429 ألف، بعدما كان العدد مليون و107 ألف خلال سنة 2019، وهو ما يعني زيادة بمعدل 29 في المائة، وهي الأرقام التي كان لجائحة كورونا، دور مهمّ فيها.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي