Share
  • Link copied

البشير الدخيل: البُوليسّاريو تقُوم بِعملية “الماكيّاج” للهروب من واقعِها القَبِيح

تترافع النخب المغربية، بين الفَيْنة والآخرى، في منابر مُتعددة عندما يتعلق الأمر بالوطن، وتندثر خلافاتها الأيديولوجية والعقدية، لتتحول القضية الوطنية من إجماع وطني إلى دولي، وحتى هؤلاء الذين كانوا يوم أمس يناصرون ويدافعون باستماتة على جبهة البوليساريو التي تعيش الآن حالة لا مثيل لها من سقوط أوراق التوت، أضحوا اليوم يترافعون في المنابر الوطنية والدولية على مشروعية الصّحراء المغربية بعد أن غفر لهم الوطن.

البشير الدخيل، أحد مؤسسي جبهة “البوليساريو”، ورئيس منتدى البدائل الدولية، وتعليقا على الأحداث الاستفزازية الأخيرة، التي وقعت بمعبر الكركرات، قال إنّ ما تقوم به الجبهة اليوم يأتي في ظرفية معينة، فمنذ ما يزيد عن أربع سنوات والبوليساريو تحاول لفت الانتباه من خلال القيام ببعض الحركات، لاسيّما مع اقتراب جلسات وأعمال التجمع الأممي.

وأضاف البشير، في إتصال هاتفي مع جريدة “بناصا”، أنّ البوليساريو قامت بعرقلة المعبر الحدودي المطل على الأطلسي، من أجل إيجاد حل لما تعيشه من أوضاع مأساوية، بيد أن قرار مجلس الأمن كان واضحا جدا، بإعلانه أن الكركرات هي منطقة عازلة، ولا يمكن البقاء فيها حسب الاتفاقية العسكرية رقم واحد، والتي تم التوقيع عليها من طرف البوليساريو ذاته.

وأوضح المتحدث ذاته، أن معبر الكركرات هو طريق دولي، ولا يمكن سده أو عرقلته نهائيا، لأنه يعتبر منطقة تجارية تمر منها الشاحنات الدولية المحملة بالسلع والبضائع، ولا يحق لأي كان أن يعرقلها، خصوصا أن العديد من الدول الأفريقية والأوروبية تستفيد منها، وخاصة موريتانيا، وما قامت به الجبهة مسّ وأضر بالعديد من الدول، وعلى رأسها موريتانيا.

وتابع البشير، أنّ موريتانيا لا يمكن لها أن تذهب ضحية نزاع لا يعنيها مباشرة، كونها دولة ذات سيادة ولا يمكن لجبهة البوليساريو أن تقطع عليها الطريق بوضع حواجز من الإطارات والأحجار، لعرقلة تدفق السلع والبضائع المتجهة نحو باقي الدول الإفريقية، كما أن هذا الخرق يتنافى مع البند  52  المتعلق بالتجارة الدولية.

المغرب قام بعملية أمنية وليس عسكرية

وشدد البشير الدخيل، أن المغرب قام بتحرير هذا الممعبر بعد أن استشار مع الأمم المتحدة، بالإضافة إلى عدد من الدول، وقام بعملية أمنية وليست عسكرية، خالية من العنف أو القتل، بحيث أن استراتيجية المغرب في تحرير المعبر كانت مدروسة جيدا، ولا أدل على ذلك، أنه لا توجد ولا دولة واحدة، أو منظمة أو مؤسسة غير حكومية قامت بشجب أو إدانة التحرك المغربي الأمني. 

واسترسل رئيس منتدى البدائل الدولية، أنه لا يحق لجبهة البوليساريو بتاتا عرقلة حركة السير بالمعبر الحدودي بسبب كونها تحمل أفكارا سياسية أو عسكرية، أو أنها تبحث عن بدائل وحلول لمشاكلها الداخلية.

وأشار البشير، أن جبهة البوليساريو هي جبهة خطابية، ولا تملك الأهلية ولا القدرات الحربية لمجابهة المغرب، والدليل على ذلك أنها ومنذ سنة 1991 وهي تهدد المغرب باللجوء إلى الحرب عبر خطاباتها المتكررة، وأردف: أن إعلان الجبهة للحرب لن يحل مشكلتها وإلى الأبد، ولن تنتصر في الحرب، لأن لا أحد ينتصر.

وأكد المتحدث ذاته، أن البوليساريو كان يظن أن المغرب سيقوم بإطلاق النار، أو أنه سيقوم برد فعل عنيف  على الاستفزازات الأخيرة، بهدف توريطه وإخراجه من اتفاقية السلام، لكن المغرب لم ولن يخرج منها لأنه لم يستعمل ولو رصاصة واحدة من أجل إعادة الأمور بمعبر الكركرات إلى نصابها.

الجزائر غير مستعدة للحرب مع المغرب

حتى الجزائر غير مستعدة للحرب ، ففي بلاغها الأول بعد التحرك المغربي، دعت المغرب وجبهة البوليساريو إلى “التحلي بالمسؤولية وضبط النفس، والاحترام الكامل للاتفاق العسكري رقم 1 الموقع بينهما وبين الأمم المتحدة.

والبوليساريو، في واقع الأمر، يضيف البشير، لا يقوى على الحرب مع المغرب، وما فعله بالمعبر كان فقط ذراً للرماد، من أجل امتصاص غضب الصحراويين القابعين في مخيمات تنذوف، الذين ظلوا لسنوات بدون حرب ولا سلم، فالبوليساريو اليوم تحاول القيام بعملية “ماكياج” من أجل إرضاء وتأجيج النزعة الوطنية لهؤلاء الناس، وكأنها تقول لهم، نحن سنحرر بلدنا بالسلاح والكفاح، لكنها تهرب بذلك من واقع قبيح.

وفي السياق ذاته، أكد البشير أنه لا يمكن لـ 4000 أو 6000 شخص أو جندي من جبهة البوليساريو، أن ينتصر على ما يتوفر عليه المغرب من عتاد وإمكانيات عسكرية من طائرات حربية متطورة وأقمار صناعية، فمعروف أن المغرب يجدد على مدار الأربعين سنة الأخيرة من إمكانياته العسكرية، بينما سلاح البوليساريو تلاشى مع سقوط ليبيا، التي كانت تمد الجبهة بالسلاح في عهد معمر القذافي.

ويرى البشير، أن حلحلة الوضع الحالي بين المغرب وجبهة البوليساريو، لا يمكن أن يمر عبر السلاح، وإنما الحلول تمر عبر المفاوضات والجلوس إلى طاولة الحوار مع كل الأطراف المعنية، كما جاء في قرار الأمم المتحدة، فاللجوء إلى الحرب سيكون بمثابة انتحار، سيحصد العديد من الأرواح البريئة، وفق تعبيره.

عاهل البلاد غير من قواعد اللعبة

وأردف رئيس منتدى البدائل الدولية، أن المغرب ومنذ مجيىء الملك محمد السادس إلى الحكم، غيّر استراتيجية العمل وقواعد اللعبة، فبالموازاة مع السياسة، والانفتاح الاقتصادي، فإن المغرب قام بالعودة إلى الوحدة الإفريقية كونه أحد المؤسسين لهذه الوحدة، بيد أنه لم يرجع بالخطابات والتصريحات، وإنما ببرامج اقتصادية كبرى، وبمعادلة اقتصادية “رابح رابح “، حيث وقع المغرب أزيد من 1000 إتفاقية تعاون بين هذه الدول بشكل رسمي، وتطبيقي. 

وزاد، أن العديد من الدول الإفريقية تغيرت سياستها ورؤيتها للعالم، سيما مع سقوط جدار برلين، وحتى تلك الدول التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفياتي سابقا، أصبحت اليوم دول ديمقراطية، وأضحت تتبنى “البراغماتية” كوسيلة  للدفاع عن مصالحها وحقوقها.

وأوضح، أن هذه الدول الافريقية اليوم أصبحت تتماشى مع الحل الأممي، المتمثل في السلم، وهي نفسها التي فتحت قنصلياتها في كل من مدينتي العيون والداخلة، وهذا الانفتاح هو اعتراف بمغربية الصحراء، بحيث أن أغلب دول جنوب الصحراء تعاني من مشكل الهجرة، والمغرب قام بعمل جبار في هذا إطار، ولم يعد محطة عبور، بل صار يستقطب أيضا المهاجرين الأفارقة للعيش والاستقرار في المغرب.

وأشار لبشير الدخيل، إلى أن تلك الدول الإفريقية كان لزاما عليها، أن تفتح قنصلياتها بكل من مدينتي العيون والداخلة، لرعاية أبناءها من المهاجرين، وكذلك كاعتراف رسمي منها بشرعية القضية الوطنية المغربية.

وأضاف، أن جبهة البوليساريو هي منظمة وليست بقرآن  مقدس، هي فقط حزب سياسي عسكري، قمنا بتأسيسه في الأول من أجل الدفاع عن حقوق الناس، وحفظ كرامتهم، اليوم الجبهة لا تضمن الكرامة لمواطنيها، ويجب عليها أن تتأقلم مع الواقع، لأنها لا تزال تعيش بأفكارها في إطار الحروب الباردة، أما اليوم فالعالم يعيش عصر الديمقراطية وهذا ما لاتفهمه قيادة الجبهة.

Share
  • Link copied
المقال التالي