قال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، الناشط الصحراوي والقيادي السابق في جبهة البوليساريو، إنه وفي يوم ذكرى المسيرة الخضراء، وتزامنًا مع صدور نتائج التعداد السكاني الأخير للمغرب، برزت حقيقة مثيرة للاهتمام وتصنع الاستثناء المغربي.
وأوضح القيادي السابق في في تدوينة فيسبوكية، أنه وبينمايشهد المغرب نموًا ديموغرافيًا متواضعًا، تشهد الأقاليم الجنوبية، التي كانت قاحلة وشبه خالية من السكان قبل المسيرة الخضراء، طفرة سكانية ملحوظة.
وكشفت الأرقام الرسمية أن معدل النمو السكاني في جهتي الساقية الحمراء ووادي الذهب يفوق بكثير المعدل الوطني، فبينما يبلغ متوسط النمو السكاني السنوي للمغرب 0.8%، يصل هذا المعدل إلى 3.1% في الأقاليم الجنوبية. كما أن معدل نمو الأسر في هذه الجهات يزيد بأكثر من الضعف عن المعدل الوطني.
واستنادا إلى المصدر ذاته، فإن هذه الأرقام تؤكد نجاح التجربة المغربية في استرجاع الصحراء وتنميتها، وتحويلها من منطقة نائية إلى قطب جذب للسكان، فبعد عقود من الجهود المبذولة في مجال التنمية والبناء، أصبحت الصحراء المغربية تضم مدنًا حديثة وبنية تحتية متطورة، مما جعلها وجهة جاذبة للشباب المغربي الباحث عن فرص عمل و حياة أفضل.
وتم ضخ استثمارات ضخمة في البنية التحتية، والصحة، والتعليم، مما أدى إلى تحسين مستوى المعيشة للسكان، كما توفرت فرص عمل جديدة في مختلف القطاعات، خاصة في مجال الصيد البحري والفلاحة والسياحة.
وتم توفير خدمات أساسية للسكان، مثل الماء والكهرباء والصرف الصحي، مما جعل الحياة في الصحراء أكثر راحة، علاوة على ذلك قدمت الحكومة المغربية حوافز عديدة لتشجيع الاستقرار في الأقاليم الجنوبية.
وتُعتبر التجربة المغربية في استرجاع الصحراء وتنميتها نموذجًا يحتذى به في مجال التنمية المستدامة. فقد أثبتت أن بالإمكان تحويل المناطق القاحلة إلى مناطق مزدهرة، وأن الاستثمار في الإنسان والبنية التحتية هو السبيل الأمثل لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
وأشار مصطفى سلمى إلى أن النمو السكاني الكبير الذي تشهده الأقاليم الجنوبية للمغرب هو دليل قاطع على نجاح المسيرة الخضراء، وهو شهادة على التزام المغرب بتنمية هذه الأقاليم وتحقيق الاندماج الترابي. كما أنه يؤكد أن المغرب قادر على تحقيق إنجازات كبيرة عندما توضع الإرادة السياسية والاقتصادية في خدمة التنمية.
تعليقات الزوار ( 0 )