بات الكثير من المتتبعين لوسائل التواصل الاجتماعي يتساءلون باستغراب عن العقلية والنفسية التي يُفكر بها كتاب ومسؤولين من دولة الإمارات العربية المتحدة وهم يتحدثون في زمن كورونا أنهم يساعدون العالم، وأن قادتهم يتصلون بقادة سوريا وهنغاريا والعراق ومناطق أخرى للتنسيق في زمن الجائحة، دون ذكر المساعدات الإماراتية لدولة إسرائيل، بل يطل علينا مستشار الدولة على النعيمي في برنامج بقناة أبو ظبي ليقول إنه أينما ذهب في العالم يجد شيئا له علاقة بـ”إنجازات دولة الإمارات”. وكأن الإمارات بعيدة عن مشهد اليمن، وبعيدة عن إنجازات ليبيا لما سلمت منذ في الأسابيع الأخيرة الآلاف من أطنان الأسلحة التي وصلت إلى خليفة حفتر في ليبيا ليدك مستشفيات صحية في زمن كورونا فوق رؤوس ليبيين مدنيين عزل، أنا لا أعرف هذا الحجم من تغريدات مرض العظمة التي يكتبها النعيمي أو عبد الخالق عبدالله أو ضاحي خلفان مقابل سلوكات إماراتية نقيضة تماما في الميدان.
“أغنية بنعدي” للمطرب الجسمي واستثناء قطر من الخليج
لا أحد يتصور في العالم أن يعمد مطرب كان يغني إلى حدود ما قبل حصار قطر في سنة 2017 إلى كل أطراف الخليج، ليأتي منذ أسابيع في وسط أزمة كورونا ويطلق أغنية سماها “بنعدي” تم إعدادها بدعم من الهوية الإعلامية المرئية للإمارات، وكأنها صممت لاستهداف دولة قطر، ذلك أن الجسمي بدأ أغنيته بخطابات زعماء الخليج واستثنى أمير قطر، وكأن دولة قطر موجودة في شمال إفريقيا أو أمريكا اللاثينية، ورغم أن الخليجيين عامة لا يتفاءلون بأغاني الإماراتي حسين الجسمي، فإن هذا السلوك يسيء إليه وإلى الجهات التي أملت عليه أغنية عنصرية بهذا الشكل، فالفن عالمي وموجه لكل البشرية إذا كانت الأغنية التي أطلقها الجسمي تسمى فنا، وأذَكر معدي هذا الأغنية وموجهي الجسمي لأنني أتوقع من الإماراتيين إعداد أغنية تُهاجم المغرب ماداموا قد أطلقوا ذبابهم الإلكتروني في كل الجهات، أننا نحن في شمال إفريقيا وفي أوج الأزمات مع الجزائر، كانت مجموعة ناس الغيوان ومجموعة لمشاهب تُغني في العاصمة الجزائر ووهران وبشار ولا أحد منع مطربين مغاربة أو جزائريين من كسر الحدود لأننا نعتبر الفن إنسانيا وينشد السلام وليس عسكريا مثل أغنية “بنعدي” التي تجعل من دولة قطر المحاصرة خارج منظومة الخليج ،ويتمنى فيها الجسمي بطريقة عنصرية النجاة للخليج بدون قطر.
تحريض إماراتي للذباب والعربية ضد المغرب: قناة أخبار صناديق البيض
ويبدو أن السلوك العدائي الصادر من داخل دولة الإمارات في زمن كورونا لا يقف عند حدود الخليج، بل يصل إلى المغرب مرة أخرى، فبعد استعمال قناة أبو ظبي والعربية في السنة الماضية ضد المغرب للمس بسيادته الترابية، وبعد توظيف المستشار علي النعيمي ومغاربة القذافي من داخل هيئة مجلس الأقليات المسلمة لمحاولة المس بعقيدة مغاربة أوروبا وتغيير اختيارهم للمذهب المالكي، يأتي توظيف قناة العربية في زمن كورونا مرات متعددة للمس بصورة المغرب، حيث عمدت هذه القناة التي تدار من طرق السلطات الإماراتية وليس السعودية، كما يعتقد البعض، إلى عرض فيديو مستشفى سطات حول السيدة التي كانت في قاعة المستعجلات وتقول إنها “مهملة وتعاني من الجوع “، عرضت هذا الفيديو مرات متعددة في نشراتها الإخبارية الرئيسية ولم تكلف نفسها فيما بعد التحري ونشر بلاغ وزارة الصحة المغربية الذي أبطل أكاذيب هذه السيدة وأكاذيب العربية نفسها، لتعود بعد ذلك الى مهاجمة كمامة العثماني أثناء وجوده في البرلمان، ولم ينتبه الإماراتيون في هذا التحريض إلى خطأ كبير يكشف استهدافهم للمغرب لما أطلقوا ذبابا الكترونيا ضد المغرب يشير إلى “ثورة جياع قادمة “، فالأمر يشير إلى وجود خيط ناظم يجمع ما نشره الذباب الإلكتروني الإماراتي وما تنشره قناة العربية منذ أيام، فالأمر يتعلق بحملة إماراتية هدفها النيل من صورة المغرب بوصفه أنه مقبل على الجوع.
ويبدو أن معدي هذا السيناريو التحريضي لم يسبق لهم زيارة المغرب ولا دراسة جغرافية المغرب ودعاماته الاقتصادية، فالحرب الإعلامية كلها تنطلق من دولة الإمارات وبتوجيه من قادتها، وقناة العربية نفسها توجه من الإمارات ضد السعودية أحيانا، حيث عرضت قناة العربية في الأيام الأخيرة عنوانا خبريا في نشراتها فيه الكثير من الاستهزاء بالسعودية نفسها مالكة القناة لما جاءت في أول عنوان لنشرة رئيسية لها تتحدث عن حل أزمة البيض في السعودية في زمن جائحة كرورنا، وبعدها بيومين عرضت قنوات أبوظبي ودبي والعربية نفسها صورة طائرات بيض تصل من أبوظبي إلى السعودية، إنها ألاعيب إماراتية مكشوفة، فلا يمكن لقناة العربية أن تكون فوق أرض الإمارات ولا تُوجه من طرفها، وهي الدولة التي تراقب الطير الذي يدخل أجواءها وليس الإمارتيين والمقيمين فقط.
صحفي مغربي من قناة دبي يطلق أخبار غريبة في منتصف الليل
ولكي تتضح صورة سيناريو العداء للمغرب أكثر، فإن مشهدا غريبا خرج ليلة الأربعاء قبل منتصف الليل من مغربي يشتغل مراسلا لقناة دبي من فرنسا، حيث دون في صفحته قائلا “الآن :تبادل لإطلاق النار بين وحدة من الجيش المغربي ومسلحين تابعين لانفصاليي البوليساريو تنتهي بفرارهم من منطقة الكركرات “.
ويضيف بعد دقائق “ الآن :قوات مغربية تتدخل ضد مليشيات تابعة لانفصاليي البوليساريو في منطقة الكركرات، وتحبط محاولتها السطو على شاحنات مغربية كانت في طريقها نحو موريتانيا محملة بالخضر والفواكه ..”.
وتبدو هذه المعلومات المتناقضة بين التدوينتين غريبة، ليس من حيث مضمونها لأنه لم يؤكدها أي موقع إعلامي، ولكن من حيث توقيت إطلاقها والأهم مصدر إطلاقها من طرف صحفي مغربي مراسل لقناة دبي مقيم في فرنسا، فالأمر يؤشر على أول مخاطر التواجد الإماراتي شمال موريتانيا، فالحرب الإعلامية بالمغرب لن تأتي من ذباب العربية، بل أن المصدر سيصبح قادما من شمال موريتانيا ومن الساحل الأطلسي لموريتانيا، فالإمارات أحكمت السيطرة على ميناء نواديبو ومطار نواكشوط وباتت لها قاعدة عسكرية شمال موريتانيا، وتزايد الخطر بات ملاحظا، لذلك ينبغي الانتباه إلى المؤشرات التي يحملها هذا الخبر في منتصف الليل، هناك حرب إعلامية بدأتها الإمارات من شمال موريتانيا، وتساؤلات كثيرة تثار حول ظاهرة أباطرة المخدرات الذين يحاولون اختراق المغرب من الجنوب، فتساؤلات كثيرة تثار حول انتقال منصات أمريكا اللاثينية وتغيير خطوط الأباطرة الدوليين للمخدرات التي تخترق شمال موريتانيا.
سلوكات إماراتية كثيرة تدل على أنها أعلنت الحرب على المغرب، حرب ستزيد العزلة حول الإمارات نفسها، فالمغرب قوة إقليمية، ومواقفه في اليمن وليبيا ودعمه لقطر ضد الحصار وفي المونديال القادم وطريقة تدبيره لجائحة كورونا تجعله قوة قادرة على التصدي لكل المخاطر والمناورات، وسيكون من الخطأ أن تراهن سلطات الإمارات على العربية أو سكاي نيوز أو قناة “الشرق “ التي يتم إعدادها في دبي للتأثير في الرأي العام المغربي، فالإمارات تحتاج هي نفسها لسنوات طويلة لتصحيحها صورتها قبل إعداد ذباب الكتروني للهجوم على دول ذات تجارب ناجحة مثل المغرب أو قطر أو تركيا.
*رئيس المركز الاطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني
يبدو ان الجزاءر تخطط سقوط نظام بوتفليقة بقليل الى شن حرب على المملكة المغربية …حرب على عدة محاور اشرسها الواجهة الاطلسية…اي انزال على ساحل المحيط الاطلسي بين العيون ومدينة الداخلة من جهة و المحور الثاني جوا انطلاقا من القاعدة العسكرية الاماراتية في شمال موريطانيا ثم حرب تشنها مرتزقة البوليزاريو والجزاءر على طول الشريط الحدودي…للاشارة منذ عدة شهور خلت اقدمت الجزاءر على حفر خندق فاصل بين الحدود الجزاءرية المغربية عرضه قرابة 4 امتار…بدعوى محاربة التهريب والمتسللين!
لعل رفض الجزاءر للمساعدات الطبية والغذاءية المقدمة من المغرب في عز وباء كورونا …يؤشر على الحقد الدفين للجارة الشرقية …