تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد عتبة النصف مليون في أميركا اللاتينية، في حين تخطت الوفيات في المنطقة 28 ألفا، وفق تعداد أجرته وكالة الأنباء الفرنسية استنادا إلى إحصائيات رسمية. كما تجاوز عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس في الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضررا من الوباء، 87 ألف وفاة اليوم، وتخطت الإصابات عالميا أربعة ملايين و700 ألف حالة، والوفيات أكثر من 310 آلاف. يتزامن ذلك مع بدء ارتفاع أصوات رافضة لإجراءات الحجر والتباعد الاجتماعي التي سنتها الدول لاحتواء الفيروس، خاصة في أوروبا، حيث خرجت مظاهرات غاضبة في كل من ألمانيا وبريطانيا وبولندا.
وقد أكدت شبكة “سي إن إن” الأميركية وجود خلافات بين البيت الأبيض ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، وذلك على خلفية آليات تعقب الإصابات بفيروس كورونا في أميركا وشروط إعادة فتح البلاد أمام الحركة التجارية والأعمال.
وكان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما قد انتقد -في وقت سابق- تعامل مسؤولي بلاده مع جائحة كورونا، في توبيخ علني نادر للإدارة الحالية. وقال أوباما في خطاب عبر الإنترنت لخريجي الجامعات -دون أن يذكر اسم خلفه دونالد ترامب أو مسؤولين محددين- “أكثر من أي شيء، هذا الوباء مزق الستار نهائيا على فكرة أن الكثير من الأشخاص المسؤولين يعرفون ما يفعلونه”، وأضاف أن “الكثير منهم لا يظهرون حتى أنهم مسؤولون”.
على صعيد آخر، خرجت مظاهرات في دول أوروبية عدة رفضا لإجراءات العزل الصحي، حيث تظاهر آلاف المواطنين في مدن ألمانية عدة أمس السبت احتجاجا على القيود المفروضة للحد من انتشار الفيروس. وشارك المئات في المظاهرة التي أقيمت بميدان روزا لوكسمبورغ وسط العاصمة برلين، رافعين لافتات كتبوا عليها عبارات مثل “أوقفوا الإرهاب الصحي”، و”الإنذار الزائف لكورونا”.
كما خرج آلاف الألمان في كل من شتوتغارت وميونيخ وفرانكفورت إلى الشوارع، للتعبير عن غضبهم حيال خطط تطعيم محتملة أو رقابة مفترضة من الدولة. وفي 6 مايو الجاري أيضا فضت الشرطة الألمانية مظاهرة احتجاجية ضد التدابير المعلنة لمواجهة كورونا في برلين.
اعتقالات
وفي بريطانيا، ألقت شرطة لندن القبض على 19 شخصا أمس لخرقهم عمدا إرشادات التباعد الاجتماعي احتجاجا على القواعد، في أول عطلة نهاية أسبوع منذ أن أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون تخفيفا طفيفا للإجراءات. وقالت الشرطة إن مجموعة في هايد بارك بوسط لندن كانت تحتج على استجابة الحكومة لجائحة كورونا، ولم تمتثل لطلبات التفرق المتكررة.
وقال لورانس تايلو نائب مساعد رئيس شرطة العاصمة في بيان “كان مخيبا للآمال أن مجموعة صغيرة نسبيا في هايد بارك تجمعت للاحتجاج على اللوائح، في خرق واضح للقواعد، لقد عرضوا أنفسهم والآخرين لخطر الإصابة”.
وفي بولندا، استخدمت الشرطة في العاصمة وارسو الغاز المدمع أمس السبت، لتفريق محتجين كانوا يطالبون الحكومة بتعجيل السماح بعودة الأنشطة التجارية المتوقفة في إطار جهود مكافحة كورونا. واحتشد مئات المحتجين في وارسو حاملين لافتات تقول “العمل والخبز”، و”ستعود الأمور إلى طبيعتها مجددا”.
وخففت بولندا بشكل مطرد القيود في الأسابيع الأخيرة في محاولة للحد من آثارها على الاقتصاد، ومن المتوقع أن تعيد صالونات تصفيف الشعر والمطاعم فتح أبوابها اعتبارا من يوم غد الاثنين، في ظل إجراءات جديدة للسلامة. لكن المحتجين الذين احتشدوا مرارا خلال الأسابيع الأخيرة يقولون إنه ينبغي تخفيف القيود بدرجة أكبر للحفاظ على مصادر عيشهم.
تعليقات الزوار ( 0 )