شارك المقال
  • تم النسخ

الأنصاري: النخبة الدينية في مالي التي شاركت في الحراك مقربة من المغرب

أكد حمادة الأنصاري، وهو صحافي وناشط مدني من دولة مالي، أن التغيير الحاصل في مالي والذي تُوج بتدخل الجيش للإطاحة بالرئيس السابق جاء في سياق أزمة سياسية عصفت بالمصالحة في مالي.

وأشار حمادة الأنصاري، والذي يوجد حاليا في باماكو، أن الانقلاب على الرئيس السابق كيتا لم يكن سوى نتيجة أزمة حادة بين النظام والحراك الشعبي الذي قادته نخب سياسية ودينية، بعضها مقرب من المغرب مثل شريف نيورو أحد البارزين في دعم الحراك ضد كيتا من أصول مغربية وينتمي إلي  الطريقة التيجانية  وتربطه علاقات متميزة مع المغرب.

إليكم الحوار مع حمادة الأنصاري، رئيس جمعة محمد السادس للسلم في مالي.

ماهي أسباب تدخل الجيش في مالي؟

هناك أسباب كثيرة ومتداخلة جعلت الجيش في دولة مالي يتدخل للوقوف إلى جانب الحراك الشعبي، ومن بين الأسباب نذكر على سبيل المثال تفشي الفساد في المؤسسة العسكرية وسوء إدارة العمليات ضد الجماعات الإرهابية المسلحة مما ادي الي تضاعف عدد القتلى في صفوف الجيش المالي بشكل مستمر.

كما يؤكد ايضا تقرير الأمم المتحدة عن تورط بعض قيادات الجيش والمخابرات المالية فيما يجري من أحداث وسط البلاد وعرقلة المصالحة الوطنية بين الحركات الأزوادية وبماكو، وأيضا إقالة الرئيس المالي المطاح به لنائب رئيس الحرس الجمهوري ومحاولة القبض عليه في اليوم الموالي.

أضف إلى ذلك المأزق السياسي بين النظام وحراك الخامس من يونيو _القوي الوطنية للتغيير خصوصا عقب رفض طرفي الأزمة من تنفيذ مقترحات الايكواس التسوية منذ بداية المشكلة.

ولهذا صرحت اللجنة التي تمثل قادة الانقلاب العسكري بأنها مضطرة للتدخل وتحمل مسؤولياتها الوطنية، وهو مارحب به الحراك الشعبي والرأي العام الوطني  المالي منذ باب اخف الضررين.

وما دور الإمام الشيخ ديكو في الحراك؟

 وبالنسبة للإمام والشيخ محمود ديكو فله تاريخ طويل في العمل الإسلامي كرئيس سابق للمجلس الأعلى في مالي وتعامله مع الساسة ، ويعرف بمواقفه ضد سياسات الحكام كمعارضته لقانون الأحوال الشخصية سنة 2009 واجبار الرئيس توري لتعديله  كما كان من المؤيدين الاوائل للرئيس المخلوع منذ ترشحه للانتخابات الرئاسية في سنة 2002 وقد استمر في دعمه له الي غاية وصوله الي السلطة سنة 2013 .

كما قاد الشيخ والإمام ديكو مفاوضات بينها الجماعات الإسلامية (الإرهابية) والحكومة المالية للافراج عن المعتقلين العسكريين سنة 2012_2013.

ويتمتع بكاريزمية فريدة  إذ استطاع ان يقود كسلطة روحية موزاييك حرا ك الخامس من يونيو رغم تنوعه (مكونات الحراك ) الايديولوجي من ماركسيين .اسلاميين .ليبراليين واشتراكيين ورجال دين (شيخ نيورو نموذجا) بالإضافة إلي السلفيين

لماذا تتهم دولة الإمارات من خلال الإعلام الموالي لها أن ما حدث من تأثير قطر وتركيا والاخوان؟

 لا أعتقد أن للدولتين تأثير بهذا الحجم في مالي. لذا قد تكون تلك الاتهامات في إطار الصراع الخليجي- الخليجي -التركي…

ولا ننسى أن الإمارات تربطها علاقات وطيدة مع نظام كيتا من خلال رجال الأعمال ومساعدات محاربة الإرهاب لدرجة أن وسائل إعلام محلية تشير بأن الإمارات هي من الجهات التي رشحت باستقبال الرئيس المخلوع.

وباعتبارك انت رئيس جمعية محمد السادس للسلام، فما موقع المغرب مما يجري في مالي؟

لعبت الدبلوماسية المغربية دور الوساطة منذ بداية الاحتجاجات عبر سفيرها ببماكو إذ تقابل أكثر من مرة مع محمود ديكو في هذا الخصوص… وتشير بعض وسائل الإعلام كمجلة جون أفريك بأن ملك المغرب نجح في تقريب وجهات النظر بين طرفي الأزمة لدرجة أن ديكو قد تنازل في تلك الفترة عن مطلب استقالة الرئيس… ووفقا للمبادئ للسياسة المغربية فإنها ضد الانقلابات العسكرية وتؤيد في نفس الوقت مطالب الشعوب العادلة.

هل الزعماء الدينيون مثلا مقربون من المغرب؟

صحيح أن الجانب الديني له تأثير كبير  في العلاقات التاريخية المتميزة بين الشعبين الشقيقين المغربي والمالي، وحسب المعلومات  التي تروج من  لدن  النخب المالية والشارع المالي عن أن  محمد ولد الشيخ حماه الله أحد البارزين في دعم الحراك ضد كيتا من أصول مغربية وينتمي إلي  الطريقة التيجانية  وتربطه علاقات متميزة مع المغرب.

كما أن الماليين ينظرون دائما بالرضي والقبول للمواقف الشجاعة والنبيلة للمغرب الذي وقف دائما بجانب مالي وشعبها في عدة مواقف وازمات يسجلها التاريخ ويتذكرها الماليين في كل لحظة.

هل ترون في المغرب يقف مع الرئيس السابق أم مع مطالب الشعب في التغيير ؟

المغرب دائما واضح في قرارته وانه دائما ضد  الانقلابات العسكرية كما أشرت سابقا ويؤيد في نفس الوقت  مطالب الشعوب العادل .

وبيان وزارة المغربية أكد أن المملكة المغربية تدعو إلي الحوار وتغليب المصلحة العليا للبلاد  واستقراها وطمانينة وفق تطلعات الشعب المالي وإلي التحلي بروح المسؤولية وقيم التسامح والسلم والوفاق الوطني المتجذرة بين الماليين من أجل استعادة الهدوء والاستقرار من أجل العودة الي النظام الدستوري فيه البلد الذي سيبقي المغرب ملتزما الي جانبه في قضاياه العادلة ومطالب الشعب المالي في العيش في وطن يسوده الامن والاستقرار والتنمية ويتقدم دائما لي الامام.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي