Share
  • Link copied

الأحزابُ السياسيةُ تشيدُ بالخطابِ الملكيِّ وتثمّنُ توجيهاتهِ لـ”إنعاش الاقتصاد”

أشادت الأحزاب السياسية المغربية، بالخطاب الملكي الذي ألقاه الملك محمد السادس، مساء الأربعاء الماضي، بمناسبة الذكرى الـ 21 لعيد العرش، والذي تزامن هذه السنة مع عيد الأضحى، مثمنين التوجيهات التي تضمنها لإنعاش الاقتصاد الوطني في مرحلة ما بعد جائحة كورونا التي تعرفها المملكة منذ شهر مارس المنقضي.

وقال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الـ 21 لعيد العرش حمل طابعا إستراتيجيا، “خصوصا في المرحلة الدقيقة التي تمر منها بلادنا والمتعلقة بجائحة كورونا، حيث جاء الخطاب بعد أن قام بتشخيص ردود فعل المغرب والمغاربة وكيف تعاملت بلادنا مع الجائحة، ليقول إن لها تأثيرات اقتصادية واجتماعية بعيدة المدى”.

وأضاف العثماني في تصريح للقناة الإلكترونية لـ”البيجيدي”، أن الملك وجه دعوة من أجل وضع خطة لإنعاش الاقتصاد الوطني، “ووضع رؤية واضحة لبرنامج الحماية الاجتماعية لمواجهة تداعيات الجائحة”، مسترسلا بأن “جلالته أكد على ضرورة توسيع التغطية الصحية للمهن الحرة والأحرار المستقلين غير الأجراء في أفق أن يكون توسيع التغطية الاجتماعية كاملا على مدى 5 سنوات”.

وشدد الرجل الأول في حزب “المصباح” على ضرورة إعطاء التوجيهات الملكية أهمية قصوى، مؤكدا أن الحكومة “ستبدأ العمل في هذا الاتجاه، كما أننا في حزب العدالة والتنمية ستنخرط انخراطا كاملا لا في موقعنا في الحكومة ولا في الأغلبية الحكومية والبرلمان وفي الجماعات الترابية لتحقيق هذا الهدف الضروري لبلادنا ولمواطنينا ومواطناتنا”.

واعتبر العثماني الخطاب الملكي، خطاب “التفاؤل والنظرة الإيجابية للمستقبل”، مشيرا إلى افتتاح الملك لخطابه بالحديث عن “بشائر الخير وتزامن عيد العرش مع عيد الأضحى، وهذا من التفاؤل بالخير”، منبها بـ”اعتزاز جلالته وافتخاره بما أظهره المغاربة من تضحيات وتعاون أمام التحديات التي واجهت بلادنا في هذه الجائحة والتي بينت معدن المغاربة، قبل أن يختم جلالته خطابه بالآية الكريمة (لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسرٍ يسرا)، صدق الله العظيم”.

ومن جانبه قال عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات والتنمية القروية، والأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار: إن الخطاب الملك الأخير “خطاب تاريخي، وخطاب تجلت فيه روح الإنسانية العالية كما العادة، لصالحب الجلالة التي يشمل بها المواطنين المغاربة جميعا، وخصوصا في الجانب الصحي”، مسترسلا:”الحمد لله أن التدابير الاستباقية التي اتخذها الملك، جنبتنا الأسوأ في ظل كورونا، كما تجلى في الخطاب الواقعي، الحديث عن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية”.

وتابع أخنوش في تصريح للقناة الإلكترونية لحزبه، بأن “الملك طلب بأن يكون هناك مبدآن أساسيان لابد من الاشتغال عليهما، الأول هو الحفاظ على كرامة المواطن بالحفاظ على الشغل، والثاني الحفاظ على دخل المواطن، ولكي نتمكن من تحقيق هذه النقاط، جاء صاحب الجلالة ببرنامج إنعاش الاقتصاد الوطني بـ 120 مليار درهم أي 12 مليار دولار، التي يجب أن تضخ في الاقتصاد لكي تكون هناك حركية ودينامية جديدة، إلى جانب إحداث صندوق الاستثمار الاستراتيجي الذي سيواكب الإشكاليات التي تعانيها المقاولات المغربية”.

وأردف الأمين العام لـ”الحمامة”، أن “الشق الاجتماعي هو أهم البرامج، والذي سيجعل المغرب يحقق العدالة الاجتماعية بشكل أكبر في البلاد، من أجل أن تكون هناك تغطية صحية شاملة، في أفق 5 سنوات، حيث سينطلق برنامجها بداية من السنة المقبلة”، مشيرا إلى أن هذه النقط جميعها، “إيجابية وحين تجتمع تعطي عددا من الحلول وتبين بأن هناك تفاؤلا في الخطاب الملكي الذي يرى للأمام لكي نتمكن من البناء”، مؤكدا:”نحن كحزب لا يمكننا إلا أن نثمن هذا الخطاب القوي والشامل، ونشتغل في المستقبل على تنزيله من جميع مواقعنا، سواء التأطيرية أو داخل المؤسسات أو داخل الحكومة”.

ومن جهته أيضا، أشاد عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، في تصريح متلفز، بمضامين الخطاب الملكي، الذي أعطى “مجموعة من التصورات المستقبلية للقيام بها، عبر الاهتمام بالمؤسسات العمومية، وخلق ما يسمى بالوكالة التي ستهتم بتسييرها ومراقبتها، وثانيا خلق الصندوق الاستراتيجي للاستثمار، وثالثا دعم الاستثمار الوطني، وإعادة النظر في المؤسسات الاجتماعية التي يمكن أن توفر التأمين الصحي”.

كما أثنى نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، في حديثه لوسائل الإعلام، على “المقاربة الملكية التي كانت مقاربة متعددة الجوانب، وفيها الاستباقية والبعد الإنساني والبعد الصحي والبعد الأمني والبعد المرتبط بالتضامن”، مضيفا:”يمكننا القول بأن المغرب حقق إنجازات كبيرة في مواجهة فيروس كورونا، بالمقارنة مع العديد من الدول المتقدمة، وقد سيطر شيئا ما على نتائج انعكاسات الجائحة على صحة المواطنين والمواطنات”.

في ذات السياق، أوضح نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في تصريح تلفزيوني، بأن الشق الاقتصادي والاجتماعي كانا حاضرين بقوة في الخطاب الملكي، مشيرا إلى أن “صاحب الجلالة أكد على أن هناك مجهودا قويا سيبذل من أجل دعم الاقتصاد الوطني لتحريك النسيج الاقتصادي، وهذا مرتبط بأن الجائحة أظهرت مستوى كبيرا من الفقر والهشاشة في بلادنا، الأمر الذي يقتضي أن نلتف جميعا حول هذه التوجيهات التي ترسم عمليا المستقبل بالنسبة لبلادنا”.

محمد ساجد، الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري، قاله إن هناك جانبا أساسيا ركز عليه الملك في خطابه الأخيرة، وهو “الجانب الاجتماعي وضرورة الاستفادة من التجربة التي مر بها المغرب، بعد تفشي فيروس كورونا، والتي اكتشفنا من خلالها نقط ضعفنا وضعف النظام الاجتماعي في بلادنا”، مسترسلا بأنه بات من الضروري أن نباشر الإصلاحات المهمة لتمكين جميع المواطنين من الحماية الاجتماعية”.

وكان الملك محمد السادس، قد ركز خلال خطابه بمناسبة الذكر الـ 21 لتربعه على العرش، الذي وصف بأنه استراتيجي ويحمل خطة للنهوض بالبلاد في مرحلة ما بعد جائحة كورونا، _ركز_ على الانعكاسات السلبية لجائحة فيروس كورونا بالمغرب، على المجالين الاجتماعي والاقتصادي، معطيا خطة طموحة من أجل إنعاش القطاعين، عبر ضخ 12 مليار دولار في الاقتصاد الوطني، والحث على ضرورة الحفاظ على مناصب الشغل والحفاظ على الدخل، إلى جانب تعميم التغطية الصحية.

Share
  • Link copied
المقال التالي