نشرت صحيفة “الـ إسبانيول” تقريرا (الأربعاء)، سلطت فيه الضوء على “الاختراقات الدبلوماسية” المغربية لعدد من الدول العظمى، وتنويع الشركاء الاقتصاديين، دون أن تحد الجائحة من طموحات المملكة، مؤكدة أن الرباط لم تتوقف للحظة واحدة عن إقامة علاقات تجارية مع إسرائيل والولايات المتحدة، وفرنسا ثم روسيا، بينما تنتظر إسبانيا دورها لعقد القمة المرتقبة رفيعة المستوى.
وشددت الصحيفة الإسبانية واسعة الانتشار، على أن مصالح فلاديمير بوتين في الأراضي المغربية، غطت قطاعات متنوعة، نظير صناعة البتروكيماويات والهندسة المدنية والتعدين، وأيضًا كل ما يحيط بالصناعة العسكرية، كما أن موردو الصناعة العسكرية هم بامتياز الولايات المتحدة وفرنسا.
وأوضح المصدر ذاته، أن هذان البلدان هما مفتاح المغرب من أجل التجديد المستمر لقواته الجوية والبحرية والبرية، وأن الولايات المتحدة هي المسؤولة بشكل أساسي عن إمداد المغرب بمقاتلات F-16 وطائرات “البريداتور” بدون طيار والأسلحة وطائرة “لوكهيد مارتن” الأمريكية F-35 قريبا.
ولفتت الصحيفة الإسبانية، إلى أن ما لا يملكه المغرب في الوقت الحالي هو غواصة، وهي حقيقة كان المغرب يسعى إليها على مدى سنوات عديدة، والتي تلعب فيها روسيا الآن دورًا أساسيًا في فرضية تصنيعها، من أجل خلق توازن عسكري بغرب المتوسط، وتقوية سياسة المغرب الدفاعية.
الغواصة المغربية القادمة
وقالت تقارير، إن المغرب أبرم صفقة شراء أسلحة ثقيلة من بينها غواصة “أمور 1650″مع شركة مبيعات الأسلحة الروسية “Rosoboronexport” عام 2013، حيث أكد فيكتور كوماردين نائب مدير الشركة، أن روسيا تعتزم تطوير التعاون العسكري مع المغرب”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الزيارة الملكية لعام 2016 إلى الكرملين، مكنت المغرب بفضل الاتفاقيات ذات الطابع العسكري، من الحصول على أزيد من 18 صاروخ مضاد للسفن مقابل 300 مليون يورو، بينما لا يُعرف الكثير عن هذا الاتفاق المسبق، سوى أن المغرب كثف جهوده في 2019 للاستحواذ على غواصات يونانية، رداً على تسليح الجزائر.
ومنذ ذلك الحين، يضيف المصدر ذاته، لم يتخل المغرب عن جهوده للحصول على غواصة، وهي الحلقة الوحيدة المفقودة في القوات البحرية المغربية، إلا أن المسار المتجدد للعلاقات الدبلوماسية مع الكرملين، من شأنه أن يعزز وجود الغواصة الروسية “أمور 1650” في المياه المغربية.
وذكرت الصحيفة، أن الغواصة الروسية، “أمور 1650″من حيث المواصفات، ليست غواصة نووية، لكنها لا تقل صلاحيتها عن ذلك، حيث تم تجهيزها بنظام الدفع AIP (الدفع المستقل الجوي)، الذي يسمح لها بالبقاء لفترة أطول دون العودة إلى السطح أو استخدام أنابيب التنفس لتزويد المحركات بالأكسجين.
ووفقًا للورقة الفنية لشركة “روسوبورون إكسبورت” الروسية المتخصصة بتصدير الأسلحة والمعدات العسكرية، فقد تم تصميم “أمور 1650” لتدمير الغواصات والسفن، والقيام بمهامات استطلاعية”، ويبلغ طول قاعدتها 83.3 مترًا، وقطرها 7.4، بينما تصل إلى عمق 400 متر، وذلك بسرعة 19 عقدة.
وتتسع الغواصة الروسية إلى ما يصل إلى 38 من أفراد الطاقم و6 أنابيب إطلاق وسعة تخزين تقدر بـ 18 صاروخًا وطوربيدات وألغام، وفي الوقت الحالي، لم يتم بناء أي وحدة من طراز “أمور 1650” على الرغم من حقيقة أن روسيا كانت تعرضها على عملاء محتملين مختلفين مثل الهند، التي رفضتها في عام 2005.
ومن المتوقع أن يكون للغواصة التالية قاعدة الكازارجير العسكرية المغربية، في منتصف الطريق بين سبتة وطنجة، وموقع استراتيجي للمراقبة وسيكون بمثابة “مفتاح” لمضيق جبل طارق، مع إمكانية دخول كل من المحيط الأطلسي في المياه القريبة من الصحراء الغربية وجزر الكناري والبحر الأبيض المتوسط، يردف المصدر ذاته.
الغواصة الاسبانية
وتمتلك البحرية الإسبانية زوجًا من الغواصات التشغيلية من فئة Agosta أو Galerna-class S-70، التي تم تطويرها بواسطة أحواض بناء السفن الفرنسية DCN في السبعينيات، وتم ترخيصه للبناء في أحواض بازان في المدين الساحلية قرطاجنة.
وتعد S-71 غاليرنا و S-74 ترامونتانا الغواصات الوحيدة التي تعمل حاليًا، وتقوم البحرية بإجراء صيانة عميقة، ومن المتوقع أن تطفو غواصة “بيرال” S-81، الحديثة ما بين مارس وأبريل من عام 2021، وذلك بعد حوالي ستة أشهر من التاريخ المقدر الذي تأخر جراء جائحة فيروس كورونا.
وقبل هذا التأجيل، تم تحديد التسليم النهائي للغواصة S-81 إلى البحرية في شتنبر 2022. لذلك ليس من المستغرب أن تبدأ أخيرًا في النصف الأول من عام 2023 عندما تبدأ العمل ضمن السلاح العسكري. الشيء نفسه معS-82 نارسيسو مونتوريول، وS-83 كوزمي جارسيا، وS-84 ماتيو غارسيا دي لوس رييس؛ بإيقاع يمتد من نهاية عام 2024 إلى بداية عام 2028. إذا لم تتراكم التأخيرات.
وأشارت الصحيفة، إلى أن طول الغواصة جاليرنا يبلغ 67.57 مترًا، وعرضها 6.8 مترًا، وتزن 1490 طنًا، بسرعته 12 عقدة، وبطاقة استعابية لأزيد من 60 شخصا، أما S-80 ، فيبلغ طولها 80.81 مترًا، وعرضها 11.68 مترًا، وتزن 3700 طن، وبعمق 460 مترًا.
وما يزيد قلق الإسبان هو أن “أمور 1650″، تعتبر أكثر تقدما وذات قدرات تكنولوجية ونظم حرب متطورة مقارنة بـ غواصات “إس 80” التي تتوفر عليها إسبانيا حاليا.
تعليقات الزوار ( 0 )