حمل استخدام الملك محمد السادس، لمصطلح الدولة عوض الحكومة، في خطابه الذي ألقاه يوم أمس الخميس الـ 20 من غشت، بمناسبة الذكرى الـ 67، لثورة الملك والشعب، الكثير من الدلالات والمؤشرات، التي توحي بالتوجه نحو حالة الاستثناء.
وفي هذا السياق، قال عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، في تصريح لجريدة “بناصا”:”لوحظ أن الخطاب الملكي، في ليلة أمس، يشير مرات متعددة إلى الدولة وليس حكومة العثماني الحزبية، وهذا يعني أن أزمة الوباء تعوم على حكومة العثماني وتجاوزتها”.
وأضاف اسليمي بأن الخطاب الملكي جاء “ليجيب على العديد من الأسئلة التي ظل يطرحها المواطنون والمواطنات طيلة الأسابيع الماضية، الشيء الذي يعني أن الملك تواصل بشكل مباشر مع كل مواطن، وهي المسألة التي لم تستطع حكومة العثماني الحزبية القيام بها، وتركت المجتمع عرضة للإشاعات”.
وتابع اسليمي، الذي يدرس العلوم السياسية في كلية الحقوق بأكدال الرباط:”يبدو أكثر أن الأزمة تجاوزت حكومة العثماني لما أشار الملك إلى لجنة علمية تتابع الوضع وتقدم مقترحات تشخيصية للوضع لاتخاذ قرارات”، لذلك، يضيف المنار:”فالخطاب الملكي في ليلة أمس يحمل مؤشرات إمكانية الذهاب نحو حالة الاستثناء”.
وأردف المتحدث نفسه:”البلاد باتت مهددة بالوباء، واستفحال الوباء يعد تهديدا تترتب عليه حالة الاستثناء، يضاف إلى ذلك أن اشتغال الحكومة الحزبية يوجد فيه خلل واضح، كما أن البرلمان أيضا الذي ارتكب مجموعة أخطاء في الدورة السابقة أثناء الجائحة، مما يعني وجود خلل في عمل الحكومة والبرلمان معا”.
واختتم اسليمي:”أعتقد أن خطاب ليلة أمس يعطي آخر فرصة لحكومة العثماني الحزبية، فالإشارة إلى الدولة، وليس الحكومة، يعني أن الوضع يتطلب المواجهة بطرق أخرى، ويتطلع إعادة ترتيب قواعد اشتغال السلطات العمومية، لذلك فأمام تصاعد خطورة الوباء وارتباك حكومة العثماني الحزبية بات ذهابها ممكنا”.
يشار إلى أن قرارات الحكومة، بقيادة سعد الدين العثماني، خلال فترة الجائحة، اتسمت بالارتباك في أكثر من مرة، الأمر الذي خلق الكثير من المشاكل، وعلى رأسها ما تسبب فيه قرار إغلاق المدن الذي جاء بشكل مفاجئ، ويرجع إليه سبب انتشار الوباء في باقي جهات المملكة.
تعليقات الزوار ( 0 )