قال عبد الرحيم المنار اسليمي رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، إن “طريق البوليساريو أوصل النظام العسكري إلى نفق مظلم، فالحاكمون للجزائر الذي ظلوا طيلة ستة وأربعين سنة يحملون ملفا واحدا أينما حلوا ، وصلوا اليوم إلى خيارات صعبة بين الحفاظ على البوليساريو وفقدان مصالح الجزائريين في كل مناطق العالم أو التخلي على البوليساريو وبناء جزائر جديدة بدبلوماسية جديدة”.
وأضاف اسليمي في تصريح لجريدة “بناصا”، أن هذا “الأمر خطير جدا لأنه لم يسبق لأي دولة في تاريخ العالم أن بنت كل سياستها الداخلية والخارجية على سجن كبير يسمى مخيمات تندوف”، متابعاً أن “النظام العسكري الجزائري يشعر اليوم، وهو يفقد القمة العربية بأنه أمام خيارات صعبة ولم يعد يعرف أين يتجه”.
وتابع رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، أن “البوليساريو تنفجر تدريجيا داخل التراب الجزائري وضياع القمة معناها الدخول في عزلة دولية قاتلة، والقمة لايمكن أن تنعقد دون حضور المغرب الذي قطع معه النظام العسكري علاقاته الدبلوماسية”.
لذلك يلاحظ اسليمي، أن “جناحا داخل الجزائر بدأ يبحث عن وساطة مع المغرب لإنقاذ القمة، بينما لازال جناح شنقريحة يعمل على التصعيد ضد المغرب، ولعل تصريح عمار بلاني الأخير مؤشر على انقسام حاد يجري حاليا بين الأجنحة الحاكمة في الجزائر بين من يريد إنقاذ القمة والبحث عن وساطة مع المغرب وبين من لازال يرفع سقف التوتر”.
وفي جميع الحالات، يردف اسليمي: “لم يسبق للنظام الجزائري أن وصل إلى هذا المازق منذ الاستقلال”، مبرزاً أن “تأجيل القمة معناه أن دول الجامعة العربية حذرة من حكام الجزائر وليس لها ثقة في الشعارات التي يرددها لعمامرة وتبون، ويبدو أن النظام العسكري لم تكن حساباته مضبوطة وهو يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب”.
وشدد اسليمي على أن “النظام العسكري الجزائري لم يكن يتوقع وهو يتفاوض حول انعقاد القمة العربية أن تواجهه الدول العربية بالتمسك بالوحدة الترابية للمغرب، فحكام الجزائر لم يكونوا يتوقعون أن يجدوا أنفسهم يحاكمون بتأجيل القمة العربية لأنه يحتضن كيان انفصالي مضاد لفكرة ومبادىء الجامعة العربية، ولعل نشر الجامعة العربية لخارطة المغرب كاملة كانت الرسالة الأولى التي لم يستوعبها شنقريحة ومن معه”.
تعليقات الزوار ( 0 )