شارك المقال
  • تم النسخ

استمرار غياب غالي يزيد الشّرخ داخل جبهة البوليساريو ويهدّد بفرارٍ جماعيّ وشيك

حالة من التخبط والاتهامات المتبادلة تعيشها جبهة البوليساريو الانفصالية بسبب استمرار بقاء إبراهيم غالي في إسبانيا، جراء متابعته من قبل القضاء في الجارة الشمالية للمغرب، حيث تسببت زيارة أخيرة قام بها أحد الوجوه البارزة في “جماعة الرابوني” إلى مستشفى سان بيدرو بلوغرونيو، في رجّة داخلية كبيرة.

وسبق لـ”بناصا”، أن تطرقت في مواضيع سابقة إلى الصراعات التي تشهدها الجبهة في تندوف، والتي تأتي بسبب حالة اليقين التي تعتري أبرز قادة التنظيم من أن عودة غالي إلى منصبه شبه مستحيلة في ظل الأزمة الدبلوماسية الحادة التي تسبب فيها استقباله من طرف حكومة مدريد، سرّاً، إلى جانب مرضه، وسنه الكبير، الذي يجعل من احتمالية وفاته واردةً جداً.

وما تزال الارتدادات التي أعقبت التصريحات التي أدلى بها القيادي في الجبهة، والذي يوصف بأنه الذراع اليمنى لغالي، سالم لبصير، إلى المستشفى الذي يتواجد به زعيم البوليساريو، والتي كشف خلالها أن هناك تخطيطاً لتهريب “قائد جماعة الرابوني”، متواصلةً، فبعد الاتهامات التي وجهها بعض الانفصاليين إليه، ظهر أن عدداً من مسؤولي التنظيم، مستمرّون في التحريض ضده.

واعتبر أتباع الجبهة بأن ما صرّح به لبصير لأحد المواقع الإلكترونية الإسبانية، ساذج للغاية، حيث قال إن الجبهة تخطط لتهريب غالي من الأراضي الإسبانية، وأنه لن يمثل أمام العدالة، وذلك بالرغم من استدعائه من قبل القضاء في الجارة الشرقية، وهو ما رآه مسؤولو التنظيم بأنه ضربة قاضية للتواجد الانفصالي في المملكة الإيبيرية، ومن شأنه أن يتسبب في تغيير موقف الأخيرة من “جماعة الرابوني”.

ومن بين القيادات التي استغلت تصريحات لبصير، من أجل مهاجمته بشدة، البشير مصطفى السيد، الذي عمّم رسالة على تطبيق التراسل الفوري “واتساب” على أتباع الجبهة والمقربين منه، حذّر فيها من سالم، وشكّك في كونه أحد العناصر المندسّة في وسط الجبهة، بالإضافة إلى تلميحه في أن يكون مُسرّب معلومات ومكان تواجد غالي.

وبالرغم من أن لبصير، خرج مرةً ثانية عبر صفحة لأحد النشطاء الانفصاليين، من أجل توضيح وتبرير ما وقع، إلا أن البشير، واصل تخوينه، متهما إياه بالعمالة للأجهزة الأمنية المغربية، وذلك في رسالة أخرى، بعثها عبر رقمه الشخصي إلى الأتباع، من أجل تصديقها، وهو ما اعتبره متابعون للتطورات الأخيرة التي تطرأ داخل البوليساريو، بأنها خطوة لإقصاء لبصير من احتمال خلافة غالي.

وأوضح البشير مصطفى السيد، في الرسالة التي بعثها لأتباع الجبهة، بأن لبصير، اختار في البداية إجراء حوار مع ما سماه بـ”ضابط صف في الاستخبارات الإسبانية”، قبل أن يعيد الخروج مرة أخرى، عبر صفحة تابعة لـ”ضابط صف في الاستخبارات المغربية”، في إشارة إلى خرجته الثانية التي جرت على صفحته أحد النشطاء الموالين للانفصاليين.

ويرى مجموعة من متابعي المستجدات الأخيرة التي تعرفها جبهة البوليساريو، بأن قضية غالي، قد تتسبب في اشنقاق كبير داخل التنظيم، عبر موجة هجرة كبيرة يمكن أن تقوم بها القيادة صوب الأراضي المغربية، سيما وأن عدداً من القيادات الموجودة حاليا بتندوف، بدأت بالفعل سلسلة من التخوينات والاتهامات بالعمالة، الأمر الذي جعل بعض المسؤولين يتحسسون رؤوسهم، ويبحثون عن طريقة للفرار.

يشار إلى أن إبراهيم غالي، ما يزال في مستشفى بإسبانيا يتلقى العلاج بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد، ومن المنتظر أن يمثل أمام قاضي التحقيق الإسباني في الأول من يونيو المقبل، وسط استمرار الصراع بين قيادات الرابوني، لتولي خلافته في حال عدم عودته، وهو ما يتوقعه مسؤولو البوليساريو في تندوف، الذين يرجحون ألا يعود الأمين العام للجبهة، إما بسبب وفاته، أو بسبب اعتقاله من الشرطة الإسبانية.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي