في خطوة قد تُحدث تحولًا كبيرًا في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، كشفت مصادر أوروبية عن نقاشات جارية حول إمكانية إلغاء متطلبات تأشيرة الشنغن أو تسهيل قواعدها لمواطني المغرب، وذلك في إطار الاستعدادات لاستضافة كأس العالم 2030.
وتأتي هذه الخطوة، التي لم يتم تأكيدها رسميًا بعد، في سياق تعزيز التعاون بين الدول المضيفة للبطولة: المغرب، إسبانيا، والبرتغال.
خلفية القضية
وستشهد كأس العالم 2030 حدثًا تاريخيًا بتنظيمها في ثلاث دول من قارتين مختلفتين، هي المغرب وإسبانيا والبرتغال.
وبالنظر إلى أن المغرب ستكون واحدة من الدول المضيفة، فإن الاتحاد الأوروبي يدرس تسهيل حركة الجماهير والوفود المغربية نحو دول الشنغن، وخاصة إسبانيا والبرتغال.
وتهدف هذه المبادرة إلى ضمان نجاح البطولة من خلال تسهيل تنقل المشجعين وزيادة الإقبال على المباريات. وتحظى بدعم كل من إسبانيا والبرتغال، رغم عدم إصدار أي بيان رسمي من جانبيهما حتى الآن.
تأثير إيجابي على السياحة
ويعتقد الخبراء أن إلغاء تأشيرة الشنغن أو تسهيل قواعدها للمغاربة سيكون له تأثير إيجابي كبير على السياحة في المنطقة.
فبالإضافة إلى زيادة عدد المشجعين الذين سيحضرون المباريات، ستشهد الدول المضيفة تدفقًا سياحيًا كبيرًا قبل وأثناء البطولة. وهذا الأمر سيعزز الاقتصاد المحلي ويعكس صورة إيجابية عن التعاون بين الاتحاد الأوروبي والمغرب.
شروط مسبقة وتحديات
رغم الإيجابيات المتوقعة، فإن هذه الخطوة ليست بسيطة. فقبل أن يتم التوقيع على أي اتفاقية لإلغاء التأشيرة، يجب على المغرب تلبية عدد من الشروط التي يفرضها الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك تعزيز أمن الحدود ومكافحة الهجرة غير الشرعية.
وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن تحظى المبادرة بدعم جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وهو ما قد يكون تحديًا في ظل التباين في المواقف السياسية بين هذه الدول.
أرقام وحقائق
ويُعتبر المغاربة من بين أكثر الجنسيات التي تتقدم بطلبات للحصول على تأشيرة الشنغن سنويًا. ففي عام 2023، قدم المغاربة 591,401 طلب تأشيرة، تمت الموافقة على 437,029 منها، بينما رُفضت 136,367 طلبًا.
وفي عام 2022، احتل المغاربة المرتبة الرابعة أيضًا بعدد طلبات بلغ 423,201، مع نسبة قبول وصلت إلى 282,301 طلب.
وتعكس هذه الأرقام الحاجة الملحة لتسهيل إجراءات السفر بين المغرب ودول الشنغن، خاصة في ظل العلاقات التاريخية والثقافية الوثيقة التي تربط المغرب بكل من إسبانيا والبرتغال.
وفي الوقت الحالي، تبقى هذه المبادرة في مرحلة النقاش، ولم يتم الإعلان عنها رسميًا من قبل الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، فإن نجاحها سيعتمد على مدى استعداد المغرب لتلبية الشروط الأوروبية، وقدرة الدول الأعضاء على التوصل إلى توافق في الآراء.
وإذا تمت الموافقة على هذه الخطوة، فستكون بمثابة علامة فارقة في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، وستسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي والسياحي بين الجانبين. كما ستكون رسالة قوية حول أهمية الرياضة كجسر للتواصل بين الشعوب والثقافات.
ويبقى كأس العالم 2030 فرصة ذهبية لتعزيز الروابط بين المغرب ودول الاتحاد الأوروبي، وإلغاء تأشيرة الشنغن قد يكون الخطوة الأولى نحو تحقيق هذا الهدف.
تعليقات الزوار ( 0 )