أعلنت السلطات الهايتية الأحد ارتفاع حصيلة الزلزال العنيف الذي ضرب الجزيرة صباح السبت، إلى 304 قتلى ومئات الجرحى والمفقودين إلى جانب أضرار مادية جسيمة، ما يعيد إلى الأذهان ذكريات زلزال 2010 المدمر.
وقال رئيس الوزراء أرييل هنري أن الحكومة أقرت حالة الطوارئ لمدة شهر داعيا السكان إلى التضامن وعدم الاستسلام للذعر، فيما عرض الرئيس الأمريكي جو بايدن المساعدة.
أدى الزلزال العنيف الذي ضرب هايتي صباح السبت إلى سقوط 304 قتلى على الأقل، ووقوع أضرار مادية جسيمة في جنوب غرب الجزيرة خصوصا، معيدا إلى الأذهان الذكريات المؤلمة لزلزال 2010 المدمر.
والزلزال الذي بلغت قوته 7,2 درجات ضرب البلاد عند حدود الساعة 8,30 (12,30 ت غ)، على بعد 12 كلم من مدينة “سان لوي دو سود” التي تبعد 160 كلم من العاصمة بورت أو برنس، حسبما أفاد المركز الأمريكي لرصد الزلازل.
وأدت الكارثة إلى انهيار كنائس ومحال ومنازل ومبان علق مئات من الأشخاص تحت أنقاضها. ويواصل السكان انتشال الضحايا، غالبا من دون تجهيزات خاصة، في جهود أشادت بها الحماية المدنية، قائلة إن “عمليات التدخل الأولى (…) أتاحت سحب كثيرين من تحت الأنقاض، فيما تواصل المستشفيات استقبال جرحى”.
كما قالت الحماية المدنية إن حصيلة ضحايا الزلزال ارتفعت إلى 304 قتلى على الأقل، إلى جانب مئات الجرحى والمفقودين، بعدما كانت أعلنت في حصيلة سابقة عن وجود 227 قتيلا.
وفي السياق، قال المسؤول عن مصالح الحماية المدنية جيري شاندلر في مؤتمر صحفي مساء السبت “أحصينا مقتل 160 شخصا في الجنوب، و42 في منطقة نِيب، و100 في منطقة غراند آنس، وشخصين في الشمال الغربي”. وعصر السبت، صرح شاندلر بأن ثلاثة مراكز استشفاء في بيستيل وكوراي وروزو بلغت أقصى قدراتها الاستيعابية.
وأعلن رئيس الوزراء أرييل هنري أن “الحكومة أقرت في الصباح حالة الطوارئ لمدة شهر عقب وقوع هذه الكارثة”، داعيا السكان إلى “التحلي بروح التضامن” وعدم الاستسلام للذعر. ومن المزمع أن يتوجه رئيس الوزراء على رأس وفد من المسؤولين المعنيين إلى المكان في الساعات المقبلة لـ”تقييم الوضع في مجمله”.
وعرض الرئيس الأمريكي جو بايدن المساعدة قائلا في بيان “أحزنني الزلزال المدمر الذي ضرب سان لوي دو سود في هايتي هذا الصباح”، مشددا على إعداد “استجابة أمريكية فورية” لـ”تقييم الأضرار” ومساعدة المصابين.
وكان مسؤول في البيت الأبيض قال لصحافيّين إن بايدن “أجاز استجابة أمريكية فورية وكلف مديرة الوكالة الأمريكية للمساعدة الدولية (يو إس إيد) سامانتا باورز تنسيق هذا الجهد”.
وعلى الساحل الجنوبي لهايتي، انهار فندق “لو منغييه” المتعدد الطبقات بالكامل في لاس كايس، ثالث أكبر مدينة في البلاد. وانتشلت جثة مالكه العضو السابق في مجلس الشيوخ بهايتي، غابرييل فورتوني، من تحت الأنقاض بحسب شهود. وأكد رئيس الوزراء وفاته في وقت لاحق.
وشعر سكان مجمل البلاد بالزلزال. وتعرضت مدينة جيريمي التي يقطنها أكثر من 200 ألف نسمة عند الطرف الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة، لأضرار كبيرة في وسطها المكون بصورة أساسية من منازل ذات طبقة واحدة.
وفي هذا الشأن، صرح جوب جوزيف، أحد سكان جيريمي “سقط سقف الكاتدرائية. الشارع الرئيسي مغلق … هنا يتركز كل نشاط المدينة الاقتصادي”. وأورد تاماس جان بيار “لقد جن الناس. الأهل حملوا أبناءهم وغادروا المدينة بعد انتشار شائعات عن تسونامي”. وكان المركز الأمريكي للجيوفيزياء أصدر تحذيرا من تسونامي إثر الزلزال، سرعان ما ألغاه.
ومدينة جيريمي الشهيرة باسم مدينة الشعراء، معزولة نسبيا عن البلاد كون الطريق الوطنية التي تعبر الجزيرة لم تنجز بعد. وقالت كريستيلا سان هيلير (21 عاما) التي تقطن قرب مركز الزلزال “كنت داخل منزلي عندما بدأ يهتز، كنت قرب النافذة ورأيت كل الأشياء تتساقط”. مضيفة “سقطت قطعة من الحائط على ظهري لكني لم أصب بجروح خطرة”، مشيرة إلى أن “منازل عدة دمرت بالكامل”.
وقام شهود عيان بتصوير ركام العديد من المباني الإسمنتية بينها كنيسة يبدو أنها كانت تشهد احتفالا دينيا صباح السبت في منطقة تبعد 200 كلم جنوب غرب بورت أو برانس.
ولا يزال البلد الأفقر في القارة الأمريكية يستذكر زلزال 12 يناير/كانون الثاني 2010 الذي دمر العاصمة والعديد من المدن.
وقضى يومها أكثر من 200 ألف شخص وأصيب أكثر من 300 ألف آخرين، إلى جانب تشريد مليون ونصف مليون من السكان.
وبعد أكثر من عشر سنوات على هذا الزلزال المدمر، لم تتمكن هايتي الغارقة في أزمة اجتماعية سياسية حادة، من مواجهة تحدي إعادة الإعمار.
تعليقات الزوار ( 0 )