أماطت طالبة فرنسية، أخيراً، اللثام عن قضية “تحرش جنسي” هزت جامعة أمستردام التي تدرس بها الضحية، وكان بطلها الكاتب المغربي وعضو لجنة النموذج التنموي، فؤاد العروي، الذي يشغل أيضا منصب أستاذ بكلية العلوم الإنسانية بجامعة أمستردام.
وترجع تفاصيل الحادثة، إلى سنة 2017، وفق قصة للواقعة نشرها موقع “NRC” الهولندي، التي جاء فيها أنه في السنة الآنف ذكرها، أدت شكوى طالبة بشأن المعلم إلى إجراء بحث رسمي للشكاوى، حيث قضت لجنة الشكاوى قبل عامين، بأن الرجل مذنب بارتكاب سلوك غير مقبول.
وأضاف الموقع، أنه طُلب من عميد كلية العلوم الإنسانية “فريد ويرمان” التحقيق فيما إذا كان من الممكن إجراء مزيد من البحوثات بشأن عن الأستاذ فؤاد العروي، نظرا لوجود المزيد من التقارير بشأنه، وأظهرت الأبحاث التي أجراها المجلس النرويجي للاجئين أن هذه الدراسة لم تتم، وفقًا لـجامعة أمستردام، لأن هذا لم يكن ممكنًا.
ووضعت جامعة أمستردام الأستاذ في وضع غير نشط بعد وقت قصير من طرح المجلس النرويجي للاجئين أسئلة حول القضية، وحركت الجامعة في في بداية هذا الشهر الملف من جديد، حيث قامت بإجراء بحث حول الأستاذ الذي يدرس برامج اللغة والثقافة الفرنسية “بناءً على بعض الإشارات السرية الحديثة”.
كان الأستاذ الجامعي وعضو اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي (CSMD) يمر بفترة نفسية صعبة، ما ألزمه البقاء في المنزل تحت العلاج الطبي. وأضاف أن التلميذة المعنية قامت بزيارته، ووقعت ضحية لاعتداء جنسي، على حد قولها.
وذكر الموقع أنه بعد ظهر يوم بارد من سنة 2017، خرجت الطالبة الفرنسية التي تدرس في السنة الثالثة من منزل معلمها، وهي خائفة، ورائحة معلمها تلسع أنفها، ما كان ينبغي أن يكون فنجان القهوة الذي قدمته لأستاذها الذي كان في مرحلة من الاكتئاب والإرهاق كدعم معنوي، أن ينتهي بتجربة الإعتداء الجنسي.
وأشار تقرير لجلسة الاستماع للجنة المكلفة بالشكاوي بتاريخ 8 نونبر 2017، أن ثم صاحبة الشكوى عادت إلى منزلها، وهي تشعر بقذارة شديدة، فأخبرت صديقها بالحادثة في ذلك المساء، وكان غاضبا جدا وأصر على ذهابهم إلى الشرطة من أجل الإبلاغ عن الحادث، لكن الطالبة لم تكن ترغب في ذلك، حيث شعرت أنها أيضا مسؤولة عن خطأها.
وأضاف الموقع، وفق تقرير اللجنة، أنه كلما مر الوقت، إلا وزداد شعور الطالبة بالخجل وشعرت بمزيد من القذارة، مما دفعها إلى تقديم شكاية لدى إدارة الجامعة تطالب فيها بإيقاف المدرس بعد مرور عشرة أشهر من خروجها من شقة معلمها.
وبعد تقديمها لشكاية التحرش أمام أربعة من أعضاء لجنة التظلمات، كانت الطالبة تأمل أن يؤدي إجراء الشكاية إلى توقف الأستاذ عن التدريس، إلا أنه لايزال يواصل التدريس بنفس المؤسسة، مما دفعها إلى الإستسلام ومغادرة المؤسسة إلى جامعة أخرى.
وولد العروي بمدينة وجدة في ثامن دجنبر 1958. وبعد دراسته في ليسي ليوطي بالدار البيضاء، تابع دراسته بالمدرسة الوطنية للطرق والقناطر في فرنسا حيث حصل على شهادة مهندس.
وبعد اشتغاله في مصنع للفوسفات بخريبكة، عاد إلى فرنسا لمتابعة دراسته حيث حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد.
ثم توجه بعد ذلك إلى المملكة المتحدة التي أمضى بها بضع سنوات في كامبريدج ويورك. ليشرع بعدها، وانطلاقا من عام 2006، في تدريس الاقتصاد القياسي ثم علوم البيئة في جامعة أمستردام.
وبموازاة مهام التدريس يكرس العروي حياته للبحث والتأليف والكتابة.
تعليقات الزوار ( 0 )