شارك المقال
  • تم النسخ

ائتلاف يرجع وفاة حامل املشيل لانعدام العدالة المجالية

شهدت منطقة إملشيل نواحي مدينة ميدلت، يوم أمس الاثنين وفاة سيدة حامل جراء نزيف داخلي و تمزقات بالرحم، بعد ولادتها لجنين بطريق تقليدية، مما عجل بوفاتها أثناء نقلها إلى المستوصف المحلي باميلشيل، من قبل طاقم طبي توجه الى منطقة ‘’ أولغازي’’ وسط الثلوج في ظروف مناخية صعبة.

الرواية الرسمية: الهالكة كانت في حالة حرجة والطاقم الطبي تدخل واستطاع إنقاذ الجنين

ووفق رواية المندوبية الاقليمي لوزارة الصحة، فان الهالكة فارقت الحياة أثناء نقلها الى المركز الصحي باملشيل، في ظروف مناخية صعبة بسبب ‘’كثافة التساقطات الثلجية التي شكلت صعوبة في وصول الطاقم الطبي للسيدة، وكذا في نقلها إلى المركز الصحي لتلفظ أنفاسها الأخيرة في الطريق، خاصة مع الوسائل البدائية المستخدمة في إزاحة الثلوج’’.

وأكد المصدر ذاته، على أن ‘’الطاقم الصحي بعد وصوله لمنزل المعنية بالأمر وجدها قد وضعت جنينها بطريقة تقليدية، مع وجود تمزقات للرحم ونزيف حاد، فقام الطاقم بالتدخل لإنقاذها، وتم نقلها على وجه السرعة إلى المركز الصحي لتلقي العلاجات الضرورية إلا أنها فارقت الحياة قبل الوصول إليه، فيما تم إنقاذ الجنين الذي كان في حالة صعبة، لكن الطاقم الصحي استطاع ضمان استقرار حالته الصحية’’.

ائتلاف الجبل: ساكنة الجبال لا تستفيد من جهود التنمية و اللجان الموسمية ليست بحل

قال محمد الديش المنسق الوطني للائتلاف المدني من أجل الجبل، إن الساكنة بجل المناطق الجبلية بالمغرب، تعاني من هشاشة كبيرة على مستوى البنيات التحتية، بما فيها المتعلقة بالمجال الصحي، و الذي يبين بالملوس حجم المعاناة التي تعيشها الساكنة، في ظل الظروف المناخية الباردة التي تعيشها البلاد، خاصة في المناطق الجبلية التي شهدت تساقط الثلوج.

وأكد ذات المتحدث في تصريحه لمنبر “بناصا”، على أن لجان اليقظة المحلية الموسمية ليست بحل، وإنما يجب أن تعتمد الدولة سياسات عمومية ملائمة وعادلة يتم وفقها انشاء مشاريع تنموية و اقتصادية تعيد الاعتبار للجبل الذي يعد مصدرا للثروة و التي يتم تصديرها الى المدن الكبرى، دون أن يحصل أبناء الجبال على حقهم فيها. مضيفا أن “تحقيق العدالة المجالية يعد مدخلا أساسيا لبلوغ العدالة الاجتماعية”

مشيرا في ذات السياق، إلى أن هناك مواطنين يقطنون بالجبال لا يستفيدون بما فيه الكفاية من جهود التنمية، و أن وفاة المرأة الحامل بمنطقة املشيل في هذه الموجة الاخيرة، نموذج للمعاناة التي يواجهها سكان الجبال، في ظل غياب الامكانيات والترتيبات الملائمة للولادة الطبيعية في هذه الظروف المناخية، و هذا يعد ترجمة واقعية لزيف الشعارات التي تتحدث عن التنمية المتوازنة بين كافة مناطق المغرب، بقراها و حواضرها.

مبرزا أن ‘’عاصمة احدى الأقاليم بالمغرب، لا تتوفر على بنيات تحتية و مستشفى في المستوى المطلوب وتفتقر الى الأطر الصحية، فما بالك بمناطق جبلية تعاني التهميش، و منقطعة عن العالم، و تشهد تساقط الثلوج و درجات حرارة منخفضة جدا’’ مشيرا الى أن العرض الصحي بالمدن السهلية متنوع من قطاع خاص و عمومي، يمكن أن يفي بالحدود الدنيا من التطبيب، في مقابل انعدامه بالجبل او عدم كفايته، خاصة و أن هناك مستوصفات بنيت من طرف جماعات ترابية لا تتوفر على أي تجهيزات أو أطر طبية’’.

وشدد ذات المتحدث على ضرورة إعادة النظر في السياسات المعتمدة في التعاطي مع مشاكل المناطق الجبلية، من أجل استفادة أبناء الجبال من الثروة التي تنجها أرضهم ، و التنزيل الواقعي و الحقيقي لمفهوم العدالة المجالية، وأضاف ان في هذه الفترة من السنة فقط ينتبه المسؤولون إلى وجود أرواح بشرية في مناطق مهمشة من المغرب، وتجتمع لجن اليقظة وتعد خطط مكتبية للاستباق لكن هذا يجب أن لا ينسينا واقع هؤلاء المواطنين طوال السنة بل طوال عقود راكموا فيها الحرمان والتجاهل.

ميدلت: مسلسل الوفيات متواصل

ومن جته يضيف محمد اوسرغين نائب المنسق الوطني للائتلاف “نزيف موت الحوامل والرضع لازال مستمرا باقليم ميدلت الجبلي وخاصة بكل من املشيل الذي عرف وفاة امراتين حامل ووفاة شابة بسبب مرض السكري، كما سجلت منطقة تونفيت وفاة جنين في عمره الشهر السادس بالمستشفى الاقليمي لميدلت بعد عملية قيصرية ،هذه المراة الحامل تم نقلها من جماعة اكديم الى دار الامومة بتونفيت ثم الى المستشفى الاقليمي لميدلت”.

وأضاف اوسرغين، المتواجد بمدينة ميدلت، في تصريحه لبناصا “نجدد استنكارنا للاوضاع الصحية المزرية التي يعاني منها هذا الاقليم الجبلي وعبره جميع المناطق الجبلية بالمغرب وندعوا الدولة الى تحمل كامل مسؤوليتها اتجاه حفظ الصحة العامة للمواطنين والمواطنات بالمناطق الجبلية والمغرب عامة واعادة النظر في الخريطة الصحية التي افرزت واقعا صحيا مختلا بالمناطق الجبلية و ما صاحبه من تداعيات وانعاكاسات سلبية أفقد ساكنة المناطق الجبلية الامن الصحي”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي