Share
  • Link copied

إيطاليا… إسلام رهينة إيطالية بالصومال يثير الجدل في الأوساط اليمينية

رغم أجواء الاحتفال الرسمية التي أقامتها الحكومة الإيطالية لاستقبال مواطنتها سيلفيا رومانو التي تم الإفراج عنها فجر يوم السبت الأخير بنواحي العاصمة  الصومالية موقديشو بعد سنة ونصف من اختطافها بجنوب شرق كينيا، قامت بعض الأوساط اليمينية المتطرفة بشن حملة عنصرية على ذات الرهينة إثر إعلانها اعتناق الإسلام ورفضها نزع الحجاب كـ”اختيار حر نابع من إردتها”.

وكان خبر رفض سيلفيا رومانو نزع الملابس التقليدية الصومالية وإعلانها اعتناق الإسلام أمام عناصر المخابرات الإيطالية التي تسلمتها من مختطفيها بنواحي موقديشو، قد سبقها إلى إيطاليا بعدما أفردت معظم اليوميات الإيطالية في صفحاتها الأولى لخبر تمسك سيلفيا ب “الحجاب الإسلامي” بعدما كان المحققون يعتقدون أنها أُرغمت على اعتناق الإسلام، بل وأن بعض المصادر الإستخباراتية كانت قد سربت في وقت سابق إرغامها على الزواج من أحد “أمراء” الشباب الإسلامي بالصومال.

وقطعا للشك باليقين بادرت ذات الناشطة الإنسانية بمجرد أن وطأت أقدامها أرض مطار “تشامبينو” بروما للتأكيد على أنها “اعتنقت الإسلام عن طواعية ولم يجبرني عليه أحد” مضيفة أنه عكس كل ما قيل “لم يتم إجباري إطلاقا على الزواج وأن من احتجزني تعامل معي بكل إنسانية”

ويبدو أن مشهد رومانو باللباس التقليدي الصومالي الذي يكاد يغطي كامل جسمها وهي تخطو أولى خطواتها أمام عدسات المصورين إثر رجوعها على متن طائرة خاصة وتأكيدها من خلال تصريحاتها أنها اختارت  بكل حرية الإسلام، استفز الأوساط اليمينية المتطرفة لتشن حملة عنصرية عليها عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

وشبه أليساندرو سالوستي مدير صحيفة “إلجورنالي”، أحد المنابر اليمينية بإيطاليا، إعلان سيلفيا رومانو اعتناقها الإسلام بتبني أحد ضحايا معسكرات النازية للأفكار النازية، بينما اعتبر فيتوريو فيلتري مدير صحيفة “ليبيرو” المثير للجدل أن عملية تحرير رومانو تعتبر “تمويلا للإرهابيين الإسلاميين أصدقاء الشابة التي أصبحت مسلمة”.

ومن جهته سارع ماتيو سالفيني زعيم حزب الرابطة ووزير الداخلية الأسبق للتشكيك في عملية فك احتجاز ذات الرهينة مؤكدا أن “لا شيء يتم بالمجان” ملمحا إلى أن إيطاليا دفعت “فدية” 4 ملايين أورو.

وحسب صحيفة “إلكورييري ديلا سيرا” في عددها لنهار يوم الأحد عملية فك أسر سيلفيا رومانو البالغة من العمر 24 سنة والتي كانت قد اختارت العمل كمتطوعة مع إحدى الهيئات الإنسانية الإيطالية لرسم الابتسامة على وجوه الأطفال الأيتام بمنطقة “شاكاما” جنوب شرق كينيا، من قبل أن تخطفها جماعية إجرامية مساء يوم 20 يونيو 2018 وتسلمها لعناصر تنظيم “الشباب” بالصومال، دامت شهورا من المفاوضات بين المخابرات الإيطالية الخارجية والمختطفين الصوماليين، بوساطة تركية حيث كانت المخابرات التركية سباقة لتحديد مكان تواجد الرهينة الإيطالية.

وبعد توصل المخابرات الإيطالية بفيديو يؤكد أنها ما تزال على قيد الحياة، بادر جهاز المخابرات الخارجية بداية السنة الجارية بالتفاوض مع المختطفين مقابل بعض “المساعدات الاقتصادية” و الإفراج عن بعض عناصر “الشباب الإسلامي” لدى حكومة موقديشو، إلا أن سوء أحوال الطقس بالصومال الذي دام لأسابيع، يضيف المصدر ذاته، أخر عملية الإفراج عن رومانو إلى غاية الجمعة الأخير ليتم إطلاق سراحها ويتم تسليمها لوسطاء بنواحي موقديشو تحت تغطية جوية لطائرات الدرون الأمريكية ليتم بداية نقلها إلى قاعدة القوات الدولية ثم بعد ذلك إلى السفارة الإيطالية.

Share
  • Link copied
المقال التالي