Share
  • Link copied

“إنا لله وإنا إليه راجعون” العبارة الأكثر تداولاً على شبكات التواصل الاجتماعي لـسنة 2020

مع شبح جائحة “كورونا، الذي جثم على صدر العالم، أصبح جدار “مارك زوكربيرج” في السنة التي نودعها، سِجلا موثقا ومرجعا إحصائيا لعدد الوفيات التي شهدتها المملكة بسبب تصاعد أعداد من غادرنا إلى دار البقاء، لاسيما في الأشهر الأخيرة.

وصارت جدران “المارد الأزرق” مخصصة لنشر أخبار الوفيات وبيانات النعي والتعازي، مع تصاعد أعداد الوفيات يوميا، حيث تصدرت عبارة “إنا لله وإنا إليه راجعون” الجمل الأكثر تداولاً على شبكات التواصل الاجتماعي لسنة 2020.

وفي هذا الصدد، قال الأكاديمي والباحث في علم الاجتماع، أكضيض زكرياء، إن تداول مقولة “إنا لله وإنا إليه راجعون” بشكل واسع على شبكات “السوشيال ميديا”، يمكن أن نتطرق إليه من خلال ثلاثة مؤشرات رئيسية.

وأضاف أكضيض زكرياء في حديث مع جريدة “بناصا”، أن المؤشر الأول لهاته المقولة الدينية، يتمثل في توظيفها بشكل كبير جدا في أسلوب التعازي والموساة، علما أن سنة 2020 كانت سنة استثنائية بامتياز.

وأوضح، أن جائحة “كورونا” التي ألقت بظلالها على مختلف مناحي الحياة، خلفت موتى كثر جدا سواء على المستوى الدولي أو العربي والإسلامي التي تداول فيها نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي هاته المقولة الدينية، وهناك ما يبرر استعمال العبارة بالنظر إلى ارتفاع عدد الأموات جراء الجائحة.

أما المؤشر الثاني، يضيف أكضيض، هو أن هذه الجائحة قلصت من العلاقات الاجتماعية، ويمكن القول إنه في بعض الفترات حدّ “الفيروس” من التواصل الاجتماعي والتواصل الجسدي كما كان معتادا في السابق.

وشدد المتحدث ذاته، أن “طقوس العبور” أو ما يعرف بلغة مولير “Rites de passage”، التي تعتبر ركيزة العلاقات الاجتماعية، وتعطي معنى لسلوكياتهم، لم يستطع الأفراد والجماعات الإنضباط إليها مع هذه الجائحة.

وتشمل “طقوس المرور” أو العبور مناسبات مثل الولادة، والتخرج، والزَّواج والموت إلى غير ذلك، لذلك فأغلب التهاني وأغلب التعازي تم تصريفها في العالم الافتراضي.

وأكد الباحث في علم الاجتماع، أن العالم الافتراضي، أصبح منصة من أجل تقديم التعازي بدل الطريقة التقليدية والمباشرة التي كان يعتمدها الأفراد، لذلك سنجد أن تداول هذه المقاولة يجد أيضا مبررا له من خلال تقلص العلاقات الاجتماعية الذي خلفته الجائحة.

واسترسل أكضيض، أن المؤشر الثالث، هو أن تداول هذه المقولة يرتبط بالضبابية التي يعيشها هذا الإنسان والغموض الذي يلفه حيال ما يجري من متغيرات، إذ أن هذا الإنسان الذي لم يستطع إلى حد الآن أن يوقف ويصد هذه الجائحة، لا يمكنه إلا أن يتمسك بهذه المقولات الدينية.

وأردف المتحدث ذاته، بأن توظيف العبارة الدينية بشكل أوسع في العالم الافتراضي، يرجع بالأساس إلى عجز الإنسان عن تقديم جواب علمي لما يجري حوله، بمعنى أنه عندما يعجز الإنسان عن إيجاد جواب علمي لما يحدث في عالمه، فإنه يلجأ إلى الخرافة، ثم الدين.

وأشار أكضيض، إلى أن مقولة “إنا لله وإنا إليه راجعون” تجد مبررا لها في العالم العربي والإسلامي بشكل كبير، وبالأخص في العالم الافتراضي من خلال سعي الإنسان عن البحث عن قوى خارقة يمكن أن تنجيه من هول هاته الجائحة التي أهلكت العديد من الأفراد.

Share
  • Link copied
المقال التالي