Share
  • Link copied

إلياس العماري وفؤاد العماري: خائنان للوطن، فاسدان مفسدان، وهاربان مهرّبان..! (3/3)

نعم، كل هذه التهم، وأكثر من هذه التهم، الواردة في العنوان، وأحدى إلياس العماري وشقيقه في نهب أموال البلاد والعباد، فؤاد العماري، العمدة الأسبق لمدينة طنجة، أن ينفياها على نفسيهما هذه التهم في ظل وجود عشرات الملايير، عبروا بها للضفة الأخرى.

رجلان يعرفهما العادي والبادي عاشا حياتهما “محزوقين” إلى أن جاء الفرج على يد حزب الأصالة والمعاصرة الذي رزقهما و”غيرهما كثيرون” بغير حساب، وهم ينعمون اليوم بالمليارات العابرة للقارات.

نعم إلياس العماري، الذي اشتغل في بادئ الأمر فقط مدير مقر حزب البام، إلاّ أنه كان يوقع التزكيات لمن كان الأمين العام آنذاك يرفض تزكيتهم بسبب الشّبُهات، وأقرب مثال على ذلك توقيعه لتزكية البرلماني المعزول زين العابدين الحواص، الرئيس السابق لبلدية حد السوالم، المعروف بـ”مول 17 مليار”، والمحكوم بتسع سنوات من أجل الارتشاء والتبديد واختلاس أموال عمومية والغدر، وأمثاله كثيرون…

منهم، تمثيلا لا حصرا، من جاء لمقر الحزب ليشتكي إلياس للأمين العام بحضور أعضاء من المكتب السياسي، كبرلماني مدينة تازة، الذي اتهم إلياس أمام الملأ بأنه أخذ منه 400 مليون سنتيم، ثم زكّى غيره.

رجل لعب في كل شيء، لدرجة أن أصبحت تتهاطل عليه الملايين في شبه عملية “تيرش رش” وهو “يرقص” في مكاتب الوزراء، الذين كانوا يخافون سطوته، لدرجة أنه كان يُخاطب وزيرا منهم بـ”الحِمار”، فما كان لأغلبهم سوى أن يسارعوا للتوقيع على ما يطلبه منهم لفائدة من يدفع أكثر، وإلا سينصب له مكيدة كتلك التي نصبها لقيادي البيجيدي البارز جامع المعتصم، النائب الأول لعمدة مدينة سلا، الذي وجد نفسه يقبع بالسجن، وهو ما عاد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة الأسبق، ليؤكده خلال كلمته الافتتاحية لأشغال ملتقى البجيدي الجهوي للهيئات المجالية والمنتخبين بجهة بني ملال خنيفرة، يوم تاسع يوليوز الجاري، بالقول “رغم أنني كنت أنا رئيس الحكومة، لكن المسؤولين كانوا كيمشيوا للفيلا عندو كياخذوا التوجيهات، كان كيخوّف الناس يديوهم للحبس، دايرين ولا ما دايرينش، هاذ الشي راه ماشي ساهل بالنسبة للمغرب”.

نعم إلياس لم يكن يشتم الوزير فقط، بل كان يشتم رجال الدولة، وتسبب في اعتقال عدد كبير من الموظفين في ملف الحسيمة، توفي على إثرها باشا الحسيمة بسبب الحسرة، دون أن ننسى مسؤول الأمن بالناظور، الذي قضى خمس سنوات بالسجن، وما زال إلى اليوم يقسم أنه برئ.

عبد الاله بنكيران قال، في ختام كلامه لإلياس: “المغاربة خصهم يعرفوا بعْدا اشنو كنتي كدّير، وخصك تعترف وتعتذر على ذاك الشي اللي كنتي كدّير واللي كنا كنسمعو راه صعيب بززززاف”. واسترسل يوضّح هذه المرّة فداحة “الإجرام المالي”، الذي اقترفه دون أن يتعرّض للحساب، وقال بنكيران مخاطبا إلياس، الذي بات ينعته بلقب “مصيبة الحسيمة”: “واحد الوقت غبرتي، وكيتقال دّيتي معاك خير الله ديال الفلوس، خصك تقول لينا مين جبتيهم؟ ومشيتي لإسبانيا ودرتي أوطيل.. واش أوطيل في إسبانيا ساهل؟ غير تكلم غير قول لينا واللي قلتيها نثيقوك: كيفاش ومنين هذاك الأوطيل؟ واش درتي أنت وخوك؟”.

سؤال عبد الإله بنكيران هذا يحيلنا على خطاب الثروة، الذي قال فيه الملك محمد السادس: “أتساءل باستغراب مع المغاربة: أين هي هذه الثروة؟ وهل استفاد منها جميع المغاربة، أم أنها همت بعض الفئات فقط؟”…

وبما أن الملك أكد، في سؤاله عن الثروة، أنه لا يتساءل لوحده، بل قال إنه يتساءل “مع المغاربة”، فإننا نطرح السؤال على المفسد إلياس العماري: من أين، وكيف، ومن هرّب لك الملايير، التي اشتريت بها شركتك هاته:

‏460860 – CREATIV EVENTS 2020 SL.

‏Nombramientos. Apoderado: EL OMARI ILYAS. Datos registrales. T 5910, L 4817, F 68, S 8, H MA154126, l/A 3 (8.10.21).

ومن أين لك بتلك الملايير، التي اشتريت بها الفندق الفخم المعروف:

‏Hôtel AGUR Toston, 4, Fuengirola

‏29640, Espagne

ليس هذا فحسب، بل نسألك ومعك هذه المرة شقيقك فؤاد العماري، العمدة الأسبق لمدينة طنجة: كيف هرّبتما الملايير التي أنشأتما بها خمس شركات أخرى هي:

‏01- BEN BROWNIE 2018 SL

‏02- MJ LOSA SL

‏03- EXTRA EL ANDALUS 2020 SL Socib Únici

‏04- EXTRA EL ANDALUS 2020 SL Administradon Único

‏05- KURDUBA ALANDALUS 2019 SL

كيف أصبح فؤاد العماري صاحب شركات بالملايير في إسبانيا فقط، إحداها مخصصة للقمار، وهو الذي لم يكن يملك بيتا بمدينة طنجة يأويه لدرجة أن أعاره سمير عبد المولى، العمدة الذي سبقه في العمودية، بيتَه كي يقيم به حفل زفافه، فإذا به يُصبح مالكا لفيلتين فخمتين، شهورًا قليلة بعدما “ولاّه” أخوه إلياس عمودية طنجة بالتهديد والوعيد…

فؤاد العمري هو نفسه الذي كان قد حاصره المنتخبون بالأسئلة في أول دورة حول الفيلا الفخمة التي بات يسكنها!؟ فأجاب منتخبي البيجيدي أن الفيلا هي هدية من “مسؤول كبير”، فيما كان الجميع يعلم أن الفيلات كانت “رشوة” نظير “الإفراج” على الملفات العقارية التي كانت متوقفة.

لقد ظهر السر وراء الترامي على عمودية طنجة: كل المشاريع التي كانت تشوبها خروقات، ورفض العمدة سمير عبد المولي المستقيل الترخيص لها، سارع العمدة فؤاد العمري إلى الترخيص لها، لدرجة أن دخلت السلطة المحلية في صراع معه ومع ولي أمره إلياس.

إلياس العماري ذهب بعيدًا في تسيبّه حينما طلب من العمدة سمير عبد المولى الترخيص لصديق له لبناء عمارة فوق ملعب للتنس، فكان أن اشتكاه لفؤاد عالي الهمة، الذي تدخّل لإعادة الأمور إلى نصابها، ومن هنا بدأت التقارير حوله إلى أن ذهب الله بنوره، إلاّ أن أخاه العمدة ظل في تحدِ يُوقّع على التراخيص بأثر رجعي حتى بعد انتهاء ولايته، الشيء الذي فطنت له السلطة، فما كان من محمد يعقوبي، والي جهة طنجة تطوان الحسيمة وعامل عمالة طنجة أصيلة، إلا أن راسل الجهات المعنية لتنبيهها ومنعها من قبول الملفات الموقعة من طرف فؤاد العماري.

إذ أن فضائح آل العماري لا حصر لها، فالأخوان نهبا عشرات، إن لم نقل مئات الملايير، وقاما بتهريبها لعدة دول، وكانت أول وِجهة لهما، في بادئ الأمر، هي بريطانيا، التي قال لنا فؤاد العماري، بعد انتهاء ولايته، إنه سيذهب لها ليدرس في إحدى جامعاتها، فيما قال شقيقه الأكبر إلياس إنه سيذهب لها ليتعلّم اللغة الإنجليزية، إلاّ أنهما، في واقع الأمر، كانا يحاولان الاستثمار ببريطانيا كي يستطيعا الحصول بذلك على بطاقة الإقامة، إلاّ أن السلطات البريطانية رفضت رفضًا باتًا السماح لهما بذلك بعدما اكتشفت أنهما يريدان تبييض أموال مهربة، فاضطرا للتوجّه إلى إسبانيا، رفقة مسؤولين سابقين من قيادات البام يتوفرون على الجنسية، فأحدثا سبع شركات نتوفر اليوم على معلومات دقيقة حولها تستلزم فتح تحقيق معمّق، أولا، حول الطرق والمصادر والأساليب، التي تحصّلا بواسطتها على كل هذه الملايير، وكل منهما كانا يتقلدان معا مناصب مسؤولية تدبيرية وضعت الدولة الملايير تحت تصرفهما، وثانيا، حول الكيفية، التي استعملاها لتهريب كل تلك الأموال الباهظة إلى الديار الإسبانية، في انتظار ظهور ملايير أخرى بدول أخرى!

وبناء على ذلك، يحِلُّ لنا، في هذه الحالة، أن نتهمهما بكل الاتهامات المتاحة لوصف عملهما “الإجرامي” هذا، ما دمنا نتوفر على جرائد رسمية قانونية صادرة عن الإدارات الإسبانية، وهي تؤكد تلك الاستثمارات الضخمة المذكورة التي قام كلٌّ من إلياس العمري وشقيقه فؤاد بنهبها من المغرب، ثم بتهريبها إلى دولة إسبانيا، قبل أن يقوما اليوم بتبييضها أمام أنظار الشعب المغربي بمسؤوليه وسياسييه، الذين يعلمون علم اليقين أن الرجلين عاشا عُمريهما، قبل “تنصيبهما”، عيشة الكفاف، ولا نعلم لهما عملًا يُذكر!!؟

والأدهى، أيضا، أن يعود لنا السي إلياس “بلا حيا بلا حشمة”، في تحدٍّ سافر للقانون، وللخطابات الملكية العديدة، التي طالب فيها الملك محمد السادس بمحاربة المفسدين، وفي صدارتهم إلياس العمري، وبربط المسؤولية بالمحاسبة…

صحافي “الشهادة الابتدائية”، الذي يدّعي “الأخلاق”، والذي يريد أن يُحاور الفاعلين في برنامجه، عليه أولًا أن يستدعي شقيقه فؤاد العماري، ويتحاوران معًا أمامنا، ويجيبا على سؤال الملك والشعب عن تلك الثروة الهائلة، التي أصبح ينعمان بها في إسبانيا (حسب ما ظهر احد الآن إذ قد تظهر دولٌ أُخَر)، والتي ننشر اليوم بعض معطياتها في هذا المقال: “من أين لهما هذا؟”، ومن ساعدهما في تهريبها لخارج البلاد؟

صحافي “الشهادة الابتدائية”، الذي يريد أن يمتطي كاب راديو، اليوم، لمعاودة “التسلّق”، اعتقادا منه أن ما فعله في ولاية الحكومة الإسلامية “اللي كانت مقطوعة من شجرة” مع القصر، يمكن فعله أيام ولاية “مّالين الشّكارة” الكبار “الساكنين في القصور”.

صحافي “الشهادة الابتدائية” المسكين السي إلياس، الذي يقول إن قلبه “حنّ” على الوضعية المالية المزرية لمؤسسة كاب راديو، و”بكى” على الظروف المزرية التي عاشها ومازال يعيشها صحافيوها وتقنيوها، لماذا لم يفكر السي إلياس “الحنون” في إرجاع “شي مْلَيْرات” من أمواله، التي هرّبها للجارة الإسبانية، كي يُخرج بها هذه المؤسسة من صعوباتها الاقتصادية، التي يعتبر هو وشقيقه فؤاد، الذي سبق أن اشتغل بها، أحد الأسباب الرئيسية في إفلاسها!

أم أن إلياس يعتقد أنه بإمكانه أن يعود إلى أحابيله القديمة وأن يبتز سمير عبد المولى، أحد المساهمين الكبار، الذي ضغط عليه لبيعه أسهمه في كاب راديو، عندما “نوى” إلياس، قبل خمس سنوات، أن يُصبح رئيس الحكومة، فقال بعدها إنهم “تفلاّو عليه”، ووجد نفسه مدينا لعبد المولى بمبلغ 400 مليون سنتيم، وعلى نفس الحال والمنوال، قد يكون إلياس قدم وعودًا “كاذبة” لمساهم آخر، كان مازال يملك حصة الأسد بها، حيث يتبيّن أنه “يُعوّل” على دعم وزارة الاتصال الوصية على القطاع، لأن الوزير بها ينتمي للحزب، الذي لم يكن ليترأسه يومًا إلياس لولا أنه كان يقول إنه “سيحارب”، إلى جانب رؤساء أحزاب آخرين، شعبوية بنكيران.

وصحافي “آخر ساعة”، يعتقد أنه سيتمكن من إقناع بعض حكماء الهاكا، التي كان قد تسلل إليها دون شهادة تعليمية ليعمل على “التجسس” على المؤسسات الصحفية وعلى صحافييها، بجعل كاب راديو تتحول إلى راديو وطني بدل الجهوي، للرفع من قيمته المالية، ويستفيد هو بعد ذلك من بيعه.

إلياس العماري “المسكين” يحاول التمويه عبر الترويج لنفسه أن “الفوق” طلب منه العودة للساحة السياسية كي يُخْرِج المغرب من “عنق الزجاجة”، كما قالت زميلتي بموقع هسبريس وهو يأكل الثوم بفمها.

فإذا كان ذلك كذلك، فإن “فوق الفوق”، هذه المرّة طلب مني، بدوري، الخروج لفضح ألاعيبه الرديئة، وقالوا لي أن أقول له إنه لن يستطيع ابتزاز أحد، ولا تهديد ولا تخويف أولئك، الذين ادّعى أنه يتوفّر على بطاقة لكل واحد منهم…

صحافي “الشهادة الابتدائية”، أزيده من الشعر بيتًا، وأقول له: اللِّي “فوق فوق الفوق” قال لي، وأقول له أنا بدوري مرة أخرى، إنه يجب محاكمته سياسيا، في بادئ الأمر، لنفهم كيف استطاع شخص أرعن ناقص تعليم اللعب على عقول الكثيرين، حتى أفسد الساحة السياسة، التي استحوذ عليها لخمس سنوات كاملة.

وأختم بحسن بنعدي، أول أمين عام للبام، في حواره الأخير مع الزميلة الأيام، قبل أسبوع فقط، إذ أشار إلى إلياس العماري بالاسم وهو يُذكّر بخطاب الملك الذي كان وراء طرد إلياس من الحزب، فقال: “خطاب جلالة الملك كان واضحا”، تم استطرد، بنبرة متحدية، قائلا: “لماذا لا يتحدثون عن الملايير التي تكتب الصحافة عن أنهم راكموها والفيلات الفخمة التي شيدوها تحت جنح الظلام”… وكان “التوبيخ” الملكي، في الخطاب المذكور، جعل إلياس العماري وقتها “يفهمْ راسو” و”يجمع قلوعو”، وينفّذ “أمر” الجالس على العرش، و”ينسحب” من ساحة سياسية طُرد منها شر طردة، بعدما عاث فيها فسادا لعدة سنوات.

لقد تملّك الخوف إلياس، ما جعله يعترف، وقتها، بفساده بالقول إنه يتحمّل المسؤولية، ويعترف علانية في استجواب مع إحدى المواقع الإلكترونية عقب استقالته من الأمانة للبام أنه “ما دارش خدمتو”، وردّد وكرّر: “كنتحمّل المسؤولية كاملة، ما درتش خدمتي”، قبل أن يلجأ إلى حركة مناورة بأن طالب بمحاسبة جميع المسؤولين المقصّرين، وقال: “أطالب بلجنة تقصي الحقائق، أنا رهن الإشارة للمساءلة، أو أن يأمر وزير العدل النيابة العامة لتستمع للجميع ومحاسبتهم، بما فيهم أنا شخصيا”.

عندما أعود بالذاكرة إلى تلك الأيام، وإلى هذه الأقوال، التي مازالت موثّقة بالصوت والصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، أحس بالصدمة، وأدرك جيدا لماذا هذا الصنف الرديء من “أشباه” السياسيين هم من توجّه إليهم الملك محمد السادس في خطاب “التوبيخ”، خلال تخليد عرش 2017، ليصفهم بخونة للوطن.

سأتوقف هنا، لأنني أحس أنه إذا لم أتوقّف فلن أفرغ من الكتابة على “ظاهرةٍ”، فريدةٍ من بؤسها، عرفتها الساحة المغربية، ولأن جزءًا ثالثا من مقالي كافٍ للإحاطة بتحوّلات هذا الكائن “الزئبقي”، ولذلك أترك لنفسي فرصة العودة بالمزيد في مدىً غير بعيد لما زلت اختزنه من معلومات ومعطيات من صميم عملي الصحفي التأريخي.

ولا يفوتني الاعتذار عن استعمال عباراتٍ في تحدي لهذا الطاغية “الصغير” والتي لم يسبق لي أن أدرجتها نهائيا في مقالاتي، لكنني أردت باستعمالها أن “يتذوّق” السي إلياس العماري نفس المفردات التي كان ينعت بها أولئك الذين كان يُجيد سطوته عليهم…

Share
  • Link copied
المقال التالي