ينتظر عدد من الباحثين والمهتمين بالتراث المغربي، استكمال ملف ‘’إكودار’’ من أجل تقديمه لدى ‘’اليونيسكو’’ من أجل تصنيف هذه المآثر التاريخية المتواجدة بالجنوب الغربي للملكة، تراثا إنسانيا عالميا، لما لها من حمولة تاريخية وثقافية وانسانية، في مغرب متعدد الروافد والثقافات.
وتعد هذه المباني التاريخية التي استطاعت الصمود لقرون من الزمن، من بين التراث العمراني المغربي الأصيل والمتفرد، بهندسته المعمارية المتفردة بين جبال الأطلس الصغير، حيث تميز في حقبة من حقي تاريخ المغرب، بكونه بنكا لتخزين الممتلكات النفيسة من حبوب وقمح وعسل وحلي ووثائق وكل ما له قيمة كبيرة’’.
وحسب مؤرخين فإن ‘’إكودار’’ المخازن الجماعية جمع كلمة ‘’أكادير’’ التي تعني بالأمازيغية الحصن الجماعي، الذي غالبا ما يتم بناؤه في منطقة جبلية وعرة يصعب الوصول إليها من قبل ‘’العدو’’ ويمنحها الحصانة وصعوبة الاختراق من قبل الهجمات التي كانت تقوم بها ‘’الحركات’’ أي الحروب الأهلية بين القبائل.
ويضيف المصدر ذاته، أن الحصون الجماعية، يكون ارتفاعها بين ثلاث وخمس طبقات، وتتراوح عدد الغرف بين 60 و295 غرفة، وهو العدد الذين نجده بـ’’أكادير إنومار’’ نواحي أيت باها بسوس، بالإضافة إلى وجود أبراج في زوايا الحصن يختلف عدد من حصن لاخر، وبعلو يفوق أحيانا ستة أمتار.
وتتكون الحصون الجماعية من غرف تسمى ‘’أحانو ’’ يختلف عددها من حصن لآخر ومسجدا للصلاة وخزان مائي للأمطار وحوش للمواشي ومسكن لحارس الحصن يسمى ‘’لامين أوكادير’’، يتم اللجوء إليه في حالة المواجهات بين القبائل والحروب الأهلية التي كانت آنذاك.
وفي الفترة الأخيرة ظهرت أصوات تطالب برد الاعتبار لهذه المآثر التاريخية التي صمدت لقرون، وتصنيفه ضمن التراث العالمي، حيث تم عقد لقاء يوم أول أمس السبت بولاية أكادير بحضور وزير الثقافة ووالي الجهة وعدد من المسؤولين والشخصيات، وتم توقيع اتفاقية شراكة بين جهة سوس ماسة ووزارة الثقافة والشباب والرياضة، وولاية جهة سوس ماسة، وعمالة إقليم اشتوكة أيت باها، والمجلس الإقليمي لاشتوكة أيت باها ، وجماعة ايت باها وشركة التنمية الجهوية للسياحة، من أجل إحداث مركز للتعريف بتراث المخازن الجماعية ” إيكودار” بإقليم اشتوكة أيت باها.
ويأتي هذا، في إطار برنامج يهدف للحفاظ على هذا التراث كمنظومة متكاملة فريدة من نوعها تشمل المعالم المعيارية والقيم الثقافية والمهارات الفردية والجماعية المرتبطة بإدارة وتدبير هذه المعالم الجماعية وتنظيمها وضمان استمراريتها.
وتبلغ التكلفة الاجمالية لهذا المشروع ستة ملايين درهما تساهم منه جهة سوس ماسة بمليوني ونصف المليون درهم وتساهم وزارة الثقافة بثلاثة ملايين درهم، فيما تبلغ مساهمة المجلس الإقليمي لاشتوكة أيت باها خمسمئة ألف درهم وتوفر جماعة أيت باها بقعة أرضية مساحتها 4000 متر مربع لإنجاز المشروع.
وشهد اللقاء ورشة وطنية للتحضيرية لتسجيل المخازن الجماعية ضمن التراث العالمي لليونسكو، بحضور مكتب اليونسكو بالرباط، وباحثين وأساتذة جامعيين، قدموا عروضا للتعريف بإكودار كتراث عالمي يستحق العناية، في انتظار تقديم ملف متكامل لدى اليونيسكو.
تعليقات الزوار ( 0 )