شارك المقال
  • تم النسخ

إصابة المُّلقّحين ضد كورونا بالفيروس التاجي يثير مخاوف المغاربة من انتكاسة وبائية

وسط تكتّم وزارة الصحة، تواصل مستشفيات المملكة، بين الفينة والأخرى، استقبال أشخاص مصابين بفيروس كورونا المستجد ممن تلقوا جرعات اللقاح، الأمر الذي بات يثير مخاوف المواطنين من احتمال عودة الحالة الوبائية في البلاد إلى ما كانت عليه قبل بدء حملة التطعيم ضد الفيروس التاجي، في آواخر يناير الماضي.

وكشفت مصادر جيدة الاطلاع لـ”بناصا”، أن عدداً من مستشفيات البلاد، استقبلت خلال الشهرين الماضيين عدة حالات لأشخاص مصابين بكورونا، ممن تلقوا جرعتي اللقاح، على الأقل قبل 4 أسابيع، مضيفةً أن ما يزيد من المخاوف هو التكتم الكبير للأطباء والأطر الصحية عن الأمر، ما يزيد من احتمال نشر الفيروس في صفوف أفراد عائلة المصاب.

وأوضحت المصادر نفسها، أن هناك تعليمات للأطر الصحية في المراكز الاستشفائية بألا يخبروا أهالي المريض بأن المعني مصاب بالفيروس التاجي، من الأشخاص الملقحين، لتفادي خلق حالة من الهلع في صفوف الأسرة، سيما وأن المواطنين، وفق المصدر، قد لا يفهمون الأمر، ويعتقدون أن التلقيح لا تأثير له، بالرغم من أن نسبة نجاعة جميع أنواع التلقيح ضد كورونا، عالميا، لم تصل لـ100 في المائة.

وسبق لمنظمة الصحة العالمية، أن حذّرت قبل بضعة أيامٍ، الأشخاص الذين حصلوا على جرعتي اللقاح، مشددةً على أن ارتداء الكمامات وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، أمر ضروري بالنسبة لهم، حيث قالت ماريانجيلا سيماو، مساعدة المدير العام للمنظمة، إن “اللقاحات وحدها لن توقف انتقال العدوى للمجتمع”، حسبها.

وأكدت سيماو، خلال مؤتمر صحفي من مقر منظمة الصحة العالمية في جنيف، إن الأشخاص حول العالم، بحاجة لأن يستمروا في استعمال الكمامات، والتواجد بأماكن جيدة التهوية، مع الحفاظ على نظافة اليدين وتطبيق التباعد الاجتماعي، وتجنب الزحام، معتبراً أن هذه الأمور، ما تزال “مهمة للغاية، حتى ولو تم تطعيمك، لأن انتقال العدوى عبر المجتمع مستمرة”.

وفي المقابل، سبق لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية، أن أكدت مؤخراً، أن الأشخاص الذين تلقوا جرعتي اللقاح، باتوا يتمتعون بـ”درجة عالية من الحماية”، وهو الأمر الذي اعتبر العديد من المتابعين للتطورات الوبائية حول العالم، متعارضا بالكامل مع توصيات منظمة الصحة العالمية، ومسبباً رئيسياً لاستمرار حالة الشك لدى المجتمع.

هذا، ولا تظهر الأرقام المسجلة خلال المرحلة الثالثة من التجارب على اللقاحات ضد كورونا، وجود أي شركة أعلنت عن بلوغ نسبة نجاعة تطعيمها 100 في المائة، حيث يعد “سبوتنيك” الروسي، اللقاح الأكثر نجاعة، وفق ما أعلنت عنه الشركة المصنعة، بنسبة تصل لـ 97 في المائة، أما بقية التطعيمات فتتراوح نسبها بين 70 و96 في المائة.

وتصل نسبة لقاح “سينوفارم” الصيني، المستعمل في المغرب إلى 86 في المائة، في حين بلغت نسبة نجاعة “أسترازينيكا” البريطاني 76 في المائة، بعدما انخفضت في الفترة الأخيرة بـ 3 في المائة، مؤكدةً أنه حتى وإن أصيب الشخص الملقح بالفيروس التاجي، فإن نسبة تعرضه للأعراض المرضية الشديدة، شبه منعدمة، وفقها دائماً.

جدير بالذكر أن اللقاحات ضد كورونا، على المستوى العالمي، لم تنه تجاربها السريرية، حيث وصلت حاليا إلى المرحلة الثالثة، غير أن التداعيات الكارثية التي تسبب فيها تفشي الفيروس التاجي، دفعت منظمة الصحة العالمية إلى الترخيص باستعمال عدد من التطعيمات، كما أجبرت عدداً كبيراً من الدول على الترخيص لها، والشروع في تحصين مواطنيها.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي