شارك المقال
  • تم النسخ

إسبانيا تستغل برنامج التعاون الأوروبي لتسريع وتيرة تحسين علاقاتها مع المغرب

تعمل إسبانيا على استغلال عودة التعاون بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، في مجال إدارة الحدود والهجرة، من أجل استئناف العلاقات الثنائية بين مدريد والرباط، التي كانت قد عرفت أزمة غير مسبوقة عقب قبول حكومة بيدرو سانشيز، في أبريل الماضي، استقبال زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، للاستشفاء، بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد.

وكشفت صحيفة “إل إسبانيول”، أن المغرب، بدأ في التفاوض مع إسبانيا والاتحاد الأوروبي، بخصوص برنامج التعاون، حيث عقد مندوبو الاتحاد الأربعاء الماضي، اجتماعات مع وزارة الداخلية المغربية بالرباط، وتم التوقيع على اتفاقيات تعاون، وتسليم الرباط عدداً من المركبات والكاميرات، لإعادة تفعيل التعاون في هذا الصدد.

وأكدت مصادر من وزارة الخارجية الإسبانية، نقلت تصريحاتها “إل إسبانيول”، أن حكومة مدريد عرضت نفسها كوسيط في سيناريو الأزمة التي تعرفها منطقة شمال إفريقيا، مبرزةً أن الإجراءات الجديدة تهدف أيضا، إلى تعزيز القدرات التشغيلية للمؤسسات المغربية في الإدارة المتكاملة للحدود، وفقا للنهج الإنساني للاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء في المغرب.

وأوضحت أن بعض المبادئ التوجيهية للمشروع هي تحسين المهارات التشغيلية في مراقبة الحدود البرية والبحرية، ومكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر، وكذلك تحسين التعاون بين المؤسسات وعبر الحدود في مجال الهجرة غير النظامية”.

واسترسلت أن هذا المشروع التابع لصندوق الاتحاد الأوروبي الاستئماني لشمال إفرقيا، لديه مسؤولية شراء معدات أكبر من بقية المشاريع التي تديرها المؤسسة الدولية والإيبيرية الأمريكية للإدارة والسياسات العامة، متابعةً أنه حسب المؤسسة نفسها، فإن “هذا يرحع في المقام الأول إلى الدعم الكبير الذي قرر الاتحاد الأوروبي تقديمه لتزويد المغرب قدرات إدارة الموارد والحدود في 2018، بمبلغ 44 مليون يورو”.

وذكرت الصحيفة أنه منذ سنة 2014، خصصت أوروبا 232 مليون يورو، عبر صناديق ووسائل مختلفة، لدعم الإجراءات المتعلقة بالهجرة في البلد المغاربي، مضيفةً أنه بهذه الطريقة، تمكنت وزارة الداخلية المغربية في العامين الماضيين من شراء معدات اتصالات للملاحة البحرية، والتي تشمل الطائرات بدون طيار والرادارات البحرية ونظام تحديد المواقع المحمول، وأنظمة رسم الخرائط وغيرها من أجهزة المراقبة، وأكثر من ألف مركبة من فئات مختلفة، من سيارات الدفع الرباعي والميني فان، إلى الشاحنات والحافلات الصغيرة والدراجات النارية.

بعد استئناف التعاون في مجال الهجرة، تقول اليومية، “هناك أمل في عودة العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية، وتحويل دول الجوار إلى دول حليفة مرة أخرى”، مستدركةً أن المغرب، وجه، على لسان الملك محمد السادس، تهديداً مستتراً لإسبانيا، حين قال إن المملكة لا تمضي في أي خطوات تجارية مع أولئك الذين لديهم مواقف غامضة من الصحراء المغربية.

ونقلت الجريدة عن مصادر حكومية إسبانية، بأن لهجة الخطاب الملكي الأخير، “لا تساعد على بناء علاقات جديدة بين البلدين”، غير أنها فسرتها بأنها “للاستهلاك المحلي”، وأبقت على آمالها في استئناف الاتصالات بين مدريد والرباط، “على أعلى مستوى”، في وقت قريب، عبر استقبال الملك محمد السادس لبيدرو سانشيز، نهاية العام الحالي أو بداية المقبل.

وأبرزت أنه بعد استئناف التعاون في مجال الهجرة، يجري بالفعل التحضير لاجتماع بمدريد لكبار المسؤولين بوزارتي الداخلية والخارجية مطلع العام، بحسب مصادر بالشرطة المغربية لـ”إل إسبانيول”، متابعةً أنه “في البداية كان هناك مخطط لعقد الاجتماع في دجنبر المقبل، وهو التاريخ الذي يتزامن مع قوانين يوم الدستور في إسبانيا”.

واختتم الصحيفة، أن هذه الخطوة، التي تسعى مدريد لتحقيقها، يمكن أن يفهم منها، على أنها تتعلق باجتماع بين الملك محمد السادس، والرئيس الإسباني، غير أن مصادر أخرى تستبعد الأمر، حيث تقول إن الاجتماع في حال تم سيكون بين الوزارات وليس ممثلي الحكومة، لأن اللقاء الأخير سيأتي بعد تقدم العلاقات، وليس في الوقت الحالي.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي