في سياق التحقيق الذي ينجزه القاضي سانتياغو بيدراز في المحكمة الوطنية الإسبانية بالعاصمة مدريد، حول اتهامات القتل والاحتجاز والاختطاف الموجهة إلى إبراهيم غالي زعيم جبهة البولييساريو الانفصالية، كشف مسؤول أمني سابق في التنظيم، عن الواقعة التي غيرت اسم قائد “جماعة الرابوني”.
وقال مصطفى سلمى، المفتش العام السابق لشرطة البوليساريو، إن استماع القضاء الإسباني لبعض ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف غالي وبعض قيادات البوليساريو في المخيمات، ذكرته بأن زعيم الجبهة “هو المجرم الوحيد في التاريخ الذي حمل اسم أول ضحاياه بفخر ونشوة وما زال يحتفظ باسمه إلى يومنا هذا”.
وأضاف سلمى في تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أنه في الـ 30 من سبتمبر سنة 1973، وقعت جريمة اغتيال ضواحي ارغيوة جنوب السمارة”، ضحيتها شخص يدعى براهيم ولد ميلد، والجاني كان غالي ولد سيد المصطفى، مسترسلاً في إيراد وقائع الجريمة المذكورة.
وأوضح أن مجموعة الجمالة الصحراويين المجندين في الجيش الإسباني، كانت تقوم بدورية في منطقة ارغيوة جنوب مدينة السمارة، قبل أن يتفاجؤوا بمجموعة مسلحة تحاصرهم وتطلب منهم الاستسلام وتسليم أسلحتهم وجمالهم”، متابعاً: “المجموعة المهاجمة كانت بقيادة غالي ولد سيد المصطفى أمين جبهة البوليساريو المعلنة حديثا في شمال مرويتانيا (ماي 1973 في ازويرات)”.
وواصل مصطفى ولد سيدي مولود، في التدوينة ذاتها، أن “قائد دورية الجمالة رفض الاستسلام للمجموعة المهاجمة معتبراً أن ما يقومون به هو نوع من الحرابة وقطع الطريق، وقبل أن تلامس رجلاه الأرض، وهو يهم بالنزول عن جمله، بادره كل من غالي وموسى ولد لبصير برصاصات أردته قتيلاً”.
وأردف أن غالي، أسرع “إلى الضابط القتيل وجرده من ملابسه العسكرية، وارتدى زيه المدرج بدمائه، وعاد متبختراً إلى مجموعته وهو يردد أنا براهيم.. أنا براهيم: فقد كان القتيل ذي شأن كبير بين الصحراويين في ذلك الوقت”، مسترسلاً أنه منذ تلك الفترة أصبح اسم غالي ولد سيد المصطفى، إبراهيم”.
وواصل أن غالي وعصابته، دفنوا القتيل براهيم ولد ميلد، عند “كارة بويعلي”، في منطقة امهيريز، وعادوا بغنيمتهم “من الجمال والسلاح إلى الأراضي الموريتانية، بعد أن أطلقوا سراح بقية أفراد الدورية. ولكنهم لم يفرحوا كثيرا بغنيمتهم، فقد أوقفتهم دورية للجيش الموريتاني قرب بلدة بير أم اغرين وتم اعتقالهم و عادة الجمال والأسلحة إلى السلطات الإسبانية بينما بقيت عصابة غالي في السجن لدى السلطات الموريتانية، قبل أن يفرج عنه لاحقا بضمانات من أهل البلدة”.
ومضى مصطفى يقول، إن البوليساريو، لم تعتذر، إلى يومنا هذا، عن جريمتها، وما زال أبناء وحفدة المغدور براهيم ولد ميلد، يعيشون في الأقاليم الصحراوية، ويتذكرون بحسرة جريمة اغتيال والدهم كلما سمعوا اسم البوليساريو، وكيف أنهم لم يحضروا حتى لدفنه. وأكثر ما يؤلمهم أن الجاني ليس طليقا فحسب بل ويحتفظ باسم والدهم دون خجل كذكرى لجريمته”.
واختتم تدوينته: “أنصح أبناء وحفدة المغدور براهيم ولد ميلد بضم دعواهم إلى ملف ضحايا غالي المفتوح أمام المحكمة الإسبانية، فوالدهم القتيل قتل وهو يحمل الجنسية الإسبانية وفي مهمة للحكومة الإسبانية التي كانت تدير الإقليم وقتها. وضريحه تعرفه كل ساكنة منطقة امهيريز والجريمة موثقة لدى السلطات الإسبانية والموريتانية وبعض شهودها ما زالوا على قيد الحياة”.
تعليقات الزوار ( 0 )