وتختفي وجوه الفنانين كالأقمار في الليالي الداجية، ويتوالى عليهم داعي الموت فلا تسمع إلا “إنا لله وإنا إليه راجعون “. فبعد أن غاب هرم الفن المسرحي عبد الجبار الوزير وقبله المتميزة قيد حياتها ثريا جبران، نتلقى ببالغ الحزن والأسف نعي رجل آخر طبع الفن المسرحي ببصمته ووسمها بِسِمات باقية، إنه الفنان أنور الجندي. غادر الدنيا ليلتحق بوالديه في دار البقاء تاركا وراءه أعمالا فنية راقية تؤثث الفضاء الفني المغربي بعد أن قضى حياة حافلة زاخرة.
وغادر لكن أثره باق. ذلك الرجل الذي قضى بيننا ما يناهز 59 سنة، خلف وراءه كتابات وأعمالا خالدة.
وكانت مسرحية ‘القضية ‘هي أولى أعمال الفنان المغربي حيث جسد فيها دور الطفل الفلسطيني عن عمر قارب 12 سنة، والتي أشرفت عليها وزارة الشؤون الثقافية في إطار المهرجان العربي الحديث. من هنا انطلقت مسيرته الفنية لتتضمن الإخراج والإقتباس والتأليف. حيث ألف الأستاذ والفنان أنور الجندي مسلسل ‘أحلام ‘و ‘موعد مع النجاح’، و ‘لا للضياع’، وقام بإخراج مسلسل ‘أين الوفاء’.
وشارك الفنان أنور الجندي في عدة مسلسلات وهي مسلسل ” زليخة” و مسلسل ” أولاد الحلال” الذي شارك فيه كممثل ومساعد المخرج، ومسلسل ” الغريق” قام بدور الممثل والمساعدة في الإخراج.
وعرف الفنان الراحل بميله الكبير إلى الركح. فقد شارك في العديد من الأعمال المسرحية كممثل وأخرج وألف مسرحيات عديدة منها: ‘كلها يلغي بلغاه’، ‘سعدي براجلي’، ‘الله يطعمنا حلال’، ‘لدبلوم والدربوكة’، ‘الدربوكة ألطرونجي’، ‘هاك وأرا’ .
ولم تقتصر مشاركاته على الأعمال الوطنية بل تعدتها إلى العالم العربي، ونذكر على سبيل المثال: ‘ربيع قرطبة’، ‘تيغالين’، ‘أمود’، ومسلسل ‘علاش يا ولدي’.
ولم نأت على ذكر كل انتاجاته التي تعددت اختصارا لا إهمالا. فقد كان ذائع الصيت مبدعا في عمله. أحب عمله وأخلص فيه. وسيذكره الجمهور ما بقيت أعماله. فقد كان الرجل أنور جنديا في ميدان الفن بامتياز حيث قاتل بالقلم والحركة والصوت والسمت والفصاحة حتى لقي الله بعد طول صراع مع الألم.
تعليقات الزوار ( 0 )