كشفت مجموعة من التقارير الإسبانية، أن الرباط ومدريد، توصلتا إلى اتفاق يقضي بإعادة فتح المعابر الحدودية بين المملكة، ومدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، بداية من شهر مارس من سنة 2022، بعد سنتين كاملتين من الإغلاق بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.
وبخصوص هذا الموضوع، قال عبد الملك محمد، رئيس سكان سبتة، في حوار أجرته معه صحيفة “ceutaldia”، إن أي موعد لإعادة فتح الحدود مع المغرب، ليس سوى “تخمين”، وفي حال تم فلن “تمر سبتة بتغييرات في عاداتها”، مضيفاً: “من المتوقع أن تزيد الضوابط المتعلقة بالأمن بشكل كبير، فضلاً عن أنه سيتم وضع معار للسائح المغربي من خلال الحد من كميات المشتريات التي حاولون إدخالها عند عودتهم”.
وأوضح أن “التواريخ التي يتم نشرها هي تخمينات بسيطة، حيث لا توجد حركات تشير إلى عكس ذلك، ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تحديد تورايخ في الأفق. ليس لدي موعد، وكما أعتقد، فلا أحد لديه، الشيء الوحيد المؤكد، وهو مؤشر بليغ للغاية، هو أن مسؤولي الجمارك لا يزالون في باب سبتة، وهذا يحفز الأمل”.
وتابع عبد الملك: “أما بخصوص ما تعلق بالصحراء، فأعتقد أن الرباط ومدريد سيتوصلان لاتفاقات موازية لهذه القضية الشائكة حتى يعاد فتح الحدود”، مردفاً: “الجوار مستمر رغم الخلافات، ولا أعتقد أن أي أمر مهما كان نوعه قد يؤثر على قرار إعادة فتح الحدود. أعتقد أننا نشهد وضعا استثنائياً، خصوصا بسبب الأحداث العديدة التي حدثت خلال هذا العام ونصف من الإغلاق”.
واسترسل المتحدث: “أنا أشير إلى قرار ترامب بشأن الصحراء، ودلالاته العديدة في مناخ العلاقات الدولية، وإعادة العلاقات مع إسرائيل، وحادثة غالي، وإعلان البرلمان العربي، وانهيار العلاقات المغربية الجزائرية، الوضع الوبائي، أزمة ماي، كل هذا يحتاج إلى وقت”، مواصلاً: “المغرب قام بعمل ميداني لفهم الظروف الاجتماعية والعملية لمواطني سبتة بشكل كامل”.
وأضاف: “هناك اختلافات ملحوظة بين عامل مغربي يؤدي مهامه في شبه الجزيرة وفي دول أوروبية أخرى، وآخر يؤديها في سبتة… تلك العمالة الرخيصة من المغرب أيامها معدودة”، مردفاً أن “المغرب وإسبانيا لم يتعمقا في مسألة الأشخاص الذين بقوا في سبتة، بعد إغلاق الحدود من أجل العمل في مارس من سنة 2020، حيث فضّلوا تجنب المغادرة لتفادي خسارة مناصبهم”.
وأوضح أن الضوابط المتعلقة بالأمن في المعابر الحدودية لسبتة، من المنتظر أن تشهد تغيرا كبيرا، كما أنه “من المحتمل جداً أن يتم وضع معيار للسائح المغربي، للحد من كميات المشتريات التي حاول العودة بها إلى المغرب”، مسترسلاً، بخصوص إمكانية فرض تأشيرة شنغن على سكان المناطق المجاورة للمدينة، أن ذلك لن يحدث.
وأكد زيارة رئيس سبتة، فيفاس إلى مدريد، بدعوة من سانشيز، كانت نقطة تحول مهمة في موقف السلطة التنفيدية بالمدينة المتمتعة بالحكم الذاتي، لأن الاتجاه حاليا هو تقليل التوترات وليس زيادتها، والحكومة تبذل جهودا كبيرة لإعادة توجيه الوضع ويتعين على المدينة التعاون في هذا المنحى، عبر إظهار موقف بناء.
وبشأن إمكانية فتح المجال لإنشاء مجالس بين سبتة والمؤسسات المغربية بالمناطق المحيطة، لمناقشة الأمور المشتركة، اعتبر عبد الملك، أن هذا الأمر سيكون جيداً، “لأننا مقتنعون أنه يمكن تنفيذ العديد من الأنشطة في هذا الفضاء، والتي من شأنها أن تفيد سبتة وبيئة المدينة بأكملها على المدى الطويل، دون أن يعني ذلك التنازل عن السيادة أو فقدانها”.
واعتبر أن هذه الصيغة في التعاون، “ليست تنازلاً عن السيادة، وإنما فتحاً لقنوات اتصال جديدة من خلال الحوار والتفاهم المتبادل، يمكن لسبتة تشجيع ورش العمل التدربية والترويج للفعاليات الثقافية، وتنظيم المؤتمرات، والندوات، كل هذا من خلال الاحترام المتبادل”، مردفاً أن هذا الأمر، سيتيح تعزيز مناخ التفاعم والتعاون.
وشدد على أنه لا يؤمن بأطروحة الضمّ، التي يروج لها حزب فوكس، بخصوص رغبة المغرب في السيطرة على سبتة ومليلية، قائلاً: “أعتقد أنه لا يوجد شيء من هذا القبيل، صحيح أنه في بعض مناطق المغرب، ينظر إلى سبتة ومليلية على أنهما مصادر توتر، لكنهما مازالا فكرة جيدة للمغرب في حال تم التعاون بطريقة أو بأخرى، وجرت الاستفادة من مشاريع مشابهة للمجالس المحلية المشتركة.
وبخصوص مستقبل المدينة، أوضح عبد الملك: “نحن نعيش وضعا حرجاً جداً، جديداً تماما على الجميع، وما زلنا لا نفترضه بالكامل. الإغلاق كان بمثابة ضربة قاسية للغاية للجميع، حتى بالنسبة للمغرب، أعتقد أن هذه لحظات حاسمة في تاريخ المدينة، ويجب اتخاذ تدابير رصينة وشجاعة، ويجب أن يتم ذلك بتصميم”.
واختتم رئيس سكان سبتة المحتلة: “إن الخطة الاستراتيجية الحقيقية هي العمل بالخيال، وبدون إدارة ظهورنا للواقع الذي يحيط بنا. مستقبل هذه المدينة يعتمد على ما إذا كانت جميع الموارد الموجودة في متناول أيدينا يتم تقييمها بمساواة كافية، ورفض أ شكل من أشكال التحيز والمشاعر الراسخة”.
تعليقات الزوار ( 0 )