حاول خوسيه مانويل ألباريس، وزير الشؤون الخارجية الإسبانية، تدارك تصريحاته الأخيرة التي أعرب فيها عن عدم رضاه بمستوى التعاون مع المغرب في مجال الهجرة، في حوار جديد، أكد خلاله على أن سلطات الرباط لعبت دوراً هاماً في وقف تدفق حوالي 1000 شخص إلى مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، خلال رأس السنة الميلادية.
بناء علاقات القرن الـ 21
وقال ألباريس، خلال جوابه عن العلاقات مع المغرب، في الحوار الذي أجرته معه جريدة “eldiario”، إننا “نبني علاقة القرن الـ 21، ونتطلع إلى المستقبل، العلاقة بيننا هي علاقة غنية ومعقدة بالمعنى الإيجابي للكلمة، مع شبكة المصالح والجوانب المختلفة التي يتعين علينا تعزيزها”، مؤكداً تأييده لكلام ملك المغرب في 21 غشت.
وأضاف أنه من النادر أن يذكر ملك المغرب دولة معينة في خطاباته، “لقد فعل ذلك بالحديث عن نوع العلاقة التي يريدها مع إسبانيا، وهي بالضبط التي نرغب فيها، عبر تشجيع الحوار بين البلدين، كما أتفق مع الرد الذي قدمه رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، في اليوم الموالي لخطاب ملك المغرب، إلى جانب رئيس المجلس الأوروبي ورئيس المفوضية”.
المغرب شريك استراتيجي لإسبانيا ولأوروبا
وجدد ألباريس، في حواره، الإشادة بـ”ّدور المغرب في وقف تدفقات المهاجرين غير الشرعيين”، متابعةً أن فترة عيد الميلاد لوحدها، شهدت منع 1000 شخص من القفز فوق أسوار سبتة ومليلية المحتلتين، وهو الأمر الذي كان سيكون صعبا للغاية تحقيقه، “دون تعاون المغرب، وهذا ما يجعله شريكا استراتيجيا لإسبانيا، وأيضا لأوروبا”.
وأعرب عن أمله في الذهاب بعيدا في مستوى التعاون، وهو الهدف الذي يطمح إليه المغرب أيضا، حسب الوزير الإسباني، الذي نفى بشكل مطلق، أن يكون للتقارب الإسباني الجزائري، أي تأثير على حقيقة تأخر إعادة السفير المغربي إلى مدريد، مشدداً على أن “قرارات تعيين وعودة السفراء قرارات مستقلة لكل دولة”.
الرغبة في عودة سفير المغرب لمدريد
وبخصوص موعد عودة سفير الرباط إلى مدريد، أوضح ألباريس، أن إجابة هذا السؤال، “لا يستطيع أن يقدمها سوى المغرب”، متابعاً: “سفارة المغرب بإسبانيا مفتوحة، وهناك قائم بالأعمال مكلف بها. بالطبع أود وأرغب في عودة السفير المغربي، لكن العلاقة بين وزير الخارجية الإسباني والسفارة المغربية هنا، والقائم بالأعمال متقلبة للغاية، وهو وضع السفارة الإسبانية بالرباط أيضا.
وبشأن الحلقة المفقودة التي يمكنها إعادة العلاقات بين البلدين لطبيعتها، قال ألباريس، إننا “بحاجة إلى أن نستمر في المضي قدما، والشيء المهم هو إقامة تلك العلاقة، والتعاون في مختلف النقاط، لأنها تعود بالفائدة على كلا الطرفين، ويتعين علينا تجنب أي نوع من الإجراءات الأحادية التي يمكن أن تزعزع ثقة الطرف الآخر، وأنا متأكد من أننا عاجلا وليس آجلا، سنتخذ خطوات لتوطيد علاقة القرن 21”.
الصراع الجزائري المغربي
ورفض ألباريس الجواب عن سؤال حول مدى إمكانية حل الصراع المغربي الجزائر، مؤكداً: “لا يمككني التحدث باسم دولتين تتمتعان بالسيادة وتتخذان قراراتهما بسيادة”، مردفاً أنهما “شريكان استراتيجيان لإسبانيا من الدرجة الأولى، ونريد أن يعيش جيراننا في سلام وانسجام. إنهم يتخذون قراراتهم، ولكن إسبانيا تمد الجسور وتبني معهم مجتمع البحر الأبيض المتوسط وخاصة مجتمع غرب البحر الأبيض المتوسط”.
وحول لقائه بالمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، قال ألباريس، إنه نقل إليه دعم إسبانيا الكامل لـ”إنهاء الصراع الذي استمر لفترة طويلة، والذي يجب إيجاد حل له”، متابعاً: “إنها مسألة عرض أفق المستقبل والأمن لآلاف الناس، كما عرضت على جي ميستورا، إمكانية استعمال طائرة تابعة للقوات الجوية الإسبانية في رحلاته”.
مقترحات ذات مصداقية لحل نزاع الصحراء
وشدد على أن إسبانيا، ستطل دائما “مع إيجاد حل من بين الخيارات المختلفة التي أقرتها قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهو حل مقبول للطرفين، وحل سياسي”، مضيفاً: “لا يمكننا الاستمرار في هذا الصراع المفتوح لعقود أخرى”، متهرباً من الإجابة عن سؤال بخصوص إمكانية تطبيق “استفتاء تقرير المصير”.
واعتبر ألباريس، خلال محاولة تجنب الإجابة عن سؤال الصحفي، بخصوص مقترح الاستفتاء، أنه لا يريد أن يتحدث نيابة عن الأطراف المتنازعة”، مؤكداً أنه من الواضح “أن هناك مقترحات ذات مصداقية. وهذا مهم ويجب على الأطراف أن تقرر”، مسترسلاً أن “إسبانيا تؤيد حلا في إطار الأمم المتحدة”.
تعليقات الزوار ( 0 )