Share
  • Link copied

أكثر من مئة مثقف مغربي وإسباني يوقعون على عريضة للوفاق بين المغرب وإسبانيا

في خطوة لمحاولة رأب الصدع وفتح صفحة جديدة في العلاقات المغربية الإسبانية، وطي الخلاف الدبلوماسي الأخير، وقع مئات من الفنانين والمثقفين المغاربة والإسبان عريضة تدعو حكومتي البلدين إلى البحث عن روح الانسجام في العلاقات الثنائية، وترك الخلافات السياسية جانبا.

ومن بين الموقعين على الوثيقة باللغتين العربية والإسبانية، الروائي طاهر بن جلون والشاعر عبد اللطيف اللعبي، والمترجم محمّد المذكوري، وخوان خوسيه تيليز المدير السابق لصحيفة “جنوب أوروبا”، وبالوما فرنانديز غوما، شاعر مدريد المقيم في الجزيرة الخضراء، ومدير المجلة متعددة الثقافات “Dos Orillas”.

وتضم العريضة أيضا توقيع هيغوركا غوميز كاراسكو، شاعر ورسام من برشلونة، وخوان أنطونيو بالاسيوس إسكوبار، عمدة الجزيرة الخضراء السابق، وخوان إميليو ريوس فيرا، رئيس أتينيو خوسيه رومان، وأنطونيو برافو نييتو، المؤرخ الرسمي لمليلية.

ويلتزم الكتاب والمثقفين الذي وقعوا على الوثيقة، بالحوار بين ضفتي مضيق جبل طارق لإقامة علاقات ثقة متبادلة والابتعاد عن خطابات الكراهية، وكراهية الأجانب التي تنشر من خلال بعض المتحدثين في وسائل الإعلام أو على الشبكات الاجتماعية.

وجاء في العريضة “لقد أثارت الأزمة المغربية الإسبانية الحالية تصعيدا لفظيا مقلقا، مشوب باللوم والتناقضات، التي تعيدنا إلى العصور الماضية، باعتبارها غريبة تماما عن ظروف العصر الحديث، والعلاقات الثنائية التي توحد ضفتي المضيق منذ العصور القديمة”.

وأضافت أنه “على مدى أسابيع، استمعنا من كلا الجانبين إلى الخطب والمراجع والأحكام المسبقة، والتي لم نكن نعتقد أنها يمكن أن تظهر مرة أخرى على الساحة العامة، ونحن اليوم نواجه خطابًا جذريًا وغير ضروري يهدف إلى إنهاء الجهد الكبير للحوار والبحث والتفاهم المتبادل الذي طوره المجتمع المدني والطبقة المثقفة في إسبانيا والمغرب”.

وتابعت العريضة أن “اتساع الفضاء الإعلامي، وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، أدى إلى انتشار واسع لهذه الخطابات، مما يعرض للخطر التعايش بين شعبين شقيقين وأصدقاء، بل ويتجاوز حتى الطبيعة الدبلوماسية للصراع الحالي”.

ولفتت الوثيقة ذاتها، إلى أن “استعادة أوقات الصراعات الحربية في تاريخنا المشترك وإبراز العداء فقط هو طريق خطير يتعارض مع المنطق البشري وتراث التعايش بين الأديان والتبادل الثقافي الذي بنته الشعوب الضفتين خلال مراحلنا التاريخية”.

وزادت أنه “لا يتناسب الوضع الحالي إطلاقاً، من الناحية العلمية، مع نتيجة سنوات من البحث الإنساني في الجامعات المغربية والإسبانية، والتي قدمت رؤية جديدة لهذا التاريخ المشترك المبني على التداخلات المثمرة بين الحضارتين الإيبيرية والمغاربية”.

وسجلت أن “الواقع التاريخي متباين، لدرجة أنه أصبح ينعكس في الدستور المغربي الحالي المعمول به منذ 2011، والذي تعترف فيه المملكة المغربية بالثقافة الأندلسية بفرعيها العربي والسفاردي، كعناصر أساسية للهوية المغربية البلاد”.

وأشارت العريضة، إلى أن “السياسة لا يمكن أن تكون عقبة أمام استمرار نموها، بل على العكس من ذلك، يجب أن تكون أداة لتطويرها أكثر فأكثر، وأن روح الوئام والتعايش يجب أن تسود في جميع الأوقات بين بلدينا وأن تكون في صلب أي حوار سياسي من أجل ضمان السيادة والاستقرار الداخلي في المغرب وإسبانيا”.

ودعت العريضة المجتمع المدني على ضفتي مضيق جبل طارق، إلى إظهار قدراتهم الفكرية الكبيرة واستخدام قدراتهم الإبداعية لاقتراح بدائل جديدة للتعايش وتقديم مساهمات بناءة لتراث مثمر يعود بالنفع على المجتمعين ككل.

وأضافت “إننا نحث الأشخاص الطيبين من جانبي المضيق على الانضمام إلى جهود استعادة العلاقات الإسبانية المغربية القائمة على الثقة والاحترام المتبادلين، الأمر الذي سيدفعنا نحو مستقبل يسوده السلام والتعاون والازدهار”.

Share
  • Link copied
المقال التالي